الشيخ الصفار يدعو لنهج التفاهم في حلّ المشكلات الأسرية والاجتماعية لمنع تفاقمها
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن نسبة كبيرة من المشاكل والخلافات في العلاقات الأسرية والاجتماعية، تحصل بسبب ضعف ثقافة التفاهم، وعدم التدرب على ممارسته.
وتابع: إن ذلك يستلزم وجود الاستعداد لتقديم التنازلات، فإن مكاسب الخروج من المشكلة أكبر بكثير من أي خسارة في التنازل.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 26 صفر ١٤٤٦هـ الموافق 30 أغسطس ٢٠٢٤م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: ثقافة التفاهم.
وأوضح سماحته أن على الإنسان أن يحرص على عدم الوقوع في أي مشكلة أو خلاف، وإذا وقع في مشكلة مع أحد فعليه أن يسعى لمعالجتها والخروج منها.
وحذر من أن وجود أي مشكلة في علاقات الإنسان الأسرية والاجتماعية، ستسبب له أذىً نفسيًا، وقد ينتج عنها ضرر لمصالحه الحياتية.
وأبان أن التفاهم يعني الفهم المتبادل بين طرفين، وقد يقصد به الاتفاق، فيقال تفاهمنا على الموضوع أي اتفقنا، لأن الاتفاق يحصل غالبًا بعد الفهم المتبادل.
ودعا لتنمية القدرة على فهم الطرف الآخر، الذي نتعامل معه، ماذا يريد؟ وما يقصد بكلامه؟ وما هو مبرر سلوكه؟
وتابع: حين يعرف الإنسان طبيعة الطرف الآخر يكون أقدر على النجاح في التعامل معه.
وأضاف: حين يسمع الإنسان من الآخر كلامًا، أو يرى تصرفًا معينًا، فعليه أن يتأكد من مقصده في كلامه وفعله، ولا يتعجل في اتخاذ موقف انفعالي انطلاقًا من سوء الظن، أو عدم الوضوح.
وبيّن أن كثيرًا من المشاكل تحصل بسبب سوء فهم لكلمة أو فعل صدر من الآخر.
وشدد على ضرورة امتلاك ثقافة الاعتذار عن الخطأ وقبول اعتذار الطرف الآخر.
وتابع: إن صدور الخطأ وارد من الانسان في علاقته مع الآخرين، لكن عليه أن يبادر للاعتذار، وألا تأخذه العزة بالإثم، وأن يقبل اعتذار الآخرين حين يصدر منهم خطأ تجاهه.
وحث على حسن البيان والوضوح في الحديث والتعامل مع الآخر.
وقال: إنك إذا لم تبيّن ما تريده بالضبط من كلامك، فقد لا يفهم الآخر قصدك، وقد يفهم منه ما لا تريد.
ولفت إلى أن البعض لا يهتم بإيضاح مقصده في حديثه، ويتوقع من الآخرين فهم مراده، وذلك ما يسبب حدوث مشكلات في العلاقة والتعامل.
وتابع: فالغموض، والاختصار المخل، والتشفير في الكلام، غالبًا ما ينتج مشكلات وخلافات.
وأضاف: كما أن بعض الممارسات والتصرفات قد تحتاج إلى إيضاح وتبرير، حتى لا يفهمها الآخر بشكل سيء.
ومضى يقول: حين يضطر الإنسان لتقصيرٍ ما، فيما يرتبط بعلاقته مع الآخر، فعليه أن يخبره بمبرره في التقصير، حتى يتفهم موقفه. لكنّ البعض يتساهل في ذلك، ولا يكلف نفسه إخبار الطرف الآخر، مما ينتج عنه مشكلات في العلاقة بين الطرفين.
وتابع: فإن حصل لك ظرف اقتضى التأخير في عودتك إلى المنزل، أو موعد لقاء، فعليك أن تبادر إلى الاخبار والابلاغ.