الشيخ الصفار يحذر من مخاطر الفتنة الطائفية المنطلقة من العراق
أعده: أ. تركي العجيان.حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار في خطابه الأسبوعي من مخاطر الفتنة الطائفية والتي بدأت آثارها جليّة واضحة في العراق، مؤكداً أن هذه الفتنة لن تبقى في حدود الجماعات المشتركة فيها، ولا في حدود العراق، وإنما تُهدد المنطقة كلها. وقال في كلمته التي ألقاها ظهر الجمعة 12 ربيع الآخر 1426هـ (20 مايو 2005م): إن للفتنة الطائفية أرضية وعوامل تنمو من خلالها، وأشار إلى بعض تلك العوامل: ثقافة الكراهية التي تبثها الأطراف الدينية داخل الأمة فيما بينها، وجود تمييز طائفي مذهبي، وجود قوى مصلحية في الداخل والخارج من صالحها نشر وإشاعة هذه الفتنة. وأكّد سماحته أن على الأمة أن تعي خطر هذه الفتنة، وأن تقوم بدورها تجاهها.
وفيما يلي نص الكلمة:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ وآله الطاهرين، قال الله العظيم في كتابه الحكيم: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾(1).
الفتنة والافتتان في القرآن جاء على معانٍ مختلفة:
منها ما يُقصد به الاختبار والامتحان كقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾(2).
وفي موارد أخرى يستخدم القرآن الكريم مصطلح الفتنة ويقصد به البلاء الاجتماعي والمشاكل والمصائب التي تحل بالمجتمع. وغالباً ما يكون المقصود هو اختلال نظام المجتمع، يقول تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، المقصود من الفتنة في هذه الآية المباركة هو الخلل في العلاقات الاجتماعية، ووجود خلل في النظام العام في المجتمع يؤدي إلى صراع ومشاكل بينية داخل المجتمع.
الخلافات الاجتماعية
الخلاف الداخلي هو بالفعل بلاء ومشكلة، فحينما يكون هناك صراع داخلي يصل إلى مرحلة الاحتراب والاقتتال، تتضرر كل الأطراف، وبالتالي يتضرر الوطن كله والشعب كله، والتجارب في الماضي والحاضر واضحة ومعروفة. فالصومال ـ مثلاً ـ يعيش لأكثر من عقدين من الزمن بدون نظام ولا دولة، وكذلك ما حصل لسنواتٍ في أفغانستان، وفي لبنان، وفي مناطق أخرى.
والمشكلة أن الفساد أو الصراع الاجتماعي يبدأ بين أفراد، أو مجاميع، ولكن باعتبار وجود تداخل في العلاقات الاجتماعية، وهناك عناوين عامة تجمع فئات المجتمع المختلفة، وبالتالي لن يقتصر الصراع على الأفراد والمجاميع المتصارعة، بل سيصبح شاملاً للجميع، ﴿لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً﴾.
ومشكلةٌ أخرى في الخلافات الاجتماعية أن كلَّ طرف يُلقي باللائمة على الطرف الآخر ويُبرر أعماله بأنها ردّ فعل، ولكن توجيهات القرآن الكريم تقول: في الخلافات الاجتماعية ابتعدوا عن ردّات الفعل، لأنه إذا كانت هناك جهات مغرضة وأساءت، فإن الاستجابة لهذه الإساءة هو تحقيق للهدف الذي تسعى من أجله تلك الجهة المسيئة. ولذلك ينبغي أن يكون هناك حذر: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً﴾.
وفي ذيل الآية المباركة يقول تعالى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، واستخدام هذه العبارة ليس أمراً اعتباطياً عفوياً، فالفتنة حينما تحصل في مجتمع ما، يكون ضحيتها الكثير من الأبرياء، تنتهك الأعراض، وتُصادر الحقوق. فمن المسؤول عن ذلك؟ الجهات التي ساهمت وشاركت في الفتنة هي المسؤولة، ولو بالسكوت عنها، أو مهادنتها.
الفتنة الطائفية
نحن نرى، في هذه المرحلة، أن هناك محاولات لبث فتنة في أوساط الأمة، وهي ليست محاولة جديدة، بل متكررة، ولكنها الآن بنشاطٍ وبتطلعاتٍ أكبر عند أصحابها. الفتنة الطائفية التي تطل على الأمة الآن من خلال ما يجري في العراق.
