الشيخ الصفار: حسن علاقتك مع الآخرين تقربك إلى الله
حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار من أراد أن يكون مقبولًا ومرضيا عند الله أن يهتم بعلاقاته مع الآخرين.
وتابع: الدين لم يأت لإصلاح علاقة الإنسان بربه فقط بل مع الناس أيضًا.
جاء ذلك خلال لقاءه بسيدات من فئة الصم والبكم من القطيف والأحساء والكويت والبحرين في حسينية أم البنين بالعوامية، مساء الجمعة 29 شوال 1444هـ الموافق 19 مايو 2023م، بمرافقة المترجم السيد نجيب العلي.
وقدم الشيخ الصفار شكره للأخوات الكريمات القائمات على عقد هذا اللقاء الجميل من شريحة الصم والبكم، داعيًا جميع الحاضرات إلى استنهاض قدراتهن وكفاءتهن، والارتقاء في مدارج التعليم، والمشاركة في النشاط الديني والعمل الاجتماعي.
وأوضح أن الحديث عن صفات المؤمن يأتي عادة عن إيمانه بالله وبالمعتقدات الدينية وأن من صفاته أنه يؤدي العبادات كالصلاة والصوم.
وتابع: لكن النصوص الدينية تشير إلى صفة مهمة في الإيمان ترتبط بالعلاقات الاجتماعية، فالمؤمن هو الذي ينسجم مع الناس وينسجمون معه.
مستشهدًا بالحديث الوارد عن النبي : «المُؤمِنُ يألَفُ ويُؤلَفُ ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ وخيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ».
وقال: قد تكون عند البعض طبيعة أنهم ينفرون من الآخرين أو ينفر الآخرون منهم، بينما المؤمن يجب أن يهتم بالعلاقة مع الناس.
وتابع: الله يسأل الإنسان حتى عن الذي تلتقيه مرة واحدة، (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحْسِنْ صُحْبَةَ مَنْ صَحِبَهُ).
وعن القواعد الأساسية في العلاقة مع الآخرين قال سماحته أن محبة الآخرين واحترامهم والإحسان لهم من أهم هذه الأساسيات.
واستنكر ما يقوم به البعض من فتح صندوق لتخزين الأحقاد والكراهية في قلبه، فالقرآن يرشدنا أن تكون قلوبنا نقية: ﴿وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا﴾.
وتابع: من أحب الآخرين يرتاح نفسيًا، والناس ستحبه.
ودعا لنشر ثقافة احترام الآخرين، وتقديم الاحترام لكل الناس بلا تفاضل بين أحد.
وابان أن من ثقافة الاحترام ابداء السلام وشكر كل من صنع لك جميلًا.
وأبدى أسفه أن البعض لا يسلم على أسرته إذا دخل بيته، ولا يشكر أحدًا من عائلته إذا صنع عملًا جيدًا.
وتابع: البعض لا يبدي الاحترام والشكر لزوجته إذا أعدت طعامًا جيدًا، وكذلك قد لا تبدي الزوجة شكرها للزوج إذا وفّر مستلزمات المنزل.
وأضاف: هناك من يستحي من التعبير عن مشاعر الاحترام والحب والتقدير للآخرين، مؤكدًا أن ثقافة الشكر والتقدير ترجع على الإنسان بالراحة النفسية.
وبيّن أن من حسن الخلق أن تحسن للآخرين وتخدمهم وتتعاون معهم، فكلما استطعت أن تحسن للناس يكون ثوابك عند الله عظيم.
وتابع: إذا أحسنت للناس فستكون راحتك النفسية كبيرة ومحبتك في القلوب كذلك.
وشكر الشيخ الصفار لسماحة السيد نجيب العلي المشرف على اللقاء دوره المهم في الاعتناء بفئة الصم والبكم من الذكور والإناث، عبر تقديم الدروس، وترجمة الخطب، والاجابة على تساؤلاتهم ومساعدتهم في معالجة المشاكل.