الوحدة والبناء في سيرة الرسول (ص)
بث تلفزيون مملكة البحرين وقائع الاحتفال الرسمي بالمولد النبوي الشريف الذي اقامته وزارة الشؤون الإسلامية في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالمنامة مساء الجمعة ليلة السبت 12 ربيع الأول 1425هـ (30 إبريل 2004م).وشارك فيه سماحة الشيخ حسن الصفار بكلمة خصصها للحديث عن تعامل رسول الله مع المعارضين والمعترضين داخل المجتمع الإسلامي، فمع موقعية رسول الله القيادية في المجتمع دينياً وسياسياً، إلا أن ذلك لم يمنع وجود تيار كان يناوئ الرسول من داخل المجتمع، وهو التيار الذي أطلق عليه الوحي عنوان ((المنافقين))، كما كانت هناك بعض مواقف الاعتراض على رسول الله حول بعض التشريعات والأوامر النبوية من بعض الصحابة إما لجهلٍ أو انفعالٍ أو اندفاعٍ مصلحي.
فكيف تعامل رسول الله مع هذه الحالات والمواقف؟
لقد تحدثت آيات القرآن الكريم عن الكثير من خطط تآمر المنافقين والذين كانوا جزءاً من داخل المجتمع، ولكنهم كانوا يعملون لعرقلة مسيرة الإسلام وإرباك حركة المسلمين.
ولكن التاريخ يؤكد أن الرسول لم يُمارس القمع والقسوة تجاههم بقتلٍ أو سجن أو نفي، بل إنه لم يحرمهم شيئاً من حقوق المواطنة، فكانوا يعيشون كسائر المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.
وذكر الشيخ الصفار شواهد من السيرة النبوية على هذا النهج النبوي الكريم، داعياً حكام المسلمين وعلماءهم وقياداتهم إلى أن تتحلى بسعة الصدر وتستوعب حالات المعارضة والاختلاف، وأن تتحول الأخلاق النبوية إلى نهج في الممارسة السياسية والعمل الديني، لأن المسلمين أولى بالديمقراطية التي تتسع للمعارضة والاختلاف من المجتمعات الغربية، والتي تتمتع بالاستقرار السياسي لانفتاح أنظمتها السياسية.
وكان الاحتفال الرسمي برعاية نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الإسلامية معالي الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة والذي ألقى كلمة الافتتاح.
كما تحدث في الاحتفال من علماء البحرين فضيلة الشيخ إبراهيم راشد المريخي بكلمة عنوانها: محمد الإنسان الكامل، وفضيلة الشيخ عبد المجيد محسن العصفور بكلمةٍ عنوانها: المشهد الحضاري في ولادة النبي ، وشارك في الحفل أيضاً أحد علماء بغداد فضيلة الشيخ سعد الله عارف بكلمةٍ عنوانها: في رحاب ذكرى المولد العطرة، وكانت كلمة الختام لسماحة الشيخ حسن الصفار.
وحضر الحفل جمعٌ من الوزراء والوكلاء والنواب والعلماء وعددٌ من سفراء الدول العربية والإسلامية، كالسفير الأردني والسفير السوداني والسفير الإيراني والسفير العراقي وآخرون.