كان العراق محكوماً بنظامٍ استبداديٍّ قمعي، وجاءت القوات الأمريكية والقوات الحليفة وأسقطته، وكان يُفترض أن تتم انتخابات، وأن الشعب يختار نظامه وحكومته بنفسه، طبقاً لما يُطرح من شعارات الديمقراطية، ولأن الشعب العراقي والقيادة الدينية هناك أصرت على هذا المسار. المؤسف أن بعض الجهات بدأت تنشر أفكاراً وتوجهات طائفية، بل بدأت تمارس نشاطاً إرهابياً طائفياً.
وفجأة تظهر جماعة تتمثل في شخصٍ يُدعى: أبو مصعب الزرقاوي، ومن هو؟ ومَن جاء به؟
هذا الرجل كان موجوداً في حماية صدام، قبل سقوط صدام، وقد نشرت وسائل الإعلام مقابلةً مع العاهل الأردني قال فيها: «إنه طالب نظام صدام بأن يُسلّمه أبا مصعب الزرقاوي، ولكن صدام رفض ذلك».
فهو رجل كان يعيش في ظل نظام صدام، وبعد سقوط النظام البائد، نجد أن هذا الرجل أصبح يقود كتائب التوحيد! والدفاع عن السنة والشريعة! ومواجهة الصليبيين والمرتدين والعملاء!
فواضح من خلال هذه الدعوات من هذا الرجل.
ومن هو أبو مصعب الزرقاوي؟ هل هو فقيه من فقهاء الأمة؟ هل أهل السنة يقبلونه باعتباره فقيهاً من فقهائهم، مرجع من مراجعهم، مفتي لهم؟ لا أبداً، فكل أهل السنة يعرفون أن هذا الرجل لا يُمثل موقعيةً علميةً ولا دينيةً ولا سياسية.
إذن من أين برز؟ ومن أين جاء؟ وكيف أصبحت هذه الإمكانيات تحت تصرفه؟ ففي بعض التقارير أنه في كل يوم تحصل أكثر من (60 ـ 70) عملية عسكرية في العراق، مع وجود القوات الأمريكية والقوات الحليفة، ومع أن الشعب العراقي في أغلبيته ضد هذا التوجه، بل هو مستهدف منه، فكيف يحصل مثل هذا الأمر؟
ولما بدأ هذا الرجل بمخططاته أعلن وبكل صراحة أنه يستهدف الشيعة، ولكن مع الأسف لم يكن هناك موقفٌ جاد منذ البداية تجاه هذا الطرح المشبوه، لا من قبل الحكومات، ولا من قبل المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، ولا من قبل العلماء والزعامات، بل سُكت عن هذا الأمر، وتُركت هذه الدعوة تفعل فعلها، وتعمل عملها، وتطورت الأحداث، حتى وصلت لما هي عليه الآن.
وبحمد الله فإن القيادة الدينية في العراق والمتمثلة في المرجعية كانت واعية مخلصة، إذ منعت الاستجابة لمثل هذه الدعوة، وطلبت من الناس أن لا يردوا ولا يثأروا ولا ينتقموا ولا يستجيبوا لهذه الدعوات، وهذا أمرٌ واضحٌ معلن.
ولكن نرى أن الفتنة تستفحل يوماً بعد آخر، وأن أطرافاً بدأت تتهم أطرافاً أخرى، وقتل علماء من الشيعة وعلماء من السنة، وهوجمت مساجد من هذه الجهة وأخرى لتلك الجهة، ويتضح من خلال هذه الأحداث أن المقصود صنع فتنة طائفية في داخل العراق، بين السنة والشيعة.
والسؤال: إذا لا سمح الله حصلت هذه الفتنة، هل ستبقى في حدود العراق؟ كلا، بل إن المنطقة العربية والإسلامية قد تُصاب بانعكاسات هذه الفتنة، يقول تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً...﴾.
ومن الواضح أن الأمة الآن تواجه استهدافات وتحديات عظيمة وكبيرة جداً، خارجية وداخلية، ولا ينقص الأمة سوى هذه الفتنة لكي تُجهز على البقية الباقية من قوة وكرامة الأمة.
