الشيخ الصفار: العام الجديد فرصة لمراجعة العادات والسلوك
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار أن يغتنم كل إنسان حلول العام الجديد ليقوم بمراجعة لسيرته وسلوكه، ولا يبقى مسترسلًا مع عاداته وأساليبه دون إعادة نظر وتفكير.
وتابع: فإذا وجد لديه عادة أو سلوكًا خطأ، أو مرجوحًا، فليقرر تغييره وتجاوزه في السنة الجديدة. وليفكر في انشاء عادات جديدة حسنة مفيدة لدنياه وآخرته.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 6 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 30 ديسمبر 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: العام الجديد بين الاسترسال والمراجعة.
وأوضح سماحته أن على الإنسان أن يستثمر الفرص والظروف المساعدة لمراجعة بعض عاداته وأساليب حياته، حتى يتجاوز العادات السيئة، والأساليب الخطأ.
وتابع: قد لا تكون العادة سيئة والأسلوب خطأ، لكنها أقل جودة فعليه أن يرتقي إلى العادة الأجود والأسلوب الأفضل.
وأضاف: كما يجب عليه أن يراجع عاداته فيما يرتبط بإدارته لذاته في الجانب الصحي والمعيشي، والثقافي والعبادي، وفيما يرتبط بعلاقته مع من حوله من أسرته وأقربائه وأصدقاءه وأبناء مجتمعه.
وبيّن أن من الفرص المناسبة، والظروف المساعدة لتغيير العادات، التحولات الزمنية، كبداية العام الجديد، وخاصة مع وجود الأجواء المصاحبة للانتقال من عام أفل إلى عام جديد يطل على الحياة.
وأوضح سماحته أن حياة الإنسان تتشكل من مجموعة من العادات تشمل جميع جوانب حياته.
وتابع: فمعظم ممارسات الإنسان يؤديها بطريقة معينة اعتاد عليها وألفها، فنومه ويقظته، وأكله وشربه، وكلامه وحركته، وتعامله مع الناس والأشياء، وسائر الأمور، كلها تتم بصورة تلقائية دون مجهود عقلي أو تركيز.
وعن تكوّن العادات في حياة الإنسان قال سماحته: تتكون العادات بداية من تأثيرات البيئة التي يتربى وينشأ فيها، ثم يكون لثقافته ومعارفه وظروف حياته، ونمط شخصيته وصفاته النفسية، تأثير على نوعية العادات التي تتشكل في حياته، وعلى طريقة أدائه وانجازه للأعمال والممارسات التي يقوم بها.
وتابع: وتتعزز العادة في حياة الإنسان كلما استمر عليها زمنًا أطول، بحيث يصعب عليه تجاوزها، والتخلي عنها. مع القدرة على ذلك لو تحلى الإنسان بالإرادة.
ومضى يقول: قد يواجه الإنسان صعوبة في تغيير بعض عاداته، فإذا ما قرر التغيير، وتسلح بالإرادة، وقاوم الرغبة والميل إلى تلك العادة، فإنه يحقق التغيير ويتجاوز تلك العادة.
وتابع: هذا ما نراه في حياة كثير من الناس من ذوي الإرادة والوعي، فهناك من يتوفق لترك بعض المعاصي والمنكرات بعد زمن من ممارستها، وهناك كثير ممن ترك عادة لازمته زمنًا طويلًا كالتدخين وما كان يتصور أن يكون قادرًا على تركها.
وأضاف: إن مشكلة الإنسان هي الاسترسال بمعنى الاستمرار في السير أو الكلام أو العمل دون التفات أو توقف.
وأشار إلى أن النصوص الدينية جاءت لتشجع الإنسان على التسلح بالإرادة لمقاومة سلطان العادة. مستشهدًا بما ورد عن الإمام علي : «بِغَلَبَةِ اَلْعَادَاتِ اَلْوُصُولُ إِلَى أَشْرَفِ اَلْمَقَامَاتِ».