الدكتور عز الدين يُحاضر حول قضايا التجديد في الفكر الإسلامي في مجلس الشيخ الصفار
حاضر الدكتور عز الدين عمر أحمد موسى، أستاذ التاريخ الإسلامي - قسم التاريخ - جامعة الملك سعود، في مجلس سماحة الشيخ حسن الصفار، وكان عنوان محاضرته: قضايا التجديد في الفكر الإسلامي، وتضمنت محاضرته الكثير من الأطروحات الجريئة والجديدة، إضافةً إلى العديد من الاستفهامات والإشكاليات التي ينبغي للخطاب الإسلامي التصدي لها والإجابة عليها بجرأة وشجاعة.
وأشاد الشيخ الصفار بالصدر الرحب والأفق الواسع الذي يتحلى به الدكتور عز الدين، مؤكداً أن مشكلتنا الكبرى في ضيق صدورنا لتقبل الرأي الآخر. مؤكداً أننا في مرحلة ينبغي أن يستمع كل منا للآخر حتى تقل الفجوة الكبيرة التي صنعتها سنوات القطيعة.
كان ذلك مساء الخميس 4 ذو القعدة 1425هـ (16 ديسمبر 2004م).
بدأ اللقاء بآياتٍ من الذكر الحكيم، بعدها افتتح الأستاذ ذاكر آل حبيل اللقاء بتقديم صورة موجزة عن الموضوع، وعرّف بالضيف الكريم من خلال السيرة الذاتية له، ثم بدأ الدكتور عز الدين عمر أحمد موسى محاضرته بإثارة استفهامٍ خطير، حيث قال: الأمة وهي تحمل الكتاب العظيم، والتي أنجزت انتصاراً كبيراً في الماضي، لماذا هي عاجزةً اليوم عن تجديد شبابها ونشاطها مع أن المخاطر التي تحيط بها أعظم مما كان في السابق؟
وأشار أن موضوع اللقاء (قضايا التجديد في الفكر الإسلامي) قد شغل فكره لسنواتٍ طويلة، ولذا لم يتردد في اختياره عندما طرح عليه سماحة الشيخ حسن الصفار تحديد موضوع اللقاء.
وأكد الدكتور أن هذا الموضوع مهمٌ جداً نتيجة التغيرات السريعة والمذهلة التي تحدث في عالم اليوم، بيد أن المشكلة الكبرى تكمن في هيمنة الحضارة الغربية على العالم كله. وعقّب على ذلك: إن المجتمعات العربية والإسلامية غير متقبلة لهيمنة الحضارات الغربية ولذلك ستكون ردة فعلها شديدة.
وطرح الدكتور عز الدين ثلاثة عوامل اعتبرها أساسية لإحداث التغيير:
الأول: الفكر السوي.
الثاني: السلوك السليم.
الثالث: العمل السياسي الرشيد.
وأكد أن التغيير والإصلاح من أبرز القضايا المطروحة في تاريخ المجتمعات العربية والإسلامية، ذلك لأن الإسلام يأمر بذلك. مضيفاً: إن العملية الإصلاحية في الفكر الإسلامي تتميز بثلاثة أمور:
الأول: الإسلامية.
الثاني: الشمولية.
الثالث: سعة الفكر في العمل.
وتحدث الدكتور عز الدين بإسهابٍ عن الثابت والمتغير، فالثابت هو الحقيقة الواردة من الشريعة، والمتغير هو فم تلك الحقيقة.
وأشار الدكتور أن الرأي السائد حول بواعث التجديد في الفكر الإسلامي أنه بسبب غلبة الغرب العسكرية ثم تفوقه الحضاري، مؤكداً أن الباحثين أغفلوا حقيقتين هامتين:
الأولى: أن التجديد صفة دائمة وملازمة للفكر الإسلامي.
الثانية: هناك نمط إصلاحي تجديدي بواعثه داخلية في الأساس.
وذكر أنماط التجديد في الفكر الإسلامي، وأشار إلى جانبٍ من إيجابياتها مشيراً أن السلبيات كامنة في هذه الإيجابيات، فأما الإيجابيات فهي:
أولاً- التأكيد على الهوية الإسلامية للأمة.
ثانياً- الإقبال على الفتوحات الحديثة.
ثالثاً- التعبئة الشعبية الناجحة.
واستعرض الدكتور ثلاثة مشاكل للهيمنة الغربية:
1- زاد الغني غنىً وزاد الفقير فقراً، وذكر العديد من الشواهد والإحصائيات التي تبين هذا الأمر.
2- تعسرت التنمية في العالم الثالث ولربما استحالت.
3- سيطرت المفاهيم والقيم الغربية تحت دعوى الانفتاح والدفاع عن حقوق الإنسان.
وأضاف: إن الموقف من هذه الهيمنة تحدد في ثلاثة تيارات:
الأول: الانخراط مع الهيمنة الغربية إذ لا مجال إلا ذلك.
الثاني: المشاركة مع الحفاظ على الخصوصية.
الثالث: المقاومة والمقاطعة.
وتحدث عن الأبعاد المختلفة لهذه التيارات.
ودعا الدكتور عز الدين إلى ضرورة وجود خطاب إسلامي تجديدي من شأنه أن يُجيب على الإشكاليات التي فتحها التقدم الغربي، مؤكداً أن المشكلة الكبرى تكمن في أن الخطاب الإسلامي غدا صدامياً بدل أن يكون بناءً.