عوامل الفتنة
في الواقع هذه الفتنة لها أرضية، وإذا لم يكن هناك علاج لهذه الأرضية فإن الفتنة مرشحة للاستمرار والتفاعل، وهذه الأرضية لها عدة عوامل، أهمها:
العامل الأول: ثقافة الكراهية التي تبثها الأطراف الدينية داخل الأمة فيما بينها.
يفترض في المسلمين كأمة تهتدي بتعاليم الإسلام، أن يُبشّروا بثقافة المحبة حتى لمن هم خارج الإسلام. فالإسلام لا يطلب من أتباعه أن يحقدوا على غير المسلمين، فوفق تعاليم الإسلام ينبغي على المسلم أن يحمل لغير المسلمين المحبة وأن يسعى من أجل هدايتهم، ونحن نجد أن كلَّ نبي من الأنبياء لا يدعوا على قومه بالعذاب، بل يتمنى لهم الهداية والصلاح، وقد تكررت الفقرة التالية في أكثر من موضع في القرآن، وعلى لسان أكثر من نبي: ﴿إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾(3)، فالنبي يحمل الشفقة والخوف على قومه من عذاب الله ولا يتمناه لهم. ونبينا الأعظم ومع كل الأذى الذي أصابه من المشركين يرفع يده إلى السماء ويقول: «اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون».
ويشتبه من يفهم مفهوم (التبري) على أنه حقد وبغضاء للآخرين المخالفين، فهذا خطأ، التبري يعني أن تتبرأ من توجهات المخالفين الخاطئة. إضافةً لذلك، فإنه ليس كلّ كافرٍ معاند، لأن الكثير منهم لم تتضح لهم الحقيقة، ثم إن التبرء من الأعداء وليس كل كافرٍ معادياً، يقول تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾(4).
ولو كان على الشخص المسلم أن يتبرأ من الشخص الآخر المخالف له في الدين، فلماذا أجاز الإسلام للمسلم أن يتزوج من الكتابية: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾(5)، والزواج يقتضي المحبة، ومعنى أن يُجيز الإسلام الزواج من الكتابية، أن العلاقة العاطفية مع المخالفين في الدين ليست مناقضة للدين.
مع الأسف، نحن نجد عند المسلمين، وفي حال الاختلاف المذهبي، هناك ثقافة كراهية تبث من السنة تجاه الشيعة وبالعكس، وهذا خطأ. ونحن إذا أردنا أن نعيش كمسلمين في أي بلدٍ إسلامي، يجب أن لا نقبل مثل هذه التصرفات.
فثقافة الكراهية التي تبثها الأطراف الدينية داخل الأمة فيما بينها، وقود وأرضية خصبة للفتنة، ونحن نُدين هذا التوجه من أي جهةٍ كانت.
العامل الثاني: وجود تمييز طائفي مذهبي.
ويعني: شعور جهة بالتعالي، وأخرى بالغبن، وإذا كان الناس يعيشون في بلدٍ فيه تمييز طائفي، فإن ذلك يخلق أرضية للفتنة، وما يجري في العراق الآن من آثار سياسة التمييز الطائفي التي كان يُمارسها النظام البائد. إذ كان نظام صدام يُمارس الاضطهاد والقمع للأكثرية الشيعية هناك، وتقريب الأقلية السنية لم يكن بدافع ديني ومذهبي عند صدام، لأن صدام لم يكن عنده دين أو مذهب، ولكنها لمصلحة ولتنفيذ سياسة معينة في النظام البائد.
وفي بعض الأحيان تعيش جماعة الشعور بالغبن، فتسعى للدفاع والمطالبة بحقوقها، إن وجود تمييز طائفي في بعض البلدان الإسلامية، يوفر أرضية للفتنة الطائفية.
العامل الثالث: وجود قوى مصلحية في الداخل والخارج من صالحها نشر وإشاعة هذه الفتنة.
من الطبيعي أن يكون من مصلحة القوى المعادية التي تُريد الهيمنة على بلاد المسلمين أن يتفرق المسلمون. فمثلاً، الآن في العراق، أنا لا ألقي باللائمة على أمريكا وعلى القوى الأجنبية، فمن الطبيعي أن يُفكروا في استثمار هذه الحالة، لأن القوات الأمريكية تريد أن تبقى في العراق لأطول فترة ممكنة، فما المبرر لذلك؟ وجود الإرهاب والعنف والفتنة، وعدم استتباب الأمن أكبر مبرر لبقاء هذه القوات في العراق، بل إن جميع العراقيين ودول المنطقة يقولون: لا يصح أن تخرج القوات الأمريكية قبل أن يستتب الأمن في العراق.
