الشيخ الصفار يحذّر من أخطار تفكك الأسرة على الأمن الاجتماعي
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الأسرة اليوم تواجه خطرًا كبيرًا، وعواصف سلبية تحاول القضاء على تماسكها وتهدد وجودها وكيانها.
وتابع: تتعرض الأسرة في هذا العصر لتحدٍ كبير وهو مواجهة الثقافة المادية التي تسعى إلى مسخ الإنسان وتدمير الأسرة.
جاء ذلك ضمن كلمة سماحته في احتفال ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء في مسجد الإمام الحسين بصفوى مساء يوم الخميس ليلة الجمعة 19 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 12 يناير 2023م.
وبمناسبة ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء قال سماحته إن حديث رسول الله عن يبت فاطمة هو تثبيت لمكانة هذه الأسرة النموذج للأمة.
وتابع: كما أن الأمة تحتاج إلى قدوة من الرجال والنساء كذلك تحتاج إلى قدوة على الصعيد الأسري.
وبيّن أن الأمة محتاجة لهذا النموذج في هذا العصر الذي تواجه فيه الأسرة تحديات تهدد وجودها وكيانها، في ظل الحضارة المادية القائمة على تعزيز الروح الأنانية عند الإنسان والمهتمة بتحريض الأهواء والشهوات.
وتابع: الغرب هو القوة المهيمنة إعلاميًا واقتصاديًا وعسكريًا وهو يستغل سيطرته ونفوذه في العالم للتبشير بثقافته ولنشر نمطه في الحياة والمعيشة
وأضاف: إنه يريد مسخ كل الحضارات والثقافات الأخرى لتكون الثقافة السائدة والمهيمنة في عالم البشر هي ثقافته المادية الزائفة.
وأبان أن انعكاسات وآثار هذه الثقافة بدأت تظهر في مجتمعاتنا من خلال العزوف عن تكوين الأسرة، أو الإسراع في هدم كيانها بارتفاع معدلات الطلاق، والتفكك الأسري الذي أصبح ظاهرة في مجتمعاتنا.
وتابع: نحن بحاجة للوقوف عند هذا النموذج، نموذج بيت فاطمة الذي كان التأكيد على نموذجيته كقدوة لأجيال الأمة.
الاختراق العاطفي
وحذّر سماحته من اختراقات عاطفية تنتهك حرمة الإطار الزوجي، وتسبب هدم كيان الأسرة.
وتابع: مما يسهل عمليات الاختراق العاطفي، برود العلاقات العاطفية بين الزوجين، فيبحث كل منهما عن اشباع العاطفة خارج الإطار الزوجي، ويستجيب لأي إشارة تنبعث من هنا أو هناك.
وأوضح سماحته أن تجاوز الاحتشام والعفاف في المحيط الاجتماعي العام، يجعل الفرصة متاحة لحصول الاختراقات الغريزية العاطفية، وما يترتب عليها من آثار تهدد كيان الأسرة بالتفكك والانهيار.
وتابع: إن التلاقي والتعامل بين الجنسين أمر تفرضه طبيعة الحياة المشتركة، وليس صحيحًا ولا ممكنًا الفصل بينهما، خاصة مع تطور الحياة الاجتماعية، لكن رعاية الحشمة والعفاف أمر ممكن ومطلوب، وهو لا يعوق الرجل ولا المرأة عن ممارسة وظائف الحياة، والمشاركة في أدائها.
وأضاف: التعاليم الدينية حثت على التزام الحشمة والعفاف في العلاقة بين الجنسين في المجتمع.
التفكك الاسري
وفي موضوع متصل حذّر سماحته من التفكك الأسري، مبينًا أن له تداعيات وآثار على الصحة النفسية لأبناء المجتمع، وعلى الأمن الاجتماعي العام.
وتابع: إن التفكك الأسري ينتج حالات من القلق والاكتئاب والعقد النفسية المختلفة، ويوقد نيران العداوة والبغضاء، ويدفع نحو الانحرافات السلوكية والأخلاقية.
وقد شارك في الحفل الذي أداره الأستاذ علي خضر غاشي كل من الشاعر مسير المسلم، والرادود حسن الناصري، وفرقة المجتبى القرآنية.
لمشاهدة الكلمة:
https://www.youtube.com/watch?v=16YBG8OC3DI