الشيخ الصفار: نحتاج إلى ثقافة اقتصادية لمواجهة العادات المرهقة اجتماعياً

مكتب الشيخ حسن الصفار محمد أحمد آل محسن

قال الشيخ حسن الصفار إننا بحاجة إلى ثقافة اقتصادية في مجتمعنا لمواجهة العادات التي بدأت تنشأ في المجتمع، مضيفاً أن الضغوط الأسرية هي أحد أهم أسباب هذه العادات التي تجبر رب العائلة على الانفاق أكثر مما يملك.

وبدأ الشيخ الصفار حديثه في مجلسه الأسبوعي ليلة الجمعة (19 شوال 1433هـ الموافق 6 سبتمبر 2012م) بالآية الكريمة ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا مبينا انه من الطبيعي ان يتفاوت الناس في مستوياتهم الاقتصادية فيكون دخل بعضهم أكثر من الآخر.

وأشار الشيخ الصفار أن الناس يواجهون مشكلة في الانفاق لأنهم يريدوا أن يشابهوا بعضهم في الرفاه والصرف، كما يرون ذلك المستوى لأصحاب القدرات المادية الكبيرة.

وتابع القول: "لهذا يوجه الله تعالى الإنسان بأن لا ينفق بمستوى ذاك الثري، بل عليه أن يأخذ مستواه الاقتصادي بعين الاعتبار، وأن لا يقارن نفسه بالآخرين".

مضيفاً "هناك مسؤولية على الدولة والمجتمع في أن يوفر حد الحاجة أو حد التقارب في المستوى للناس".

وبيّن الشيخ الصفار أن الله سبحانه وتعالى يحب إذا رزق أحداً رزقاً أن يراه متمتعاً برزقه، لكن لا ينبغي على الإنسان أن يضغط على نفسه بأن يرى نفسه محاكياً الآخرين الذين هم أوسع منه حالاً.

مشيراً أن هذا يحصل في العوائل، خصوصاً عندما يرى أقربائه أو ترى الزوجة مستوى أخواتها أو قريباتها، فتبدأ الخلافات والنزاعات داخل العائلة بين الزوج وزوجته.

واستشهد الصفار بقول الإمام زين العابدين : (الإنفاق على قدر الإقتار والتوسع على قدر التوسع) وقد يتفاوت دخل الشخص نفسه، بأن يكون غنياً فترة، ومحدود الدخل في فترة أخرى، وهذا أمر متوقع في هذه الدنيا، لذلك يجب على الإنسان أن يتحرك في إنفاقه قدر استطاعته.

وأعرب الشيخ الصفار عن أسفه لحالة المجتمع الذي أصبح مجتمعاً استهلاكياً.

وأشار سماحته ان موضوع السفر في الاجازات مثلاً أصبح في غالبه ترفاً للمحاكاة والمباهاة، بعضهم يسافر فقط لأن أخاً له يسافر فيريد هو أن يسافر، من دون أن ينظر لمستوى دخله هل هو مساوي له أو أقل منه؟ وهذا ما تكشفه الإحصائيات من أن ٩٠ في المائة من المسافرين مقترضون، وأن 80% من السعوديين يصرفون نقودهم على رغباتهم وليس على حاجاتهم، وأن أكثر من 89% من السعوديين العاملين في القطاعين الحكومي والخاص مقترضون.

وختم بالقول أن تعاليم الإسلام تحث الإنسان على أن لا يكلف نفسه فوق طاقته وفوق إمكانياته، ويمكننا أن نلمس ذلك من قوله تعالى ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا وهذا ما يمكننا أن نلمسه من أن الإنسان إذا أدار نفسه وحياته بشكل مناسب فإن الله ييسر له أموره فينفق على نفسه أكثر.