الشيخ الصفار يدعو لتنقية الأجواء من الخصومات وتعزيز الاحترام المتبادل
وأشاد بقرار الدانمارك حظر المعاملة غير اللائقة للنصوص الدينية
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لتنقية الأجواء الدينية والاجتماعية من نزعات الكراهية والأحقاد والخصومات، وإشاعة المحبة والالفة، وتعزيز أخلاق الاحترام المتبادل، وإدارة اختلاف الرأي بالحوار.
وتابع: على الإنسان ألا يكون إمعة، يتبع الآخرين دون تأمّل وبحث، ولا يتسرع في كراهة وعداء أحد بسبب التعبئة ضده.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 24 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 8 ديسمبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: دين المحبة ودعاة الكراهية.
وأوضح سماحته أن النصوص الدينية تؤكد على المحبة والالفة بين الناس، وأن ينمّي الإنسان المتدين في نفسه مشاعر المحبة للآخرين، خاصة القريبين منه دينيًا واجتماعيًا.
وتابع: وعلى الإنسان أن يطهر قلبه من نزعات الحقد والحسد والعداوة والبغضاء، كما أن عليه أن يسعى للاقتراب من الآخرين، والتآلف معهم، واكتساب محبتهم.
وأبان أن من مناشئ الكراهية والبغضاء الأنانية المفرطة حيث تنتج مشاعر الكراهية والحسد والحقد، فلا بد من تزكية النفس، وتنمية النزعة الإنسانية في أعماقها، حتى تعمر نفسه بحب الخير للآخرين.
وتابع: ومن مناشئ الكراهية الحالة الانفعالية، حيث قد يواجه الإنسان من الآخرين ما يسوؤه، فيكون ذلك سببًا لكراهيتهم وعداوته لهم.
وأضاف: هذه الحالة أمر طبيعي، فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.
واستدرك: لكن على الإنسان العاقل الواعي، أن يسعى لتجاوز العداوات، والتخلص منها ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
ومضى يقول: على الإنسان أن ينمي في نفسه خلق الحلم والاغضاء عن السيئة، وعدم التفاعل معها، والصفح والتسامح.
وتابع: إن الله تعالى يقول في صفة المؤمنين الصالحين: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾، بأن يضبط الإنسان انفعالاته، ويبحث للحل عن أي مشكلة بينية.
وذكر أن من مناشئ الكراهية المنشئ الثقافي، فهناك ثقافة تدعو إلى الكراهية على أساس الاختلاف العرقي، أو القومي أو الطبقي، أو الديني والفكري.
وتابع: قد تنبعث في نفس الإنسان الكراهية للآخرين، لمجرد اختلافه معهم في رأي أو موقف، على الصعيد الفكري والديني والاجتماعي.
وأضاف، فيدخل معهم في عداوة وصراع. وهذا سلوك خطأ، لا مبرر له. فالرأي شأن خاص بالإنسان، ولا يصح انكار حقه في ذلك.
وقال: إذا كنت ترى خطأ رأي الآخر، وصحة رأيك، وكان يهمك تغيير رأيه، فإن السبيل إلى ذلك هو الحوار والاقناع والمجادلة بالتي هي أحسن.
وبيّن أن هناك نصوصًا دينية كثيرة توجه الإنسان المؤمن للابتعاد عن معادة الآخرين، وخصومتهم لمخالفتهم له في رأيه الديني، بل تأمره بالإحسان إليهم.
وتابع: إن العلاقة بين أتباع الأديان المختلفة، يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل، ومع فقده تسود حالة التوتر والصراع، وهذا ما لا يريده الدين.
احترام النصوص الدينية
وأشاد بالقرار الذي اتخذه البرلمان الدانماركي الخميس 7 ديسمبر، بحظر "المعاملة غير اللائقة للنصوص ذات الأهمية الدينية الكبيرة لمجتمعات دينية معترف بها".
وأمل أن يصبح هذا القرار موضع تنفيذ، وأن تحذوا سائر الدول الغربية حدو الدنمارك، لتجاوز الاضطراب والتوتر في المجتمعات المختلفة، بما يؤثر على السلم والاستقرار المجتمعي والعالمي. كما حدث ذلك بسبب إقدام بعض المسيئين على احراق القرآن الكريم.
وأشار إلى أن هذه المشكلة لا يقتصر وجودها على العلاقة بين أتباع الديانات، بل هي قائمة حتى في العلاقة بين أتباع المذاهب في الدين الواحد، وبين أتباع المذهب الواحد.
وتابع: إن الساحة الدينية تعاني وجود اتجاهات تنشر الكراهية بين المسلمين، وبين المؤمنين، بسبب الاختلاف في بعض الآراء الدينية.
وأضاف: إنهم يعطون لذلك عناوين دينية زائفة، يضللون الناس بها، حيث يتهمون المختلفين معهم في دينهم، ويرمونهم بالابتداع والضلال. مما يسبب الانقسامات والنزاعات بين المؤمنين.
وحثّ كل إنسان واع ألا يخضع لتأثير هذه الاتجاهات، ويقع في فخ الكراهية والقطيعة والعداوة لإخوانه المؤمنين.