تجربة الشيخ الصفار ترصدها نخبة من رجالات العلم والأدب والمجتمع
الكتاب: الشيخ حسن الصفار: عالمًا.. مفكرًا.. مصلحًا.
إعداد وإشراف: عبد العظيم حسين الصادق.
نشر: مؤسسة الانتشار العربي - الشارقة.
الطبعة: الأولى 1444ﻫ - 2022م.
الصفحات: 421 صفحة من القطع الوزيري.
يتحمّل عالم الدين مسؤولية كبيرة فيما يصدر عنه من خطاب، شفاهي أو كتابي، تجاه جمهوره، إذ لا ينبغي أن يكون هذا الخطاب تعبيرًا عن اندفاع عاطفي ينساق فيه مع توجّهات الجماهير أو تصوّراتهم الراسخة حول بعض القضايا أو الاتجاهات، أو أن يكون انزلاقًا نحو مهاوي العصبيات أو الفكر الإقصائي تلبية لزعامة اجتماعية أو حظوة أو وجاهة.
فما أحرى بعالم الدين أن يكون صدًى لتعاليم الدين الهادية، ومبادئه السمحة، وروحه الجامعة، ورؤاه الحيّة، ومنطلقاته المنسجمة والفطرة والإنسانية السليمة. وهو تمثُّل ليس من اليسير أن يوائم فيه هذا العالم أو ذاك بين ما يطمح إليه من تقديم رؤية واعية ومتّزنة للقضايا الدينية، وبين ربطها بالواقع المُعاش، بصورة يتفاعل معها الجمهور العام تفاعلًا مثمرًا وجاذبًا، دون ردّات فعلٍ حادّة، تقف عقبة أمام أداء هذه المهمّة بصورة معقولة ومقبولة.
إن تحقيق هذا النوع من التوازن بحاجة إلى مهارة عالية، وقراءة واعية للتحديات الاجتماعية، الثابتة منها والمتغيّرة، وانتقاء موفّق لما يُطرح من موضوعات، ولما يعالج من قضايا، ولما يُضرب من أمثلة. ولذلك يعدّ العلماء المصلحون الذين استطاعوا التوفيق بين كل هذه المعطيات نماذج قليلة، يعدّ سماحة الشيخ حسن الصفار نموذجًا بارزًا بينهم. حيث تعدّ تجربته في التصدّي للشأنين الديني والعام تجربة حَرِيّةً بتسليط الضوء عليها، وهو ما انبرى له مجموعة من العلماء والمفكرين والأدباء في كتاب تذكاري بعنوان: «الشيخ حسن الصفار: عالمًا.. مفكّرًا.. مصلحًا»، افتتحه الأديب والمؤرّخ السيد عدنان العوامي بالتأريخ لحركة الخطابة الحسينية خلال المئة عام الأخيرة في القطيف بصورة موجزة، مستعرضًا مكانة سماحة الشيخ الصفار في هذه الحركة، التي مثّلت الانطلاقة لتجربة واعية ومتعدّدة الجوانب لاحقًا.
وفي مفتتح الفصل الأول من الكتاب، أثنى المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي على ما يبذل من جهد في الاحتفاء بتجربة سماحة الشيخ، واصفًا المحتفَى به بسعة العلم والاطلاع، والإلمام بمشاكل مجتمعه، وبعمق الوعي فيما يطرحه على الجمهور العام، وبالحكمة فيما يتخذه من مواقف. كما قدر المرجع الديني الشيخ جعفر السبحاني جهود الاحتفاء بالعلماء والمفكرين الذين يأتي سماحة الشيخ الصفار في طليعتهم، واصفًا له بالعالم والباحث والمفكر القدير، المدرك لمقتضيات الزمان وحاجات المجتمع، والناشر بفكره وقلمه لما يحتاجه الناس على اختلاف طبقاتهم.
