مجلة الكلمة تنشر بحثًا للشيخ الصفار بعنوان
النهج النبوي في قيادة المجتمع.. معالم ومشاهد
نشرت مجلة الكلمة في عددها الصادر مؤخرًا (121 السنة الثلاثون، خريف 2023م/1445هـ) بحثًا لسماحة الشيخ حسن الصفار بعنوان: (النهج النبوي في قيادة المجتمع.. معالم ومشاهد) الصفحات من 23 إلى 57.
وقد تحدث سماحة الشيخ الصفار في البحث المنشور عن نهج المحبة في القيادة النبوية ضمن استعراضه للمدارس والنظريات المختلفة في القيادة.
وذكر أن هناك مدارس ونظريات مختلفة في مناهج وأساليب القيادة، ومنها: نظرية التمكين، ونظرية القيادة والإدارة بالحب.
وقال: حين نقرأ سيرة نبينا محمد ، ونتأمَّل طريقة تعامله مع أصحابه ومجتمعه، ومن حوله من الناس، نجدها أروع أنموذج إنساني، وأصدق تجربة قيادية ناجحة في التاريخ، اعتمدت نهج المحبّة والصدق والإخلاص.
ثم ذكر عددًا من المشاهد والشهادات التي توضح السيرة العطرة للنبي في تعامله مع الناس كافة.
وتحدث سماحته عن دور النبي القائد في تعزيز التآلف الاجتماعي، هذه الصفة التي عدّها القرآن الكريم من أهمّ مظاهر نعمة الله تعالى على المجتمع حينذاك، إذ قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾. مبينًا أنّ التأليف بين القلوب نهج نبوي مارسه النبي بسيرته وسياسته، وأكّده بتعاليمه وتوجيهاته.
وجاء في البحث أن من الأساليب الناجحة التي مارسها رسول الله هو: احترام الشخصية وعدم المصادرة.
وأبان أننا حين نقرأ السيرة النبوية نجد أنّ النبي مع عظمة شخصيته، ومقام ولايته، إذ يقول تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾، إلّا أنه لم يكن يمارس هذا المقام إلّا في مجال تطبيق الأحكام الشرعية، وشؤون إدارة نظام المجتمع، ويترك لمن حوله فرصة اتخاذ القرارات الشخصية لأنفسهم، ولا يفرض قوة شخصيته عليهم.
وأشار إلى صفة الشورى وصناعة القرار النبوي، داعيًا لترسيخ مبدأ الشورى في الحياة العامة من خلال استحضار سيرة النبي ، فإن من يقرأ السيرة النبوية يرَ بوضوح كيف اعتمد رسول الله منهجية الشورى، مع أصحابه في مختلف الشؤون، وكان يكرّر في مواقف كثيرة، قولته المشهورة: «أَشِيرُوا عَلَيَّ».
وفي موضوع متصل تحدث سماحته ضمن البحث المنشور عن معاناة الأنبياء، فقد واجه نبيّنا محمد كثيرًا من المعاناة في دعوته إلى الله، وتبشيره بالقيم الإلهية، فقد كانوا يضغطون على النبي لكي يهبط وينحدر إلى مستوى أوهامهم وخرافاتهم، حتى يقبلوا دعوته.
وتحدّث عن موقف النبي من الخرافات ومواجهته لها، مؤكدًا أن حرب النبي للخرافات، كان من باب تأسيس مجتمع إيماني عقلاني، يعتمد مرجعية العلم في فهم الدين وإدارة الحياة.
وتأسف سماحته لأن كثيرًا من الخرافات تسرّبت وانتشرت في أوساط المجتمعات الإسلامية، وأسوؤها ما ينسب إلى الدين، حيث أصبح في بعض الأوساط غطاءً ومصدرًا للخرافات، وممارسات الشّعوذة.
وأبان أن الانفتاح في العلاقات نهج نبوي، وقال: حين نقرأ السيرة النبوية، نجد أنّ النبي كان يحرص ما أمكنه على إقامة العلاقة الإنسانية، في أفضل صورها، مع الآخرين، ممن هم على خلاف دينه وشريعته، وإنّما كان يواجه ويعادي من يبدأ المواجهة والعدوان.
مستشهدًا لذلك بعدد من الشواهد من السيرة النبوية مما ذكرته المجامع الحديثة وكتب التاريخ والسيرة.
يشار إلى أن مجلة الكلمة مجلة فصلية تصدر عن منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، وتعنى بشؤون الفكر الإسلامي وقضايا العصر والتجديد الحضاري.