الشيخ الصفار يدعو للاهتمام بصنع سمعة حسنة شخصية ومجتمعية
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الرؤية الدينية تحثّ الإنسان على الاهتمام بتكوين سمعة حسنة له عند الآخرين من الناس. وأن يتبعد عمّا يسيء لسمعته.
وتابع: في غير صورة التزاحم بين رضا الله والسمعة الحسنة فإن الاهتمام بالسمعة الحسنة أمر يشجعه الدين.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 13 شعبان 1445هـ الموافق 23 فبراير 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: كيف يراك الآخرون؟
وأبان سماحته أن نظرة الآخرين للإنسان تترك أثرًا على نفسه، وعلى حياته.
وتابع: فإذا كانت إيجابية يزداد ثقة ورضًا عن نفسه، أما إذا كانت سلبية فإنها تضعف ثقته بنفسه، ورضاه عنها.
وأضاف: ولتداخل مصالح الإنسان مع أبناء محيطه الاجتماعي، فإن النظرة الإيجابية له من قبل الآخرين تساعده في تسيير علاقته وارتباطه بهم، وفي المقابل فإن النظرة السلبية تربك علاقاته الاجتماعية.
وقال: من هنا يهتم الإنسان السّوي بأن تتشكل له صورة حسنة في نفوس الآخرين، وأن يكون محل احترامهم وتقديرهم.
وبيّن أن الأنبياء والأئمة والأولياء كانوا يهتمون بخلق السمعة الحسنة لأنفسهم، لأن ذلك يساعدهم على نفوذ رسالتهم الدينية وقبولها، ويجعل منهم أنموذجًا للاقتداء والاحتذاء.
وتابع: النصوص الدينية حثّت على الاهتمام بالسمعة الحسنة، فهذا النبي إبراهيم يدعو الله أن يجعل له ذكرًا حسنًا في الأجيال الصاعدة. ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾.
وأضاف: وحين يمتن الله تعالى على نبيه محمد بما أفاض عليه من النعم، يذكر منها: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾.
وعن سؤال كيف يصنع الإنسان لنفسه السمعة الحسنة؟ قال سماحته: يكون ذلك بامتلاك الكفاءة العلمية والعملية، فإن «قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ» كما ورد عن الإمام علي.
وتابع: وتصنع السمعة الحسنة بالخلق الحسن، يقول الإمام علي : «مَنْ حَسُنَ خُلْقُهُ كَثُرَ مُحِبُّوهُ، وَآنَسَتِ اَلنُّفُوسُ بِهِ».
وأضاف كما أن الإحسان للآخرين يصنع سمعة حسنة، مستشهدًا بما ورد عن رسول الله : «جُبِلَتِ اَلْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا وَبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا».
وحث على الاهتمام بالمظهر اللائق فإنه مما يصنع السمعة الحسنة، حيث يرتاح الناس للشخص النظيف، والهيئة الجميلة، والمظهر الأنيق.
وتابع: بينما ينفرون من الشخص القذر، والمنظر الكريه، ويصدق ذلك على القريبين والبعيدين من الإنسان، لذلك ينبغي لمن يحترم نفسه أن يبدو نظيفًا أنيقًا، داخل بيته وضمن عائلته، ومع القريبين منه، كما يحرص على ذلك أمام الآخرين.
السمعة المجتمعية
وفي موضوع متصل حثّ الشيخ الصفار أبناء المجتمع أن يهتموا بتكوين سمعة حسنة لهم عند الآخرين وأن يتبعدوا عمّا يسيء لسمعة مجتمعهم.
وقال: في توجيهات أئمة أهل البيت نجد تأكيدًا على أن يهتم أتباعهم وشيعتهم بتشكيل الصورة الحسنة لهم في المحيط الاجتماعي.
مستشهدًا بما وورد عن الإمام الحسن العسكري : «كُونُوا زَيْناً وَلاَ تَكُونُوا شَيْناً جُرُّوا إِلَيْنَا كُلَّ مَوَدَّةٍ وَاِدْفَعُوا عَنَّا كُلَّ قَبِيحٍ».