وقد تنوّعت مشاركات الكتاب بين الشهادات الشخصية، التي استعرض فيها كاتبوها بعض المواقف الشخصية، بما تحمله من إضاءات مهمّة على شخصية المحتفَى به، كما هي الحال مع شهادة الأب إلياس زحلاوي راعي كنيسة سيدة دمشق في سوريا، التي يحكي فيها عن لقائه الأول مع سماحة الشيخ، وما حمله من مواقف نبيلة ومؤثرة، إذ وصفه في ذلك اللقاء بأنه يلمس «في وجهه مسحةً من الرضا جليّة، وفي مصافحته القويّة حرارةً بدت صادقةً. وأما الحوار معه، فكان نَفَسًا متَّصِلًا من المودّة والسلام، متجلّيًا فيما كان يستشهد به من آيات كريمة تدعو أبدًا لاحترام الإنسان ولاكتشاف آيات الله في خلقه، ولاستخدام الكلمة السواء في كل خلاف».
ومعها شهادة الشيخ بدر العبري من سلطنة عمان التي كانت بعنوان: «الشيخ حسن الصفار والدائرة الواسعة: قراءة عن قرب»، التي عرض فيها مواقف جمعته مع الشيخ الصفار، مسلّطًا الضوء في الشهادة ذاتها على بعض ما طرحه الشيخ في مؤلّفاته من فكر وحدوي متنوّر، مبيّنًا أن ما دفعه للشهادة في حقّ الشيخ الصفار، ما رآه في مواقفه من تجسيد للوحدة الإسلامية التي تجاوزت حدود المؤتمرات، وشكّلت مشروعًا اشتغل عليه ولا يزال يشتغل في تحقيقه، فأصدر في سبيل ذلك العديد من الكتب، التي تطرّق فيها إلى موضوعات كان فيها الشيخ الصفار أكثر جرأة ممّن يتغنّى بالتسامح كحالة إعلامية، لا كمشروع وحدوي، كما تطرّق إلى ما أثاره الشيخ حول موضوع التكفير وربطه بالهوية الدينية، فيرى أنّ الانتماء الديني في أصله العام مربوط بثلاث مسارات: المسار الأول: حرية البحث والتساؤل عن الأسئلة الوجودية، والمسار الثاني: تأمين المستقبل والمصير الأخروي، والمسار الثالث: الحماية الاجتماعية.
وفي شهادة ثالثة: تكتب الدكتورة سميرة البيات حول «المرأة في فكر الشيخ حسن الصفار»، حيث سجّلت مجموعة من المواقف، وأرخّت لجهوده في الحديث عن المرأة من المنظور الإسلامي، ودورها في تنمية هذا الجانب الفكري في المنطقة. فأشارت إلى دور الشيخ الصفار في منتصف تسعينيات القرن الماضي، في استقطاب شرائح واسعة من المجتمع، «حيث كان الشيخ ظاهرة فريدة في تاريخ الخطاب الحسيني في القطيف، فقد خرج عن الإطار التقليدي الذي تشغل فيه القضايا العاطفية والأحاديث التاريخية والسجالات المذهبية أغلب حيّزها، إلى خطاب فكري واعٍ يمسّ القضايا الثقافية والاجتماعية المعاصرة، بشكل جادّ وأسلوب شائق، ... وكان للمرأة نصيب وافر من محاضرات الشيخ وكتاباته وحركته الاجتماعية، التي حرص من خلالها على أن تُعطى للمرأة كافة حقوقها، وفرصها في تحقيق ذاتها، والرقيّ بها، في إطار قراءة شرعية منفتحة، تنظر للمرأة بإنسانيتها، بلحاظ أن النساء شقائق الرجال، كما ورد في الأثر الذي يردّده في خطاباته».
