التواصل بين أطراف المجتمع صفة حضارية وضرورة وطنية
وقد ألقى سماحة الشيخ الصفار في الحفل التأبيني الذي انعقد مساء يوم الأربعاء – ليلة الخميس 25 صفر 1425هـ 15 إبريل 2004م، في ساحة دار الفقيد في منطقة الدراز وحضره حشدٌ كبير من الرسميين والعلماء والأدباء وسائر المواطنين.
في بداية حديثه قال سماحته: تعرفت على الفقيد الراحل من خلال صفةٍ طيبةٍ كانت تتحلى بها شخصيته هي صفة الانفتاح والتواصل مع جميع الأطراف حيث جاء زائراً إلى سوريا وكانت هناك جماعات مختلفة من البحرين ومناطق الخليج، وكان الوضع السياسي والاجتماعي متشنجاً في هذه المناطق، بين الحكومات والجماعات المعارضة، وبين أطراف الجماعات المعارضة، وبين الاتجاهات الاجتماعية، لكن الفقيد (أبا سلمان) فاجأني باهتمامه بالانفتاح على جميع الأطراف والجهات والرغبة في زيارتهم والتواصل معهم، مع أن موقعيته الرسمية كانت تقتضي الحذر والتحفظ على هذا الصعيد، مما يدل على نضجٍ في وعيه، وسمو في أخلاقه.
واستطرد سماحته في الحديث عن أهمية التواصل بين أطراف المجتمع، وأنه من سمات المجتمعات المتحضرة، كما نجد الآن في الدول المتقدمة، أن التحالفات والتكتلات والمؤتمرات وأسلوب العمل الجمعي هو اللغة السائدة مع أن في تلك المجتمعات تنوعات دينية وعرقية وسياسية وثقافية، بينما في المجتمعات المتخلفة يشترط الناس لتلاقيهم وتواصلهم التوافق في الرأي الديني أو السياسي، وهذا خطأ كبير.
ينبغي أن نقبل التعددية ونحترم الرأي الآخر، ولا يصح أبداً أن نتهم المخالف لنا في الرأي على الصعيد الديني بأن مشرك أو ضال أو مبتدع، ولا المخالف لنا سياسياً بأنه خائف أو عميل أو مخرب.
ثم إن التحديات التي تواجهها أوطاننا تفرض علينا التقارب والتفاهم والتعاون بين الحكومات والشعوب، وبين أطراف المجتمع المتنوعة دينياً وسياسياً، ولابد من تجاوز حالة الانفعال وسيطرت العواطف في علاقاتنا مع بعضنا.
وأنهى سماحته حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر في أسلوب علاقاتنا الداخلية، لنرتقي بها إلى مستوى الأخلاق الإسلامية، ومستوى التحديات الحضارية التي تواجه الأمة.
وجاء بعد ذلك كلمة سماحة الشيخ أحمد آل عصفور عميد الأسرة ورئيس المحكمة الجعفرية في البحرين للتأكيد على ما طرحه سماحة الشيخ الصفار والإشادة بأهمية هذا الموضوع.
وكان في طليعة الحاضرين معالي الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف ونائب رئيس الوزراء، والشيخ خليفة بن حمد آل خليفة وكيل الوزارة، والعلامة السيد جواد الوداعي، وسماحة الشيخ حسين على المصطفى من القطيف وجمعٌ من العلماء، والأستاذ الأديب تقي البحارنة وعدد من الصحفيين.