الشيخ الصفار يدعو لمبادرات أهلية في المعركة ضدّ المخدرات
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لقيام مؤسسات أهلية ومبادرات مجتمعية، تهتم بنشر الوعي في صفوف أبناء المجتمع، وترشد الأسر إلى أفضل طرق الحماية والتعامل مع الحالات المرضية، وتساعد على إنقاذ المدمنين وعلاجهم.
وأشاد بالجمعيات الخيرية والمبادرات الأهلية التي أسست لجانًا تهتم بالتوعية من خطر هذه السموم أو قامت بتأسيس مراكز لعلاج الإدمان.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 22 شوال 1444هـ الموافق 12 مايو 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: المشاركة المجتمعية في الحرب على المخدرات.
ودعا سماحته إلى استنفار الجهد المجتمعي إلى جانب جهود الدولة في الحرب على المخدرات.
وبيّن أهمية توعية أبناء المجتمع وخاصة الشباب حتى لا يستدرجوا ولا يقعوا في شباك مروجي المخدرات.
وتابع: أن البعض لا يكون مدركًا لآثاره، فقد يدفعه لذلك حب الاستطلاع، أو بهدف الابتهاج، أو للفراغ، أو استجابة ومحاكاة للزملاء والأصدقاء، أو للتعبير عن تمرد، أو هربًا من الهموم والمشاكل، حيث يعيش بتناول المخدر حالة من النشوة والتخيل النفسي الذي يبعده عن مشاكله وهمومه.
وأضاف: المدمنون ثغرة في الأمن الوطني، حيث تستغلهم الجهات المعادية للوطن، وكثيرًا ما تستفيد الجماعات الإرهابية من سلاح المخدرات في الاستقطاب وتطويع مجنديها.
ونقل عن بعض الأبحاث أن 56% من المتعاطين أعمارهم دون 19 سنة، 4% تعاطوا المخدرات قبل سن 13 سنة.
وأشار إلى وجود عصابات ومافيات تعمل على مستوى العالم لترويج المخدرات، وجني العائدات المالية الضخمة.
وتابع: إن السوق السوداء للمخدرات في العالم تقدر بـ 300 مليار دولار سنويًا.
وأضاف: كما أن وجود الحروب وانفلات الأمن في بعض المناطق يجعلها بؤرًا لإنتاج المخدرات وترويجها في العالم، وخاصة في المناطق المحيطة بها، من أجل تمويل المليشيات المسلحة فيها.
وأبان أن كثيرًا من الأحداث السلبية التي رصدت كالقتل والانتحار والسرقة والاعتداء على الآخرين والوفاة المفاجئة تحدث بسبب تعاطي المخدرات.
وقال: بحسب منظمة الصحة العالمية فإن تعاطي المخدرات مسؤول عن وفاة 500 ألف شخص كل عام.
وحثّ على تأسيس جمعيات تخصصية ضمن أنظمة العمل التطوعي المعمول بها في البلاد، كما يمكن للجمعيات الخيرية والأندية الرياضية، تكوين لجان تهتم بالتوعية وإنقاذ المدمنين.
واستشهد بالجمعية الخيرية للمتعافين (تعافي) في الدمام، وجمعية (كفى) في مكة المكرمة، وجمعية (عون) في منطقة عسير.
وأشاد بالمبادرة التي قامت بها مؤسسة عبدالعزيز بن حمد الجبر في الأحساء، وهي إنشاء مستشفى الجبر لعلاج الإدمان، بكلفة أولية تقدر بـ 35 مليون ريال.
وبجمعية مضر الخيرية بالقديح التي أنشأت لجنة السلامة المجتمعية (التعافي)، منذ 15 عامًا، وبلغ عدد المتعافين الذين تلقوا الدعم والمساندة من الجمعية أكثر من 500 شخص، تم تأهيل بعضهم بعد التعافي، وتقديم مساعدات زواج، والبحث لهم عن فرص عمل.
ومضى يقول: في إطار هذه الحملة التي تقوم بها الدولة على المخدرات، يجب التبليغ عن المروجين للمخدرات، فهم تجار الموت والسموم بين أبنائنا وبناتنا، ولا ينبغي التستر عليهم، ولا الخوف منهم، وقد اعتمدت الجهات الأمنية إجراءات لحفظ وصيانة المبلغين عن هؤلاء المجرمين.
وتابع: يؤكد الخبراء والمختصون، الأمميون أنه مهما بلغت كفاءة أجهزة مكافحة المخدرات في الدولة، فإنها لا تضبط الا نحو 15% من المخدرات الداخلة إلى أراضيها.
وأضاف: لهذا لابد من تظافر الجهود المجتمعية لنشر الوعي بخطر هذه الآفة، وعلاج من تورط فيها، والإبلاغ عن تجارها.