ومن الشهادات: مقالة سماحة الشيخ علي حسن غلوم علي من دولة الكويت بعنوان: «الشيخ الصفار العالِم الرسالي الناجح»، حيث مثّل بمجموعة من الشواهد التي تحكي عن الطبيعة الشخصية للشيخ الصفار، التي وصفها بـ «رجاحة العقل، والحكمة والتعقّل والقدرة الأدبية في البيان، وطيب الخلق المصحوب بالابتسامة اللطيفة التي تزيّن المجلس، والروح الأخوية التي تبعث برسائل الودّ والاحترام إلى الحضور»، مشيدًا بقيمة مؤلفات الشيخ الصفار ذات «المعلومات الثرية، والرشيقة في تعبيراتها، المفيدة والعملية في مضمونها، والتي تمسّ قضايا الساعة وتعالجها بروح إسلامية، وبفكر متّزن، ومثل هذا النموذج من الإصدارات نادر في الساحة الفكرية والثقافية الإسلامية المعاصرة، وأنّ من يقومون بهذا الدور قد لا يوفّقون أحيانًا في أسلوب البيان، أو في طريقة العرض، بخلاف مصنّفات الشيخ الصفار».
وتحت عنوان: «العلامة الصفّار بين أصالة الماضي وشفرة التحديث»، يشيد سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان بما يمتلكه الشيخ الصفار «من عوامل التكامل في شخصيته، التي جعلت منه رقمًا ليس من السهل تخطّيه أو التقليل من شأنه، فهو الإنسان المتماسك في مواقفه والمتّزن في قراءاته، وذلك وليد ما أكسبته التجارب في الحياة بكل تفاصيلها، أدبًا وسياسة وفكرًا واجتماعًا، ولعل في كل مفردة من خطابه ما يُشكّل دليلًا على ذلك، فالنص الديني يفرض نفسه ممثّلًا روح الانتماء العقدي، والذي يعدّ اليوم الميزان في ترجيح الكفّة عند المداورة والتجديد».
وإلى جانب هذه الشهادات، حوى الكتاب مجموعة من المقالات التي تناولت الجوانب الشخصية والفكرية للشيخ الصفار، من بينها من سطّره سماحة الشيخ حسين الخشن من لبنان، الذي درس جوانب من شخصية الشيخ الصفار، فذكر منها: الخلق النبيل، والرسالية، والجرأة في النقد الذاتي، والبعد الإسلامي والإنساني فيما يطرحه سماحته، والخطاب التجديدي، وحِسُّ المعاصرة، إذ بيّن في هذه السمة الأخيرة أنّ الشيخ الصفار «لا ينهمك في هموم ثقافية تجريدية لا تمثّل تحدّيًا لأبناء هذا العصر، كما يفعل البعض ممّن يعيشون همومًا مضى عليها الزمان.. إنه يعيش عصره، فهو عالم بزمانه وهمومه ومشكلاته، ولذلك يعالج مشكلات راهنة، محاولًا وضع الحلول لها، وتقديم الإجابات عليها، من قبيل: الإسلام والعنف، قضية الوحدة الإسلامية، مشكلات الشباب، قضية النهوض بالأمة والمجتمع، الاجتهاد والتجديد».
ومنها مقالة سماحة الشيخ حسن الخويلدي التي استعرض فيها ثلاثة من الجوانب الشخصية لدى المحتفى به، وهي: البعد العلمي والمعرفي، والبعد الاجتماعي، والبعد الأخلاقي. ويضيف إلى ذلك ما يتّصف به الشيخ الصفار من «أنه عالم مبدئي واعٍ، يرفض مبدأ الاستبداد بكل فروعه، ومنه الاستبداد الفكري، فهو يؤمن بالتعدّدية والحرية، ويدعو إلى التعاطي مع الاختلاف في الفكر والتوجُّه والقناعة، على أنه أمر طبيعي وعادي، بل هو حالة صحية في المجتمع، ويرفض الطائفية، ويُحذّر من الوقوع في شراك فتنتها، ويدعو إلى الانفتاح على الآخرين، وله تصريحات قوية وشجاعة، يرفض فيها استغلال المواطنين الشيعة واستخدامهم من قِبَل المغرضين كورقة رابحة لإلقاء الفتنة الطائفية بين المواطنين. وفي مقابل ذلك، يدعو إلى التعايش والتسامح والاحترام المتبادل بين جميع شرائح المجتمع ما داموا يعيشون في وطن واحد، وألّا خيار لهم إذا ما أرادوا العيش بأمان وسلام إلَّا التعايش والتسامح، مع احتفاظ الكل بقناعاته وآرائه».
