العالمية المصرية الصفار: لا تبديع في مسائل الاجتهاد

مكتب الشيخ حسن الصفار جريدة العالمية

 

نشرت جريدة العالمية (جريدة اسبوعية مصرية) في موقعها يوم الخميس 28 يوليو 2010م تحقيقا بعنوان: انقسموا حول بدعية من يحيها: ليلة النصف من شعبان تثير خلافاً بين عالمين سني وشيعي في السعودية، أوردت فيه أن ليلة النصف من شعبان أثارت الكثير من الآراء والاختلافات حول أن لهذه الليلة فضل أو ليس لها من فضل، وهو ما انقسمت عليه كل الآراء في السعودية.

وليلة النصف من شعبان وما ورد فيها من آراء أو اختلافات أو أقوال أخرى حول أن لها فضل أو يمكن أن تخصص بعبادة معينة، ولا تمضي علينا كأي ليلة أخرى، فكل هذا الحديث عن هذه الليلة بدأ في الآونة الأخيرة خاصة مع ظهور آراء فقهية أخرى في قضايا أخرى لم تكن لتناقش على السطح السعودي، أو يمكن أن تتطرق لها وسائل الإعلام.

طارحة رأيين حول ليلة النصف من شعبان، فأوردت رأي الشيخ الدكتور أحمد المورعي الأستاذ المشارك بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، الذي قال: أن العلماء اختلفوا في القديم والحديث في فضل هذه الليلة، حيث ذهبت طائفة منهم إلى أنه لم يثبت في فضل هذه الليلة حديث ولا أثر يمكن الاعتماد عليه وضعفوا الأحاديث الواردة فيها.

ثم أوردت الجريدة رأي الشيخ الصفار تحت عنوان: لا تبديع في مسائل الاجتهاد، جاء فيه:

ردّ الشيخ حسن الصفار وهو عالم شيعي سعودي على القائلين ببدعية الاحتفاء بليلة النصف من شعبان ـ والتي يحتفي بها معظم المسلمين سيما الشيعة خلال هذه الأيام، وقال بأن هناك اتفاق بين السنة والشيعة على أهمية هذه الليلة ومكانتها الخاصة عند الله تعالى، مشيرًا إلى أن السلف من المسلمين كانوا يحيونها.

وحول اتهام البعض لمن يحييها بالبدعة والفسق، قال مؤكدًا: "أن يكون للإنسان رأي آخر يخالف غيره فذاك حق مشروع ولا مانع منه، ولكنه لا يصح أن يكون بالتراشق بالتهم كالتبديع والتفسيق ما دام الأمر دائراً في مجال الاجتهاد، فلكل فقيه الحق في الاجتهاد وتبيان رأيه حول المسألة".

مشيرًا بأن البدعة يرفضها جميع طوائف المسلمين وعند الشيعة أحاديث كثيرة تحذر منها، ولكن يبقى الأمر محلاً للاجتهاد فلا ينبغي التراشق بالتبديع، "فهو منزلق خطير من المزالق التي أبتليت بها الأمة الإسلامية". قال مؤكدًا.

وأشار إلى مظاهر الفرح والسرور التي يظهرها الشيعة في الاحتفاء بليلة النصف من شعبان بمناسبة مولد الإمام المهدي، مشيرًا إلى أن ذلك جانباً مهماً ولكن لا ينبغي إغفال الجانب الأهم وهو البرامج الروحية بالتقرب إلى الله بالعبادة. مؤكدًا على تجنب ما يعكّر صفو هذه المناسبة العظيمة.

ويستشهد الصفار في ذلك بما ورد عن ابن فضال الذي قال: سألت علي بن موسى الرضا عن ليلة النصف من شعبان؟ فقال:« هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها الذنوب الكبار» قلت فهل فيها صلاة زيادة على صلاة سائر الليالي؟ فقال:« ليس فيها شيء موّظف، ولكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب، وأكثر فيها من ذكر الله والاستغفار والدعاء، فإن أبي كان يقول: الدعاء فيها مستجاب».

مضيفاً أن الإنسان أحوج إلى وقفات روحية، ومحطات معنوية يعود فيها إلى نفسه، وينفتح فيها على خالقه، ويستمد منه العون ويطلب منه الصلاح. وأفضل هذه المحطات تكون في الأزمنة المباركة والتي لها خصوصية عند الله تعالى. فكيف نعرف هذه الأزمنة؟ نحن كبشر لا نملك من المعايير ما يكشف لنا عنها، ولكننا نستطيع أن نعلم بها عن طريق الروايات والنصوص الواردة عن رسول الله  وأهل بيته الكرام  كتلك الروايات التي تبركنا بتلاوتها مطلع الخطبة والتي تؤكد على زمن خاص له فضله ومكانته عند الله عز وجل وهي ليلة النصف من شعبان. وقد وردت روايات أخرى كثيرة تدل على فضل هذه الليلة ومكانتها، هذه الروايات لم يتفرد فيها مذهب من مذاهب المسلمين دون غيره من المذاهب، بل كل المذاهب الإسلامية تروي روايات تؤكد على مكانة وعظمة هذه الليلة المباركة. فهناك اتفاق على مكانتها عند الشيعة والسنة.

ويشير الصفار إلى أننا في كل عام وأمام هذه المناسبة العظيمة، نسمع أصواتًا تفتي ببدعية الاحتفاء بهذه الليلة وأن ذلك مخالف للشرع!، والصحيح أنه إن كان للإنسان رأي آخر يخالف غيره فذاك حق مشروع ولا مانع منه، ولكنه لا يصح أن يكون بالتراشق بالتهم كالتبديع والتفسيق ما دام الأمر دائراً في مجال الاجتهاد، فلكل فقيه الحق في الاجتهاد وتبيان رأيه حول المسألة. ليس هناك طائفة من طوائف المسلمين تقبل بالبدعة، فكلهم يروون روايات حولها وبألفاظ متقاربة، وإذا كانت عند السنة أحاديث تحذر من البدعة فعند الشيعة أكثر حول البدع والابتداع والمبتدعة.