الشيخ الصفار: من مسؤوليات النخبة الاهتمام بقضايا المجتمع ووحدته ومعالجة مشاكله
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن من مسؤوليات النخبة من العلماء والأكاديميين وذوي الرأي والمكانة الاهتمام بقضايا المجتمع ووحدته ومعالجة مشاكله.
وتابع: الجاه نعمة كبيرة من نعم الله تعالى ويجب شكر الله على هذه النعمة بالعمل، ومن اهم تجليات العمل هو التصدي للشأن الاجتماعي العام.
جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها سماحته على ضفاف دعوة الغذاء التي أقامها على شرفه الدكتور عبدالهادي الصالح ودعا إليها عددًا من العلماء والخطباء والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية، في حسينية الكاظمية (البكاي) في دولة الكويت، بتاريخ 8 شعبان 1445هـ الموافق 18 فبراير 2024م.
وأوضح سماحته أن النخبة في كل مجتمع تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعها.
وتابع: النخبة هم أولئائك الأشخاص الذين منحهم الله نعمًا جعلتهم في موقع النظر ودائرة التأثير والنفوذ، إما لكفاءة علمية، أو قدرة مالية، أو لموقع ومنصب رسمي.
ودعا النخبة للاهتمام بالمصالح العامة للمجتمع، فإذا كان الإنسان العادي يهتم بمصالحه الذاتية والشخصية، فإن المجتمع يتوقع من النخبة أن تتجاوز اهتماماتها ذواتها، وأن تهتم بمصالح المجتمع ككل.
واستدرك: صحيح أن الاهتمام بالشأن العام يستهلك من الإنسان جهدًا ووقتًا، وقد يعرّضه إلى مشاكل وضغوط، لكنها الضريبة التي يجب أن يدفعها الإنسان المنتمي لهذه الشريحة.
وتابع: إنها مسؤولية عليه أمام الله سبحانه وتعالى، فهذه المكانة ينطبق عليها عنوان الجاه، مستشهدًا بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : يُسْأَلُ اَلْمَرْءُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يُسْأَلُ عَنْ مَالِهِ: يَقُولُ: جَعَلْتُ لَكَ جَاهاً فَهَلْ نَصَرْتَ بِهِ مَظْلُوماً، أَوْ قَمَعْتَ بِهِ ظَالِماً، أَوْ أَغَثْتَ بِهِ مَكْرُوباً؟
وأبان أن من مسؤوليات النخبة في المجتمع التواصل فيما بينها، والتشاور في قضايا مجتمعها، وتقريب الآراء والمواقف، فإن ذلك ينعكس ايجابًا على مجتمعهم، ويعزز التآلف والوحدة في المجتمع.
وحذّر من حصول أي تباعد بين أفراد النخبة، لأن هذا التباعد لن يكون بين أشخاص وإنما سينعكس انقسامًا وتباعدًا داخل المجتمع.
وتابع: التنافر بين النخب لا يرضي الله تعالى، وينعكس على مجتمعهم فرقة وتباينًا ونزاعًا.
وأضاف: هذه النخبة من العلماء والأكاديميين وذوي الرأي والمكانة ينبغي أن يكونوا دافعين للوحدة والتآلف في مجتمعهم، وهذا لا يتم إلا عبر التواصل والتزاور والتلاقي والتشاور.
وبين أن من مسؤوليات النخبة التصدي لمناطق الضعف الاجتماعي.
وقال: حينما تكون هناك مناطق ضعف وتحديات تواجه المجتمع، فينبغي من النخبة أن تتصدى لهذه التحديات ومعالجة المشاكل.
وتوجه للحضور من النخب الكويتية وقال: توقعاتنا منكم أيها المؤمنون الواعون كبيرة.
وتابع: مجتمعاتنا في الخليج ينظرون الى تجربتكم الاجتماعية في الكويت نظرة تقدير وإكبار، ونتوقع منكم إن شاء الله مزيدًا من العطاء والعمل حتى تكونوا كما هو متوقع منكم، أنموذجًا للاقتداء في بقية تجمعات المؤمنين في كل مكان.
وأضاف: الأنظار متوجهة لكم ودعوات المخلصين إلى الله لكم بالتوفيق والمضي قدمًا في خدمة مجتمعكم ووطنكم.
هذا وقد افتتح اللقاء الدكتور عبدالهادي الصالح بكلمة رحب فيها بسماحة الشيخ الصفار والضيوف الكرام.
وقال: كنا دائما نحاول استثمار مجيء سماحة الشيخ الصفار في جمع هذه الوجوه الطيبة من المجتمع باختلاف اطيافهم، فلقاء المؤمنين مع بعضهم فيه خير كثير.