ويشاركه في ذلك سماحة الشيخ حسن بوخمسين الذي عنون كلمته بِـ: «الشيخ الصفار.. الشخصية والمشروع»، حيث تناول ثلاثًا من المميّزات الشخصية للشيخ، هي: دماثة الخلق، والتواضع والبساطة، وسعة الصدر والحِلْم، ليُتبعها بثلاث من مميزات مشروع سماحة الشيخ الثقافي، وهي: الوسطية والاعتدال، والمرونة والواقعية، والإصلاح الفكري والمذهبي. وقد عدّ الشيخُ بو خمسين الشيخَ الصفارَ «من أبرز علماء الدين الشيعة، إن لم يكن الوحيد، الذي يحمل مشروعًا رياديًّا يهدف إلى إدماج أبناء الطائفة مع المكوّنات الأخرى في الوطن. وذلك بالحث على الانفتاح والتواصل من قبل أبناء الطائفة مع أقرانهم من أبناء الطوائف الأخرى، وإقامة العلاقات الطيبة والإيجابية الدائمة معهم، للقدرة والتمكّن من إزالة وإذابة كل الحواجز والعوائق القائمة المسبّبة للتباعد والفرقة، ومن أهمها إزالة اللبس وسوء الفهم القائم والحاصل في أذهان الكثير من إخواننا السنة عن الشيعة، في معتقدهم ومنهجهم المذهبي، وفي انتمائهم وولائهم الوطني».
أما الدكتور توفيق السيف، فقد افتتح بحثه: «تجربة في العبور من حواجز الخلاف المذهبي» بالحديث عن التجارب الرائدة في التقريب، ممثّلًا بتجربتي السيد البروجردي ودار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة، ليثنّي بعدها بالحديث عن رؤية الشيخ الصفار للمشكلة الطائفية وحلولها، حيث استعرض ثلاثة عناصر في هذه الرؤية، هي: إعادة تعريف المشكلة، وكسر الحواجز الاجتماعية، والتركيز على الإطار الوطني وتحييد العوامل الخارجية.
فيما تناول الدكتور وسام السبع، الباحث والمحقّق البحريني: «جهود الرواد والمصلحين في فكر الشيخ حسن الصفار»، مفتتحًا حديثه بتنوّع الأدوار التي يمارسها الشيخ الصفار الاجتماعية والعلمية والدعوية، ليكون ذلك تمهيدًا للحديث عن جهوده في قراءة تجارب الرواد والمصلحين، مركّزًا حديثه حول قراءة الشيخ لتجارب ثلاثة منهم، وهم: المرجع الديني الشيخ محمد أمين زين الدين، والمرجع الديني السيد محمد الشيرازي، والشيخ محمد مهدي شمس الدين، رحمهم الله جميعًا. يقول الدكتور السبع في حقّ الشيخ الصفار: «إنه يعد واحدًا من أبرز العلماء الذين تميّز نشاطهم العلمي بالشمولية والعمق، وقد تجاوز جهاده في مضامير العلم والثقافة والتبليغ والعمل الاجتماعي، حدودًا تثير الدهشة والإعجاب كمًّا ونوعًا»، ويذكر بأن «أهمّ ما يميّز تجربة الشيخ الصفار، والتي تمتدّ لأكثر من ثلاثين سنة، أنه لم يكتفِ بالبحث حول أهم المشكلات الاجتماعية والثقافية المحلية والإسلامية في جانبها العلمي، بل حرص على تدوين خلاصة تجربته الفكرية والنضالية والعلمية عبر مؤلفاته التي أربت على مئة ونيف، تمثّل الخلفية النظرية والفكرية لعمله السياسي والاجتماعي والثقافي طوال هذه المدة الزمنية، سواء في مرحلة المعارضة في الخارج، أو بعد رجوعه واستقراره في وطنه».
