الصفار: لن يتقدم أي مجتمع إذا كانت العلاقة بين أفراده غير سوية
قسّم الشيخ حسن الصفار محاضرته، التي نظمتها «أحدية المبارك» مساء الأحد الماضي، وأدارها الدكتور يحيى أبو الخير، وشهدت حضوراً نوعياً، إلى ثلاثة محاور: سلامة العلاقات البينية في المجتمع، وحالة القلق والارتياب في العلاقات البينية، ثم استشراف الحلول والمعالجات على الصعيد الوطني.
وتحدث في المحور الأول عن الثورة الفرنسية وأثرها على العلاقات البينية، مشيراً إلى أنها انطلقت «من مسألة الالتزام بحقوق الإنسان والذي كان دافعا ً للتطور والتقدم».
وقال الصفار: إن أي مجتمع لا يتقدم أو يتطور، إذا كانت العلاقات الداخلية بين أفراده غير سليمة»، مضيفاً أن النصوص الدينية «تؤكد على مسألة العلاقات وأنها لا تخضع للمزاجية والمصالح، وأنها حذرت من إيذاء المخالف في الدين كالذمي والمستأمن. فجعل الله ظلم الإنسان للإنسان ظلماً غير مغفور، وظلم الإنسان لربه راجع إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له».
وأكد في المحور الثاني أن العلاقة تتأثر بحالة الانطباع عن الآخر، «وأن هذا الانطباع يقود إلى القطعية مع الآخر. إن في الدين حرصاً كبيراً على تقديم حسن الظن، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه «سوء الظن يفسد الأمور ويدعو إلى الشرور».
وأضاف أن المجتمع المكون من شرائح متعددة في المذهب والتوجه والعقائد، «يحتاج إلى علاقة انسجام وقد تكون علاقة صراع أو قطيعة، فحالة القلق وحالة الارتياب يؤسسان لعلاقات غير سوية».
وانتقل المحاضر إلى المحور الثالث، استشراف الحلول والمعالجات، إذ أكد أن الانفصال «ليس حلا ً كما حدث في السودان، في زمن جميعنا نبحث عن الوحدة الإسلامية وتعاني بلداننا العربية من التقسيم، فحل الانفصال حل لا يقبل به عاقل. لأن المقسم لا يقسم والمجزأ لا يتجزأ، وكذلك حل الاحتراب الأهلي غير مقبول، وكذلك حل أن يستقل كل جزء بنفسه ليس حلاً مقبولاً، ولا المراهنة على إلغاء المكون الآخر.
واقترح الصفار عددا ً من الحلول منها: مناقشة الموضوع وعدم تجاهل مشاكلنا والتحدث عنها بكل جرأة، كما حدث في أزمة الفقر بالسعودية وتحدث عنها قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين وأمر بإنشاء صندوق الفقر. فكان في الماضي من الصعب التحدث عن هذا الأمر. وكذلك من الصعب الحديث عن أمور التكفير والتشدد، فعلينا أن نكون واضحين وصريحين في كشف مواطن الصراع وعلاجها.
ثانياً: معالجة الخلل القائم بين الفئات على المستوى الوطني، والعدل والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات والقانون.
ثالثاً: نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل أمام الثقافة التحريضية والتعبوية. رابعاً: تشجيع التواصل والتداخل في المشاريع الوطنية العامة والتفكير في الإصلاح على المستوى الوطني العام».
وفي المداخلات رد الصفار على أسئلة ومنها ما تطرقت إلى أن الشيعة لم يتوافقوا في أعيادهم مع السنة في السعودية، ومنها ما هو عن موقف الصفار وموقف مثقفي الشيعة الضعيف من الهجوم على المملكة بعد أحداث 11 سبتمبر، فقال المحاضر: «إن كلام السائل غير صحيح، فهناك أعياد فطر توافقت مع أعياد السنة في السعودية، وإن حدث اختلاف فمرد ذلك يعتمد على شروط الفقه الشيعي ومدى صحة ثبوت الهلال عندهم، فإذا توافرت شروط الفقه الشيعي فعيدنا مع الدولة».
وحول مسألة الدفاع عن المملكة، قال الصفار إن الموضوع «لا يحتاج مزايدات، وكل جهة تدافع بطريقتها، وليس شرطاً أن نظهرها، أو أن أتحدث بما فعلته تجاه واجب وطني، فالدفاع عن الوطن أمر واجب على الجميع وكل بحسبه».