علماء القطيف ينعون «فضل الله» ويشيدون بمرجعيته العربية
أكد رجال الدين الشيعة في محافظة القطيف في بيانات متفرقة أن وفاة المرجع الديني اللبناني السيد محمد حسين فضل الله (75 عاما) يعد خسارة للفكر الإسلامي المعتدل، مشيرين إلى أن الراحل الذي توفي أول من أمس (الاحد) تميز بمنهج الاعتدال والدعوة لتوحيد الأمة الإسلامية ونبذ الطائفية والفرقة بين المسلمين، وأنه كرس حياته خدمة لهذه المبادئ التي يشدد عليها الإسلام.
وأشار الشيخ حسن الصفار في بيان تلقت "الرياض" نسخة منه إلى أن فقد مرجع ديني بحجم السيد فضل الله يعني أننا فقدنا به مرجعاً رائداً، وفقيهاً مجدداً، وعالماً مصلحاً، ومربياً عظيماً، تخرجت على يديه أجيال من المؤمنين العاملين، والرساليين المجاهدين، مضيفا "إن الراحل سطر بمواقفه العلمية والجهادية، صفحة من أروع صفحات العلم والجهاد في هذا العصر، إذ لم تأخذه في الله لومة لائم، ولم يأبه لمختلف الضغوط التي انهالت عليه، ومحاولات الاغتيال التي استهدفت شخصه وشخصيته".
واعتبر الشيخ حسين المصفطى رحيل فضل الله "خسارة لا تعوض للعالم الإسلامي"، واضاف "إنها لثلمة كبيرة انفتقت عن جرح عميق أرجو من الله تعالى أن يعوضها بمثله". وتابع "كانت لإسهاماته الفضل الكبير في تشكيل الخطاب الإسلامي الشيعي الحديث؛ فهو الذي نسج للوحدة رمزاً، وللتعايش قيمةً، وللحب مساحةً، وللحرية متنفساً".
إلى ذلك يعد السيد فضل الله أحد أهم مراجع الدين الشيعة العرب، كما عرف عنه اعتداله الكبير الذي دونه في مختلف مجالات التأليف الفقهي والاجتماعي والسياسي التي خلفها خلال سنوات من حياته، ولم تقتصر تأثيرات فضل الله على الساحة اللبنانية التي يعتبر أحد أهم رموزها، بل نشر ثقافة التسامح في المذهب الشيعي، داعيا إلى إعادة النظر في كثير من قضايا التراث التي تعتبر من المسلمات الشيعية، ما سبب الهجوم العنيف عليه من قبل متشددين شيعة.
يشار إلى أن المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله شكل نقلة نوعية في الوعي الشيعي المعاصر، كما أنه تحرك في إطار وطني لا طائفي في لبنان، الأمر المنعكس على المؤمنين بفكره في العالم الإسلامي.