الشيخ الصفار يدعو إلى التوازن بين استقلال الشخصية والتعايش الاجتماعي

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على أهمية التوازن بين احترام الشخصية المستقلة للأفراد، وقدرتهم على التكيّف الاجتماعي، وأن ذلك عامل أساس لبناء مجتمع واعٍ متناغم.

وأبان أن الإنسان يجد نفسه مدعوًّا للتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه، نتيجة لطبيعته الاجتماعية، وحاجته لتجنب الصدام مع المحيط، ورغبته في تسهيل خياراته اليومية. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التكيف مع المجتمع لا يعني التخلي عن المسؤولية الفردية، خصوصًا في القضايا المصيرية التي تتطلب تفكيرًا عميقًا واتخاذ قرارات واعية.

جاء ذلك ضمن محاضرة ألقاها سماحته في حسينية الكاظمية (البكاي) بدولة الكويت بتاريخ 16 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 18 نوفمبر 2024م، ضمن برنامج محاضراته عن ثقافة الانتماء الاجتماعي، بعنوان: استقلال الشخصية والتعايش الاجتماعي.

واستعرض سماحته دور المسؤولية الفردية على ضوء النصوص الدينية، مشيرًا إلى قوله تعالى: ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾.

وتابع: إن الفرد مسؤول عن أفكاره ومواقفه أمام الله، ولن تُقبل منه تبريرات مسايرة المجتمع، إذا كانت على حساب الحق والقيم الأخلاقية.

وتناول الفرق بين المجتمعات الواعية التي تمنح الفرد مساحة من الحرية لتشكيل آرائه، والمجتمعات المتخلفة التي تفرض وصايتها على الأفراد، وتُصادر حريتهم. وبيّن أن الدين الإسلامي يدعو إلى احترام شخصية الإنسان، مشيرًا إلى أهمية الإقناع والوعي في تربية الأبناء بدلًا من الإكراه والفرض.

واستشهد بقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.

وأشار إلى أن الفرد يمكنه الاحتفاظ بآرائه ومعتقداته دون الحاجة إلى صدام مع المجتمع. وشدد على أهمية استخدام الأسلوب الحسن لتوضيح المواقف المختلفة، مع مراعاة التعايش كقيمة أساسية، مستشهدًا بقول الإمام الباقر : «صَلاَحُ شَأْنِ اَلنَّاسِ اَلتَّعَايُشُ».

ودعا إلى تعزيز الوعي واحترام شخصية الفرد، والعمل على بناء مجتمع يستوعب التنوع، ويتيح للأفراد حرية التعبير عن آرائهم، مع الحفاظ على قيم التعايش والاحترام المتبادل.

واختتم الشيخ الصفار حديثه بالدعوة إلى تعزيز ثقافة التعايش، واحترام حرية الفرد، مشيرًا إلى أن هذا النهج لا يضمن فقط سلامة العلاقات الاجتماعية، بل يُعزز فرص التأثير الإيجابي في المحيط العام.

لمشاهدة المحاضرة

https://www.youtube.com/watch?v=YBTTgodiRZc&t=2s