الشيخ الصفار الدين يرفض استخدام لغة البذاءة حتى مع المخالفين
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار أن الدين يرفض استخدام لغة البذاءة حتى مع المخالفين والمناوئين، تعزيزًا للابتعاد عن هذا الأسلوب في التخاطب، ولتقديم النموذج الأفضل في العلاقات الإنسانية.
وقال: إن ثقافة مدرسة بأهل البيت توجهنا إلى حسن التعامل وأدب الخطاب مع كل الناس.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 1 جمادى الأولى 1444هـ الموافق 25 نوفمبر 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: العلاقات الاجتماعية ولغة التخاطب.
وأبان سماحته أن على الإنسان أن يربي نفسه ويعوّدها على الالتزام بحسن القول، وأدب الخطاب، وألا يسمح لنفسه باستخدام الكلمات البذيئة الهابطة.
وتابع: "التعاليم الدينية تعزّز نهج التخاطب الحسن عند الإنسان، وإبعاده عن لغة البذاءة والإساءة حتى مع المخالفين والمناوئين. يقول تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾".
وأوضح أن لغة تخاطب الإنسان مع من حوله لها دور مؤثر واساس في شكل ومستوى علاقاته معهم.
وتابع: ذلك أن التخاطب هو وسيلة التواصل بين الناس، وتبادل الآراء والأفكار، والتعبير عن المشاعر والأحاسيس.
وأضاف: إن لغة الخطاب هي المرآة التي يراك الآخرون من خلالها، ويتعرفون من خلال كلامك على نظرتك لهم، وموقفك نحوهم ومشاعرك تجاههم.
ومضى يقول: إذا أراد الانسان أن تكون علاقته مع الآخرين حسنة، فعليه أن يستخدم اللغة الحسنة في التخاطب معهم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾.
وأشار إلى عدم الاكتفاء بمستوى القول الحسن، بل يرتقي إلى الأحسن، فينتقي أجمل العبارات، وأرق الكلمات في الحديث مع الآخرين.
وبيّن أن أي كلمة نابية أو عبارة سيئة ستعطي الفرصة للشيطان لإيقاع العداوة والبغضاء، كما يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾.
وتابع: إن من يخاطب الناس بأدب واحترام، ويتحدث معهم بلباقة ولغة جميلة، ويبدي لهم المحبة والتقدير، من الطبيعي أن يحظى بمحبتهم وتقديرهم، وأن يتخاطبوا معه بنفس لغة تخاطبه معهم.
وأضاف: على العكس من ذلك فإن مخاطبة الآخرين بلغة الإساءة والبذاءة، تجرح مشاعرهم، وتنفّر نفوسهم، وتدمّر العلاقة معهم.
وحذّر من استدراج البذيئين لاستخدام لغتهم كرد فعل لبذاءتهم وإساءتهم. مبينًا خطأ من يقول "إن بذاءتنا ردًا على بذاءتهم"، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾.
ولفت إلى أن الدائرة القريبة من الإنسان هي الأولى بحسن التعامل والتخاطب، وليس صحيحًا أن يتساهل الإنسان في لغة تخاطبه مع من هم تحت رعايته كعياله وخدمه، لما لذلك من أثر تربوي ونفسي.
واستشهد بنهي الدين عن استخدام لغة البذاءة حتى في الحديث عن غير البشر، حتى لا يتعود لسانه عليها، حيث "وردت أحاديث عن النبي في النهي عن لعن الحيوانات وسب الجمادات والظواهر الطبيعية".
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/watch?v=1bT891tu0EY