الشيخ الصفار يدعو إلى حصر الخلافات السياسية بعيدا عن البعد المذهبي

مكتب الشيخ حسن الصفار

أعرب سماحة الشيخ حسن الصفار عن أسفه لوقوع بعض العلماء في "فخ الأعداء" بتأليبهم الأمة بعضها على بعض داعيا إلى حصر الخلافات السياسية ضمن إطارها بعيدا عن البعد الطائفي.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 5 شعبان 1434هـ الموافق 14 يونيو 2013م في مدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار ان هناك علماء ودعاة كانت الأمة تحتاج إلى حكمتهم "لكن خانهم الوعي ووقعوا في فخ الأعداء فأصبحوا يؤلبون الأمة بعضها على بعض".

واعتبر سماحته تورط الدعاة في تكريس الخلاف والتفرقة الطائفية خطرا كبير على واقع الأمة ومستقبلها.

وتابع ان الجميع بات يعيش "الجو الموبوء" من التصريحات والخطابات والمؤتمرات المحرضة  على العداوة والبغضاء والكراهية بين أبناء الأمة.

وخاطب هؤلاء الدعاة مستغربا "ماذا يريدون ان يصنعوا بمجتمعات هذه الأمة".

وارجع سماحته تفاقم الخلافات داخل المجتمعات العربية إلى وقوعها طويلا تحت تأثير الاستبداد السياسي إلى جانب الاطماع الأجنبية في المنطقة التي تعمق الاختلافات في واقع الامة.

وأضاف ان "الأمر الأخطر على الأمة" هو اعطاء الخلافات السياسية صبغة مذهبية طائفية وهو ما يعمل عليه رموز الإستبداد والتدخلات الاجنبية على حد سواء.

وحثّ الشيخ الصفار على حصر الخلافات السياسية ضمن اطارها السياسي والنأي عن اعطاءها بعدا مذهبيا طائفيا.

وقال ان المجتمعات بحاجة لأن تتحد وتوجه جهودها نحو الاصلاح والتنمية والتغيير فيما الصراع الطائفي يبدد قوتها وقدراتها ويشغلها في صراعات قد تمتد لعقود من الزمن.

ونوه في هذا السياق بموقف المرجعية الشيعية في العراق التي أمرت أتباعها بضبط النفس والنأي عن تحميل اخوانهم السنة مسئولية تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء عام 2006.

وقال سماحته ان القيادات السنية من طرفها ينبغي أن تتخذ ذات الموقف إذا واجهت ما تعتبره صراعاً مع طرف شيعي "فلا يصح لها ان تعطيه طابعا مذهبيا".

وتمنى على القيادات الاسلامية النأي عن تحويل الصراع من اطاره السياسي إلى اطاره المذهبي الطائفي.

واعرب عن أسفه لغياب هذا الموقف "حتى أصبحت اجواء الأمة تعج بالأصوات التي تنشر البغضاء والكراهية بين المسلمين".

في مقابل ذلك اشاد سماحته بما وصفها الأصوات المعتدلة التي حافظت على اتزانها في هذا الجو الطائفي المحموم بقولها كلمة الحق والاعتدال.

وقال أمام حشد من المصلين "اننا مطالبون بتحفيز حالة الحكمة والاعتدال والتعقل في انفسنا وخطابنا ومجتمعاتنا لا ان نستجيب للاستفزازات ونتفاعل معها".

دعوة للحكام والدعاة

إلى ذلك دعا سماحة الشيخ الصفار الحكومات إلى الوقوف بوجه حملات التحريض الطائفي محذرا من ارتداد ذلك بالضرر على الأوطان والحكومات نفسها.

واضاف ان الحرب المذهبية والصراع المذهبي الطائفي يفجر الأوطان والمجتمعات من داخلها.

وقال سماحته "ان على الحكومات ان تضع حدا، لا أن تشجع وترخي العنان لهذا التوجه الطائفي المقيت.. حتى لا تفتح الباب لمختلف القوى الدولية والاقليمية لتعبث في بلاد المسلمين".

ودعا في ذات السياق العلماء والدعاة إلى "أن يتقوا الله في دينهم وأمتهم وأوطانهم ولا يكونوا عونا للأعداء على أمتهم".

وخاطب رجال الدين ان عليهم ان يتقوا الله محذرا بأن التاريخ والأجيال المقبلة ستحاسبهم على التوجه الخطأ الذي يسيرون فيه.

وتابع ان مجتمعاتنا العربية والإسلامية تمر الآن بمرحلة خطيرة وأن المستفيد الأساس مما يجري من فتن في بلاد المسلمين هو الكيان الإسرائيلي.

ودعا سماحته المثقفين والواعين وعامة المواطنين إلى النأي عن الانخراط في المعركة الطائفية البغيضة عبر تداول المقالات والمشاهد "التي تصب الزيت على نار الفتنة".

وختم بالدعوة إلى التحلى بالخلق الكريم  وسعة الصدر والصبر والثقة بالله معتبرا الفترة الراهنة "محنة تمر بالأمة وتمر بالمؤمنين الواعين".

الخطبة الأولى: التبشير بالمبادئ والقيم