نشر الفتنة
وهناك قوى داخلية، في أوساط الأمة من هذا البلد أو ذاك، تكون من السنة أو الشيعة، ترى من مصلحتها نشر هذه الفتنة.
فمثلاً على المستوى الشيعي: هناك بعض الجهات الشيعية تُظهر التطرف ضدَّ الآخر، تحت عنوان: الدفاع عن العقيدة والمذهب، وعند التمحيص في الموضوع نجد أن هدف البعض من هؤلاء ليس العقيدة أو المذهب، وإنما الهدف يكمن في رغبتهم للكسب الشعبي واستقطاب الناس عن طريق إثارة عواطفهم الدينية. ولو كان الهدف الدفاع عن العقيدة أو المذهب، لماذا لا نجد لهم دوراً إيجابياً للدفاع عن العقيدة والمذهب، من خلال الكتب التي تُظهر مذهب أهل البيت ، أو من خلال الطرح الإعلامي الذي يُبشّر بمذهب أهل البيت ؟ مع الأسف، ليس هناك دور إيجابي، والجهد كلّه يكمن في الجانب السلبي. والحديث لا يعني جميع المنتهجين لهذا الأسلوب، رغم اختلافنا مع هذا التوجه وهذا الطرح، ولكن هناك بعض الناس في الساحة الشيعية ممن يزايدون بعنوان خدمة العقيدة والمذهب والدفاع عن أهل البيت ، ونحن نشك أن الهدف هو فقط رفع الصوت، لأخذ دور، ولاستقطاب عواطف الناس ومشاعرهم، وليس قضية العقيدة ولا أهل البيت .
أهل البيت لا يقبلون بهذا المنهج، وهذا الأسلوب، إذ أن هذه الأساليب الحادة والمتشنجة تضر المذهب وسمعة أهل البيت . وإذا رجعنا إلى تعاليم أهل البيت نراها تأمر بشيءٍ آخر، وتوجه الشيعة إلى شيءٍ آخر. ففي وصيةٍ يُوجهها الإمام الحسن العسكري لشيعته يقول فيها: «أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برٍّ أو فاجر، وحسن الجوار، صلوا في عشائرهم، اشهدوا جنائزهم، عودوا مرضاهم، أدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدى الأمانة إلى من ائتمنه، وحسّن خلقه، قيل هذا شيعي، فيسرني ذلك، كونوا لنا زينا، ولا تكونوا شينا، جرّوا إلينا كلّ مودة، وادفعوا عنا كلّ قبيح»(6). وعن الإمام الصادق أنه قال: «معاشر الشيعة كونوا لنا زينا، ولا تكونوا شيناً علينا، اتقوا الله وقولوا للناس حسنا، وكفّوا ألسنتكم عن الفضول، وقبيح القول»(7).
فهل يصح لأحدٍ أن يُزايد على توجيهات أهل البيت وعقائدهم عبر الاستفزاز والإساءة للأطراف الأخرى، إن مذهب أهل البيت ليس بحاجة لمثل هذا الأسلوب، فمذهب أهل البيت ينتشر بالمنطق، والعلم، والفكر الصحيح، كما قال الإمام الرضا : «يتعلم علومنا، ويُعلّمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا»(8).
من جانب آخر فإن استمرار صدور الفتاوى والكتابات التحريضية ضد الشيعة من قبل جهات تدعي لنفسها الدفاع عن أهل السنة، وممارسة العنف الفظيع ضد الأبرياء الشيعة تحت هذه العناوين الطائفية إنما يخدم أعداء الدين والأمة ويشعل لهيب الفتنة والخطر.
فهناك قوى داخلية وخارجية تريد أن تستفيد من حالة الفتنة المتقدة في العراق، وعلى الأمة أن تعي ذلك، وأن تقوم بدورها.
إنه لا يصح السكوت أبداً على ما يجري، وعلى جميع علماء الأمة ودعاتها أن يرفعوا الصوت عالياً ضد هذا التوجه الخطير.
نسأل الله تعالى أن يقي الأمة شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.