الشيخ الصفار: الأئمة يدعون للاهتمام بمشاعر الآخر المذهبي وعدم استفزازه
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن أئمة أهل البيت دعوا شيعتهم وأتباعهم، للاهتمام بمشاعر الآخر المذهبي والتعامل معه بلطف.
وتابع: وأن يتجنّبوا أي تجريح أو استفزاز لمشاعر الآخرين وأحاسيسهم، حتى لا تنمو في نفوسهم مشاعر البغض والكراهية لأهل البيت وشيعتهم.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 8 ذو الحجة 1445هـ الموافق 14 يونيو 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: التودد واستفزاز الآخر في نهج أهل البيت
وأوضح سماحته أن السيرة الحكيمة لأهل البيت والتوجيهات الواعية المروية عنهم، تتضمن رسائل مهمة للارتقاء بمستوى العلاقة بين أتباع أهل البيت وسائر أبناء الأمة، وأتباع مذاهبها المختلفة.
وتابع إن توجيهات الأئمة تدعو لحفظ وحدة الأمة، وتعزيز الألفة والانسجام داخل مجتمعاتها، ولتجنب مزالق الفتن والنزاعات الطائفية المذهبية.
وأضاف: وهذا ما يجب أن تلتزم به المنابر الإعلامية المنتسبة إلى مذهب أهل البيت ، أما القنوات الفضائية التي تحترف السب والشتم، وإثارة الفتن الطائفية، فهي على الضد من سيرة أهل البيت وتوجيهاتهم.
ودعا العلماء والخطباء في المجتمعات الشيعية، أن ينقلوا للجمهور الشيعي مثل هذه الوصايا والتعاليم الواردة عن أئمة أهل البيت ، ليقتدي الشيعة بأئمتهم في نهجهم ومكارم أخلاقهم، وليكونوا أقدر على الانسجام مع محيطهم الوطني والاجتماعي.
ولفت إلى أن المناسبات الوطنية والاجتماعية والإسلامية العامة، التي يلتقي فيها أبناء الأمة بمختلف مذاهبهم، كموسم الحج العظيم، يجب الحذر فيها من استخدام أي لغة استفزازية، أو طرح أي مصطلحات قد يسيء فهمها الطرف الآخر، فتصبح مبررًا للنزاع وتشويه السمعة.
ومضى يقول: نجد في روايات أهل البيت وسيرتهم تركيزًا على نقاط مهمة في سياق تنمية المشاعر الإيجابية لدى الآخر المذهبي، وكبح المشاعر السلبية.
وتابع: من ذلك حسن التخاطب مع الآخر، وضبط لغة الحديث عن الانزلاق إلى أي إساءة للطرف الآخر، بالسب أو الشتم أو اللعن، وذلك انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾.
وأضاف: وكذلك ضبط الانفعالات وعدم الاستجابة لإثارات واستفزازات الآخرين.
وأشار إلى أن الطرف الآخر قد يكون جاهلًا، أو ضحية تعبئة مضادة، أو قاصدًا للاستفزاز ليوظفه في غرضه العدائي.
وتابع: هنا على المؤمن الواعي، أن يكون يقظًا متحليًا بالانضباط والصبر والتّحمّل، حتى لا يحقق غرض الأعداء، ويتورط في مشاكل العداء.
وأبان أن من توجيهات أهل البيت مراعاة استيعاب الطرف الآخر فكريًا، وعدم مصادمته بما لا يتفهمه بسبب طبيعة نشأته وثقافته المختلفة.
مستشهدًا بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : «رَحِمَ اَللَّهُ اِمْرَأً اِجْتَرَّ مَوَدَّةَ اَلنَّاسِ إِلَيْنَا فَحَدَّثَهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ وَتَرَكَ مَا يُنْكِرُونَ».
وذكر أن من هذه التوجيهات التي حرص أئمة أهل البيت على توجيهها لشيعتهم الاحترام والإحسان إلى الآخر.
مستشهدًا بما ورد عن الإمام محمد الباقر في وصف الشيعة أنهم: «بَرَكَةٌ عَلَى مَنْ جَاوَرُوا سِلْمٌ لِمَنْ خَالَطُوا».