تنمية المجتمع وتعزيز موقعيته الوطنية
هذا العنوان هو رسالة مكتب الشيخ حسن الصفار التي تحدث عنها مساء الجمعة 19 /3 /2010 وبحضور ناهز الـ 1000 شخص، في مناسبة سنوية متكررة، يستعرض فيها الصفار نشاطه المتغير طوال العام، مع بقاء نفس الرسالة سنويا.
كان اللقاء مفتوحا للجميع دون قيد أو شرط أو انتقاء، فقد أعلن عنه بعد صلاة الجمعة بدعوة مفتوحة لمن يرغب الحضور، كما دعت له أغلب مواقع النت، بالإضافة لرسائل الجوالات.
لم يكن اختيار رسالة المكتب ارتجاليا، أو عبثيا، أو رجراجا وقلقا يتقلب بتقلب الظروف الداخلية والخارجية، أو حركة المزاج السياسي، بل هو اختيار واع ومتجذر.
لقد سبقته الكثير من الكتب التي ألفها الشيخ وراح يوزعها ويهديها إلى كل من التقى به في ربوع الوطن وخارجه.
التنمية هي أشق وأصعب مهمة على الإطلاق، لكنها ضرورة لابد منها على كل حال، فبها ترقى الأمم وتتقدم المجتمعات، وتتضافر الجهود الواعية لخير بلادها وأهلها.
هذا الشطر من رسالة المكتب التي يعمل على بثها في ثنايا المجتمع، دعمت بالعديد من الكتب التي أنتجها الصفار على مدى السنوات العشر المنصرمة، منها كتاب بعنوان بناء الشخصية وآخر بعنوان الإمام الحسن ومنهج البناء الاجتماعي، وثالث بمسمى العمل والفاعلية طريق التقدم، وكتاب المؤسسات الأهلية وحماية الأمن الاجتماعي، وكتاب الأوقاف وتطوير الاستفادة منها، والنادي الرياضي والمجتمع، وغيرها من الكتب.
كما له العديد من المحاضرات والأحاديث التي كان يدفع بها العديد من المجاميع الشبابية لتنمية ذاتهم وتنمية وخدمة مجتمعهم.
العام 1998 أصدر الشيخ كتابا بعنوان «التطلع للوحدة وواقع التجزئة في العالم الإسلامي ص 34-35» وتدور فكرته حول التمزق الذي يسود العالم الإسلامي كله، بفعل خارجي وهو العدو وداخلي وهو السلوك الذي دفع الدول إلى هذا التشظي المحزن، معتقدا أن من أهم مقومات الوحدة بين الدول الإسلامية هو دينها الواحد «إن تعميق الولاء للإسلام، وتأكيد الالتزام بقيمه وتعاليمه يعني صنع أفضل أرضية لتوحيد الأمة ولتجاوز حالة التجزئة».
وفي مداخلة بإحدى الفضائيات التي امتهنت تحويل الخلافات العقدية إلى بؤر توتر وتراشق يشغل المسلمين عمّا يهمهم من أمر دينهم ودنياهم، ويدفعهم للتمزق والتناحر، أصدر الصفار كتابا بعنوان «رؤية حول السجال المذهبي، ص 45» أقتطع منه هذه العبارة:
«أما اختلاف الرأي في بعض التفاصيل العقدية والفقهية، أو تباين المواقف السياسية، فلا يصح أن يحول الأمة إلى كتل منفصلة عن بعضها».
وفي كتاب «الاستقرار السياسي والاجتماعي، ص 25» أطنب الشيخ مؤكدا أن التورم في الحديث عن الأمور العقدية، وجلد المجتمع بعضه بعضا بعصا الدين والمذهب هو من أهم الأخطار التي تفتت كيان الدول والمجتمعات.
«تفجرت الخلافات والنزاعات القومية والمذهبية في كثير من المناطق، ومن أسوأ حالاتها فتن الخلافات المذهبية الطائفية، حيث يستخدم الدين فيها سلاحا للتكفير والتعبئة والتحريض.
وتطورت بعض هذه النزاعات إلى احتراب أهلي أتى على كيان الوطن، وحطم هيكل الدولة، ومزّق الشعب إلى فرق وأجزاء، كما حدث في الصومال، وفي سنين الحرب الطائفية في لبنان، وقريب منه ما حصل في أفغانستان والجزائر، والحرب بين جنوب وشمال السودان».
أشير هنا لرؤيته إلى الاندماج والتعايش العادل باعتباره شاطئ الأمن والأمان من كل فرقة وتمزق وتحارب، ففي كتابه «نحو علاقة أفضل بين السلفيين والشيعة، ص 51» الصادر في 2004 يقول:
«فالتعايش هو الخيار المنطقي الصحيح، ولا بديل عنه إلا التفريط بمصلحة الوطن، وتمزيق وحدة الأمة، ومساعدة الأعداء على نيل أطماعهم ومآربهم».
ويؤكد ذات المعنى في كتاب «المذهب والوطن، ص 175»، «الاندماج الوطني قضية ملحة، يجب أن يبذل كل الواعين أقصى جهودهم من أجل خدمتها وتحقيقها، فهذا الوطن الواسع الكبير، الذي تحققت وحدته وقام كيانه على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، يضم مناطق عديدة، ومجتمعات مختلفة في بعض خصائصها الجانبية، وإن كانت تنتمي لأصول عربية واحدة، ولدين واحد، هو الإسلام والحمد لله».
إلى أن يقول:
«إن الوحدة الوطنية على أساس الإسلام هي أمانة في أعناقنا جميعا، وعلينا مسئولية تأكيدها وتجديدها وإزالة أي غبار يلحق بوجهها».