وعن دور سماحة الشيخ الصفار في «مدّ الجسور والسعي للإصلاح والاعتدال»، يكتب الدكتور منصور الشيخ عبد الأمير الجمري مقالًا يبيّن فيه تميُّز «الشيخ الصفار بثباته على المبادئ الإسلامية والوطنية، وإعادة التموضع مع تغيُّر الظروف، دون الإخلال بتلك المبادئ السامية التي يعمل من أجلها طوال حياته»، مؤكّدًا على أنّه «على أساس ذلك يمكن فهم تحرّك الشيخ الصفار في نهاية السبيعنات ومطلع الثمانينات من القرن العشرين، ليكون في طليعة الذين تصدّروا النشاط في منطقته بالمملكة العربية السعودية، وفي العوالم المحيطة به، وطوال عمله في هذا المجال، عرف عنه الالتزام بثوابت لا يحيد عنها، وهي الثوابت التي أسست شخصيته المستقلّة والمتطلّعة لإصلاح الواقع.. وبالقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في المنعطفات التاريخية التي مرّ بها، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته في تسعينات القرن الماضي، عندما أعاد توجيه نشاطه وتحرّكاته بما يتّسق مع الفرص التي توفّرت آنذاك من دون الإخلال بالمبادئ». ليشيد الدكتور الجمري بعد ذلك بما عرف «عن الشيخ الصفار من صراحة في توضيح منطلقاته الفقهية والفكرية والوطنية، ولذا فلن يكون خافيًا على القريبين أو البعيدين عنه إلى أي توجّه ينحو، وعلى أي مدرسة فقهية يعتمد، وما هي الحدود التي يعمل في إطارها».
لقد حوى الكتاب مجموعة كبيرة من المقالات التي تناولت التجربة النضالية والدعوية والفكرية للشيخ بالدراسة والبحث، يمكن الإشارة إلى بعض عناوينها، وذلك لضيق المجال في استعراض تفاصيلها، وهي: الشيخ الصفار ورؤى المستقبل للمهندس جعفر الشايب، الشيخ الصفار ومقوّمات القيادة للأستاذ جاسم المشرف، الشيخ الصفار والموازنات الخمس لسماحة الشيخ زكي الميلاد، الشيخ الصفار كما أعرفه للدكتور الشيخ محمد علوان اللواتي من سلطنة عمان، والعلامة الصفار رجل التسامح والحوار للدكتور إدريس هاني من المغرب، والعلامة الصفار بين ثبات المبدأ وحيوية المنهج للدكتور السيد محمد العوامي، وعناوين أخرى لعدد من الأكاديميين والمثقفين.
وقد خُتِم الكتاب بباقة من القصائد الشعرية للأدباء: سماحة الشيخ سعيد الخويدي، والأستاذ سعيد آل ارهين، والأستاذ فريد النمر، والأستاذ ياسر آل غريب.
إن ما حواه الكتاب يمثّل جانبًا من جوانب شخصية الشيخ الصفار، حيث جمع ذلك التنوّع والتعدد فيمن تناول تجربته بالشهادة والدراسة والعاطفة الأدبية، إنها تجربة سعت ولا تزال إلى أن تكون تجربة تحكي تلك السعة والرحابة التي تنادي بها القيم الدينية السمحاء، والتي من شأنها أن تَعْبُر جميع الحواجز وتتجاوز جميع الطبقات والفئات الاجتماعية، وتجتمع على الفطرة الإنسانية الجامعة والمُحِبَّة والمتآلفة.