الشيخ الصفار: المرأة شريكة في حمل الرسالة الإلهية ومقاومة الانحلال الأخلاقي

بدعوة من إدارة جامعة المصطفى في مدينة أنتاناناريفو عاصمة جمهورية مدغشقر، التقى سماحة الشيخ حسن الصفار يوم الثلاثاء 9 صفر 1446هـ الموافق 13 أغسطس 2024م بمدرّسات وطالبات الجامعة، بمرافقة المترجم الشيخ سالم علي.
وافتتح الشيخ الصفار اللقاء بتأكيد الترابط القيمي بين الإيمان والعمل الصالح، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.
وأبان أن المكانة المحورية للمرأة في الإسلام، ودورها الحيوي في بناء المجتمع وحمل الرسالة الإلهية.
وشدد على أن المرأة لا تقل أثرًا وتأثيرًا في المجتمع عن الرجل، بل هي من تقوم بتربية النصف الآخر من المجتمع، وإذا صلحت تربيتها وصناعة وعيها، صلح المجتمع بأكمله.
وأوضح سماحته أن مسيرة الرسالة الإسلامية مليئة بالنماذج النسائية العظيمة، وعلى رأسها السيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء
، ثم العقيلة زينب
، مؤكدًا أنهنّ لم يكنّ شخصيات هامشية، بل كنّ شريكات فعالات في نشر الرسالة والدفاع عنها.
وأشار إلى أن لثورة الإمام الحسين وجهين، وجه الإمام الحسين
، ووجه السيدة زينب
.
وانتقد الشيخ الصفار النزعة المادية والأنانية التي تروّج لها الثقافة الغربية، والتي تحاول إفراغ الإنسان من القيم الروحية والأخلاقية، مشددًا على أن المرأة المسلمة مدعوة لمقاومة هذا التيار من خلال دورها التربوي والإيماني داخل الأسرة والمجتمع.
ولفت إلى أن دور الأمومة من أشرف الوظائف التي شرّف الله بها المرأة، وهو دور يتفوق في عظمته على أي وظيفة دنيوية أخرى.
واستشهد بالحديث النبوي: «الجَنّةُ تحتَ أقدامِ الاُمَّهاتِ»، داعيًا النساء إلى الاعتزاز بهذا الدور وعدم الانجرار خلف الدعوات التي تحاول التقليل من شأنه.
وشدد على أن الإسلام لا يقصر دور المرأة في المنزل فحسب على أهمية ذلك الدور، فقد روي عن رسول الله : «جِهَادُ اَلْمَرْأَةِ حُسْنُ اَلتَّبَعُّلِ»، فدور المرأة في المنزل لا يقل في الأجر والثواب عن جهاد الرجل في ساحات المعركة، إلى جانب ذلك فإن الإسلام جعل المرأة شريكة في إدارة الحياة والمجتمع.
وفي ختام كلمته، عبّر سماحته عن سعادته الكبيرة بهذا اللقاء، وشكر إدارة الجامعة والمعلمات والمدرّسات، داعيًا لهنّ بالأجر والثواب الكبير.