ضمن كلمته لشباب (صلاتي جماعة)
الشيخ الصفار: الكتاب أفضل مصدر للثقافة والمعرفة فصادقوه
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار شباب (صلاتي جماعة) لمصادقة الكتاب وتخصيص وقت للقراءة، فـ "الكتاب أفضل مصدر للثقافة والمعرفة".
وتابع: على كل واحد منكم أن يبحث عن الكتب التي يرتاح لها ويفهمها، ويخصص لها وقتًا كما يخصص وقتًا للأكل والنوم وتنظيف الجسم.
جاء ذلك ضمن استقبال سماحته لشباب (صلاتي جماعة) مساء يوم الجمعة ليلة السبت 3 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 17 نوفمبر 2023م في مجلس الحاج سعيد المقابي.
وأوضح سماحته أن الإنسان حينما يأتي إلى الحياة يكون جديدًا عليها، هذا ما نشعر به في أنفسنا، قد لا يتذكر الواحد منا بداية طفولته بشكل دقيق، لكنه يستطيع أن يلاحظ طفولة إخوانه وأخواته.
وتابع: يخرج الطفل إلى الحياة فيرى الأشياء جديدة عليه، وشيئًا فشيئًا يكتسب طريقة التعامل معها.
وأضاف: ثم يكتسب القدرة على التعامل مع الأشياء من حوله عن طريق التدرج في ممارستها، فالطفل يتعلم الكلام ويجد في ذلك صعوبة في البداية، لكنه شيئًا فشيئًا يتكلم.
وأبان أن كل الأمور في حياة الإنسان تبدأ من الصفر، ومنها الإلقاء والخطابة، أول مرة يُطلب منك أن تلقي كلمة ربما تتهيب وتتحير، لكن بعد التجربة مرة ومرتين وثلاث، يصبح الإلقاء أمرًا سهلًا، هذا في كل الأمور.
وأكّد أن على الإنسان من بداية حياته أن يعود نفسه على أفضل الأمور، إذا عود نفسه عليها تترسخ في نفسه، وتتأكد في سلوكه.
وتابع: كل ما تقدم بالإنسان الزمن تتمكن هذه العادة في نفسه، أما إذا تأخر يجد صعوبة، لذلك يقال: (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) يكون ثابتًا.
ومضى يقول: ألاحظ في نفسي وعند الآخرين، أن من عود نفسه على القراءة والمطالعة من الصغر، تترسخ هذه العادة في نفسه وتستمر معه طوال حياته، أما إذا تأخر الإنسان في اكتساب عادة القراءة، تصبح عنده أصعب.
وتابع: ليس هناك شيء أهم في حياة الإنسان من كسب المعرفة، ومن أهم مصادر المعرفة القراءة.
وأضاف: الدراسة في المدرسة أمر أساس، لكن إذا لم تصحبها عادة المطالعة لا تفيد الإنسان كثيرًا، الدراسة تعطي الإنسان أساسيات، لكن المطالعة هي التي تنمي الرغبة في المعرفة الدائمة المستمرة.
واستشهد بتجربة الدكتور غازي القصيبي الذي ألف كتابًا بعنوان (قصائد أعجبتني)، وقد اختار خمس قصائد من أهم القصائد العربية التي أعجبته، ناقدًا لها ومعلقًا عليها.
وتابع: كان القصيبي يقرأ قصائد ليست سهلة، تحتوي على كلمات لغوية جزلة ومعاني بلاغية وتصوير خيالي كبير، وهو بداية العقد الثاني من عمره وفي منتصفه.
وأضاف: هنا أدركت سرًا من أسرار قيمة هذا الرجل.
وبيّن أن من أهم أسباب تكوين شخصية القصيبي الفكرية والأدبية أنه من صغره، وبداية شبابه، كان يقرأ ويطلع.
وحثّ الشّباب أن يعوّدوا أنفسهم على المطالعة، وقال: حينما تقرأ حياة المفكرين والعلماء والمثقفين، تجد أنهم أو معظمهم بدأوا عادة القراءة والمطالعة من الصغر.
وأوصى أن يكون الكتاب رفيقًا دائمًا، مؤكدًا أن هذه العادة موجودة في الدول المتقدمة، ومن سافر إلى أوروبا مثلًا، يرى الناس في محطة القطار أو المطار وهم ينتظرون بأيديهم الكتب.
وتابع: أنتم تلاحظون كيف أن الطائرة مصممة على أساس إمكانية القراءة، فهناك إضاءة خاصة للمطالعة وطاولة صغيرة، والناس هناك رتبوا حياتهم على أساس القراءة في كل الأحوال.
لمشاهدة الكلمة:
https://www.youtube.com/watch?v=RxxDfgqiYPQ