وإجابةً على سؤالٍ: كيف السبيل؟ قدّم مجموعة من الأطروحات، أبرزها:
- الدعوة إلى إعادة النظر والتفكير في القضايا الثابتة في الفكر الإسلامي.
- الدعوة إلى الأخذ بفقه أسباب النزول وعلة الأحكام، مع ضبط هذا التوجه من قبل أهل الفقه والفكر.
- الدعوة إلى إعادة صياغة الخطاب الإسلامي.
وطرح العديد من الاستفهامات والإشكاليات التي ينبغي للخطاب الإسلامي التصدي لها والإجابة عليها بجرأة وشجاعة.
وبعد المحاضرة القيمة، دار حوارٌ شيّق وعميق بين الحضور الكريم والدكتور عز الدين.
واختتم اللقاء بكلمة لسماحة الشيخ حسن الصفار أشاد فيها بالصدر الرحب والأفق الواسع الذي يتحلى به الدكتور عز الدين، مؤكداً أن مشكلتنا الكبرى في ضيق صدورنا لتقبل الرأي الآخر.
وأكد الشيخ الصفار أننا لسنا في مرحلة أن يُحاول كل شخصٍ أن يُثبت صحة رأيه ليُفحم به الآخر، ولكن ما ينبغي أن نقوم به هو أن نستمع لبعضنا البعض حتى تقل الفجوة التي صنعتها القطيعة السابقة.
وكرر الشيخ الصفار شكره العميق للدكتور عز الدين ولصحبه الكرام، وللضيوف الذين اكتظ بهم المجلس رغم ظروف الطقس الممطرة.
السيرة الذاتية للدكتور عز الدين عمر أحمد موسى
1/ المعلومات الشخصية
الاسم: عز الدين عمر أحمد موسى.
تاريخ الميلاد: 1936م ـ جزيرة توتي ـ الخرطوم ـ السودان.
الجنسية: سوداني.
الحالة الاجتماعية: متزوج، له خمسة من البنين (ثلاثة ذكور وبنتان).
الوظيفة الحالية: أستاذ التاريخ الإسلامي، قسم التاريخ، جامعة الملك سعود.
العنوان: ص. ب: 2456 الرياض 11451 المملكة العربية السعودية.
2/ المؤهلات الأكاديمية
بكالوريوس تاريخ:
الجامعة الأمريكية في بيروت، مجالها: التاريخ الإسلامي.
دبلوم تربية:
الجامعة الأمريكية بيروت.
ماجستير (تاريخ):
الجامعة الأمريكية في بيروت مجالها: التاريخ الإسلامي (المغرب).
دكتوراه (تاريخ):
الجامعة الأمريكية في بيروت، مجالها: التاريخ الإسلامي (الاقتصاد)، موضوعها: النشاط الاقتصادي في الغرب الإسلامي خلال القن السادس الهجري.
1. العربية: قراءة وكتابة ومخاطبة.
2. الإنجليزية: قراءة وكتابة ومخاطبة.
3. الفرنسية: قراءة للنشاط البحثي.
4. الأسبانية: قراءة للنشاط البحثي.
3/ الخبرة التدريسية
1. درَّ في مدارس التعليم المتوسط ثم الثانوي في السودان.
2. مساعد تدريس مع د. نقولا زيادة، الجامعة الأمريكية في بيروت.
3. محاضر أول قسم التاريخ، جامعة أحمدو بلّو ـ زاريا ـ نيجيريا.
4. أستاذ التاريخ الإسلامي، قسم التاريخ، جامعة الملك سعود، الرياض ـ المملكة العربية السعودية. (لا يزال)
5. محاضر متعاون، كلية أركان الحرب النيجيرية، جاجي ـ كادونا ـ نيجيريا.
4/ عضوية الجمعيات العلمية
1. عضو منتدى الفكر العربي ـ عمان ـ الأردن.
2. عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
3. عضو مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في الأردن. (المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية سابقاً).
4. عضو مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية، المملكة العربية السعودية ـ الرياض.
5. مشارك في الدروس الحسنية في المغرب لعدة سنوات.
5/ خدمة المجتمع
1- رئيس الجالية السودانية في منطقة الرياض، ورئيس الجالية المركزية في المملكة العربية السعودية. (1990-1996م)
2- الرئيس الفخري للرابطة الرياضية للسودانيين في الخارج. (1994م إلى الآن).
3- رئيس الملتقى الثقافي الاجتماعي الرياضي السوداني، الرياض.
6/ الجوائز والأوسمة
1. جائزة الملك فيصل العالمية (الدراسات العليا).
2. وسام السودان الذهبي للعم والآداب لجمهورية السودان.
3. إرادة ملكية أردنية هاشمية بعضوية مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي.
7/ البحوث والدراسات التي تم نشرها
1- الهجرات العربية إلى السودان.
2- وفيات الأعيان لابن خالكان ج8 الفهارس العامة بالاشتراك مع داود القاضي.
3- دراسات في تاريخ المغرب الإسلامي.
4- النشاط الاقتصادي في الغرب الإسلامي في القرن السادس الهجري.
5- درر السمط في أخبار السبط لابن الأبار القضاعي. (تحقيق).
6- وقفات منهجية مع المفاهيم والمنظور والأساليب.