الإمام علي (ع) ونهج المساواة
بعد سفرٍ استمر لمدة ثلاثة أشهرٍ تقريباً يعود سماحة الشيخ حسن الصفار "حفظه الله" إلى أرض الوطن ليواصل مسيرته في إنهاض المجتمع، وقد بدأ اليوم الجمعة الموافق (13 / 7 / 1423هـ) أولى برامجه بإمامته جموع المصلين في مسجد سماحة الشيخ علي المرهون "حفظه الله" بالقطيف. وبعد الانتهاء من الصلاة –وكالمعتاد- ألقى سماحة الشيخ كلمةً عنونها بـ "الإمام علي
في بداية الكلمة هنأ سماحة الشيخ الحضور الكريم بميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، ثم بدأ سماحته الحديث حول بركات ميلاد الإمام علي


ثم أشار سماحة الشيخ إلى أن ولادة الإمام كانت في جوف الكعبة إذ أن هذا الشرف لم يكن لأحدٍ قبل الإمام ولا لأحدٍ بعده، وقال سماحة الشيخ أن مقام الإمام أكبر وأعظم من أن يُعرّف، إذ يكفي فيه اهتمام رسول الله



بعد ذلك استعرض سماحة الشيخ الفترة التاريخية التي تولى فيها الإمام علي


في ظل وضع الامتيازات والتفاضل بويع أمير المؤمنين بالخلافة، ولكنه أبى ألا أن يكون الأمر إلا كما أمر الله تعالى. وخطب في الناس قائلاً: «... فأنتم عباد الله، والمال مال الله؛ يُقسم بينكم بالسوية، لا فضل فيه لأحدٍ على أحد». ولرد أي إشكالٍ على كلامه


ثم تحدث سماحة الشيخ "حفظه الله" جرائم التمييز التي كانت وما زالت تُعاني منها البشرية، فقال سماحة الشيخ: أن التمييز يعني: حرمان فردٍ أو طبقةٍ من التساوي في الحقوق والفرص. وقال: إن التمييز يكون إما على أساسٍ عرقي، أو على أساسٍ ديني طائفي، أو على أساسٍ اقتصادي طبقي.
ثم استعرض سماحة الشيخ نماذج من التمييز الذي عانت منه البشرية أسوأ المعاناة حتى اليوم، وكان من جملة النماذج التي ذكرها سماحة الشيخ:
1- شريعة روما السابقة.
2- التمييز في عهد الساسانيين في فارس.
3- الحضارة البرهمية في الهند.
4- التمييز العرقي في أمريكا.
5- التمييز العنصري في جنوب أفريقيا.
6- التمييز العنصري الذي يُمارسه الصهاينة ضد العرب في فلسطين.
بعدها طرح سماحة الشيخ رؤية الإسلام الواضحة في هذا الجانب وهو أن الإسلام ما جاء إلى للمساواة بين الناس حيث يقول الباري جل وعلا: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليمٌ خبير﴾. وكذلك المصطفى


ثم بين سماحة الشيخ أن التمييز ليس له أي أساس من الصحة، وأنه يشكل ادعاءات كاذبة كما أثبت ذلك العلم الحديث. وقال سماحته أيضاَ: ومن الناحية الدينية فإنه ليس هناك أي مبرر لتمييز فئةٍ على فئةٍ أخرى، لأن الدين الصحيح لا يُمكن أن يقبل بذلك، قال تعالى: ﴿إن الله يأمر بالعدل﴾، وقال تعالى: ﴿ولا تبخسوا الناس أشياءهم﴾. وقال سماحة الشيخ: إن من يُمارس التمييز على أساسٍ ديني فإن فهمه للدين خاطئاً أو إنه يحمل في داخله نواياً سيئة.
بعد ذلك ذكر سماحة الشيخ أضرار التمييز، وذكر منها أربعة أضرار، وهي أن التمييز:
1- يُضعف وحدة المجتمع.
2- يهدد أمن المجتمع واستقراره.
3- يعطي الفرصة للأعداء.
4- يُسبب وأد الكفاءات وتهميش الطاقات.
وفي ختام كلمته "حفظه الله" طرح إشراقات من حياة أمير المؤمنين


أولاً- وضع أمير المؤمنين ضمانٌ اجتماعي لجميع الناس حتى غير المسلمين ممن يعيشون في بلاد المسلمين.
ثانياً- تمثل جانب المساواة عند الإمام

ثالثاً- طبق أمير المؤمنين المساواة بين العرب والموالي.
رابعاً- ظهر نهج المساواة عند أمير المؤمنين

وطرح سماحة الشيخ لكل بعدٍ من ذلك مثالاً وقصةً حدثت لأمير المؤمنين تجلّت فيها عظمته وإخلاصه لنهج المساواة.

اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين، وبارك لنا في يوم ميلاده الأغر، وأعده علينا ونحن في أفضل وضعٍ وأحسن حال يا كريم.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.