الصفار: نعيش عصر الحريات الفردية والعامة
يشدد الشيخ حسن الصفار، على ضرورة «إعطاء المرأة حقها في التفكير واتخاذ القرار». ويقول: «نعيش اليوم عصر انطلاق الحريات الفردية والعامة، وباتت مسألة حق اتخاذ القرارات الشخصية جزء لا يتجزأ من شخصية الفرد. ولا فرق بين ذكر أو أنثى، فقد بات الشاب والفتاة يريان في نفسيهما القدرة التامة على اتخاذ القرارات المُتعلقة في حياتيهما. ولذلك تجد الواحد منهما يرفض التهميش، سواءً على المستوى الفردي، أو الجمعي».
ويرى الصفار، أن أحد أهم الحقوق الفردية التي ينبغي احترامها على صعيد الفتيات، هو «الحق في اختيار شريك الحياة أو الانفصال عنه»، معتبراً اتخاذ قرار الموافقة على الزواج «قراراً مصيرياً للفتاة. فحينما تبلغ البنت مبالغ النساء ستميل من الناحية الجسمية والنفسية والاجتماعية، إلى تغليب مصلحتها في الزواج، سيما لجهة الخصوصية المحافظة لمجتمعاتنا».
ويعتبر أخطر ما يمكن أن يحطم حياة البنت هو «اتخاذ العائلة قرار تزويجها بالإنابة عنها، وبمنأى عن رأيها»، مضيفاً أنه «حين تشعر الفتاة أنها مُهمشة، وأن الرأي المُطلق هو للأب أو الأخ، وأحياناً للخال أو العم، والأكثر من ذلك؛ أن يوافق الجميع، ولكن ربما تتعثر الأمور عند بروز تحفظ ما على العريس الجديد، طرأ لدى أحد أقاربها، فإن هذه الفتاة التي ترى نفسها مُهمشة في اتخاذ القرار المُرتبط فيها وفي مستقبلها وحياتها، ستتحطم نفسياً، وتصبح نهباً للعقد النفسية، وينتابها الغضب من المحيط الذي تعيش فيه».
ويحذر الصفار من خطورة أن تُنسب هذه الحالة إلى الدين، «فالأمر يمكن أن يقود إلى غضب الفتيات على المجتمع برمته، وربما على الدين نفسه»، لافتاً إلى طرق ووسائل لضمان حقوق الفتاة، في مقابل احتمال جور الزوج، ومنها أن «تشترط في عقد الزواج بأن تكون وكيلة عن زوجها في تطليق نفسها، متى شاءت، إذا ما أساء معاملتها، فتتمكن حينها من أن تعمل بهذا الحق».