الشيخ الصفار: عاشوراء تعزز القيم الدينية والتلاحم الوطني

نص إجابات سماحة الشيخ حسن الصفار على أسئلة الصحفي منير النمر بتاريخ 10 محرم 1447هـ الموافق 5 يوليو 2025م، حول معطيات موسم عاشوراء على الصعيد الوطني.
سماحة الشيخ، كيف ترون دور موسم عاشوراء في تعزيز القيم الوطنية والتلاحم الاجتماعي داخل المجتمع السعودي، خصوصًا في ظل الانفتاح الإعلامي والتنوع الثقافي؟
إن من أهم ما يعزز القيم الوطنية والتلاحم الاجتماعي في الوطن، هو إدارك حقيقة التنوع الثقافي الذي يحتضنه الوطن، والتعارف المتبادل بين المكونات الاجتماعية والثقافية، وموسم عاشوراء يشكّل فرصة للتعرّف على ثقافة مكون أصيل من مكونات هذا الوطن الشامخ، لذلك ينبغي استثماره على هذا الصعيد، وأن تقوم وسائل الإعلام بدورها الوطني لخدمة هذه المصلحة الوطنية.
في ظلّ ما يشهده موسم عاشوراء من تنظيم ودعم لوجستي كبير من أجهزة الدولة، ما هي رسالتكم للمواطنين في كيفية الحفاظ على هذا النجاح وتعزيزه عامًا بعد عام؟
يشيد كل المواطنين في محافظة القطيف بالدور الكبير الذي تقوم به الدولة في تنظيم وإدارة هذه المناسبة الدينية الاجتماعية، حيث يحتشد المحتفون بهذه المناسبة في المئات من الأماكن ا لمخصصة لها في أرجاء المحافظة، في ظل وضع أمني مستتب، ورعاية تنظيمية كاملة، ورسالتي للمواطنين هي الشكر لله تعالى أولًا، على ما حبانا في هذا الوطن من نعم عظيمة، ثم الشكر لقيادة الوطن ومسؤولي أجهزة الدولة في المنطقة، على الجهود المبذولة لحماية أمن المواطنين وتمكينهم من أداء شعائرهم الدينية، ومناسباتهم الاجتماعية بيسر وانتظام.
تشيرون دائمًا إلى أهمية الخطاب الديني المعاصر، فكيف يمكن للخطباء استثمار موسم عاشوراء في معالجة قضايا الشباب والمشكلات الاجتماعية بشكل فعّال.
إن الرسالة الأساسية للخطاب الديني هي تعزيز المبادئ الدينية، والقيم الأخلاقية في نفوس أبناء المجتمع، وتوجيههم للسلوك القويم، ولأن جيل الشباب يعيشون عصر الانفتاح على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فهم يواجهون تحديات خطيرة على مستوى الفكر والسلوك، مما يوجب على الخطباء رصد التأثيرات التي يتعرض لها الشباب والفتيات، وتحصينهم بالوعي والمعرفة ليكونوا قادرين على الاستفادة الإيجابية مما يطلعون عليه، والحذر من الاتجاهات السلبية، والسلوكيات المنحرفة، وتحفيز الشاب للاهتمام بالدراسة والتعليم واستثمار الفرص التي تقدمها الدولة للمتفوقين والموهوبين، وأن يتحمّل المواطن مسؤوليته في المواقع الوظيفية والعملية التي يشغلها، بإخلاص وأمانة، لنرتقي بوطننا وليأخذ موقعه المنشود على المستوى العالمي.