ترجمة الشيخ الصفار في كتاب اَلْفَاطِمِيَّاتُ.. مَشَاعِرُ اَلْوَلاَءِ في قَصَائِدَ الزّهرَاءِ

حياة الزهراء عليها السلام
الشيخ حسن الصفار (*)
(بحر الخفيف)
رَوْعُةُ اَلْحَقِّ وَ اَلْعَفَافِ تَجَلَّتْ *** مَنْ مُحْيَا اَلصِّدِّيقَةِ اَلزَّهْرَاءِ
بُضْعِةُ اَلْمُصْطَفِي وَ زَوَّجُ عَلِيِّ *** وَ هِيَ أُمُّ اَلْأَئِمَّةِ اَلْأُمَنَاءِ
وَعَلَي صَدْرِهَا وَ سَامَاتُ مَجْدٍ *** مِنْ أَبِيهَا لَكِنْ بِأَمْرِ اَلسَّمَاءِ
فَاطِمٌ بَضْعِتي وَ يَرْضَي لَهَا اَللَّهُ *** وَ يُرِدي[1] مَنْ نَالَهَا بِأَذَاءِ[2]
هِي سِتُّ اَلنِّسَاءِ فِي كُلِّ عَصْرٍ *** لاَ عَلَي مَرْيَمٍ وَ لاَ حَوَّاءِ[3]
لَيْسَ يَعْني بِذَا مجرَّدَ حُبِّ *** إِنَّمَا الحُبُّ سُلِّمُ الاِقْتِدَاءِ
نَبَتَتْ فِي رَبِّي الْكِفاحِ فَمَا مَرَّتْ *** عَلَيْهَا دَقِيقَةٌ بَرْخَاءِ
فَتَحَتْ عَيْنَهَا عَلَي مَشْهَدِ اَلْوَحْيِ *** كَذَا سَمِعُهَا بِنُطْقِ اَلسَّمَاءِ
وَتَرَي اَلْوَالِدَ اَلْحَنُونَ يعانِي *** مَنْ أَذَي قُؤمِهِ أَشَدَّ اَلْعَنَاءِ
أَلَّفَتْ نَفْسُهَا الْجِهَادَ فَصَارَ *** اَلْحَقُّ مِنْهَا يَجْرِي بِمَجْرَي اَلدِّمَاءِ
وَلِهَذَا قَامَتْ بِأَعْظَمِ دُورٍ *** تَنْشُرُ اَلْوَعْيَ فِي صُفُوفِ اَلنِّسَاءِ[4]
وَاعْتَدَّتْ بَيْنَهُنَّ فِي أُحَدٍ تَبْكِي *** حَمْزَةُ اَلْخَيْرِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ[5]
لَمْ تَزَلْ تَخدِمُ الشَّريعَةَ حَتّي *** خَطَفَ المَوتُ خاتَمَ الأنبياءِ
فاجؤُوهَا بِالإِنْقِلاَبِ وَوَلَّوْا *** أَمْرَهُمْ غَيرَ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ
حملَتْ رَايَةَ اَلْجِهَادِ إِلَي الْمَسْجِدِ *** تَدْعُو بِمَحْضَرِ (اَلْخُلَفَاءِ)[6]
أَنْذَرْتُهُمْ بِأَنَّهُمُ بَدَوؤا اَلسَّيْرَ *** بِعُنفٍ عَلِي طَرِيقِ الشَّقاءِ
يَا حَيَاةَ الزَّهْراءِ أَنْتِ كِتابٌ *** كُلُّ حَرْفٍ فِيهِ مَشَعُ ضِياءِ
كُلُّ سَطْرٍ مِنْهُ طَرِيقُ نَضَّالٍ *** لِلْمَعَالِي وَمَنْبَعٌ لِلصَّفَاءِ
يَا ابِنَةَ الْمُصْطَفِي اَلصِّرَاعُ طَوِيلٌ *** بَيْنَ خَطِّ اَلْهُدى وَخَطِّ الْمِرَاءِ[7]
لَمْ نَزَلْ فِي سَعَادَةٍ وَهناءٍ *** حَيْثُ إِنَّا مِنْ شِيعَةِ الزَّهْراءِ[8]
(*) هو الشيخ حسن ابن الحاج موسي ابن الشيخ رضي ابن الحاج علي ابن محمد بن حسن ابن فردان الصفار التاروتي.
ولد في القطيف في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية في الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة (1377 ه)، نشأ بها نشأة طيبة و تربّي في كنف والده الصالح و شبّ علي حب العلم و الأخلاق الحسنة.
والمترجّم له تعلّم القرآن في مدرسة أهلية ثم انضم إلى المدارس الحكومية (الابتدائية و المتوسطة). ولدت له رغبة شديدة جداً لممارسة الخطابة و هو في عنفوان شبابه و قد تعلّق بخدمة أهل البيت «عليهم السلام» و نصرتهم فحالفه التوفيق و ذاع صيته و اشتهر اسمه حتي بات يعدّ بطلاّ من أبطال المنبر الحسيني الشريف و علماً من أعلام الخطابة و بالإضافة إلي قدرته الخطابية فإنه يحظى بتقدير العلماء و الأدباء في القطيف و غيرها و له جمهور منقطع النظير.
أما دراسته الحوزوية الدينية فقد بدأها في بلاده القطيف ثم هاجر إلي النجف الأشرف في عام (1391 ه) و تتلمذ علي أفاضل الأساتذة هناك ثم انتقل إلي قم المشرفة و واصل نشاطه الدراسي عبر حلقاتها العلمية كما تلقّي بعض الدراسات الإسلامية في الكويت علي أفاضل الأساتذة و العلماء.
أقام المترجم له في عمان/ مسقط ثلاث سنوات ممارساً لنشاطه الديني و الفكري و كان إمام جماعة للمؤمنين هناك من سنة (1394 هـ - 1397 هـ). ثم عاد إلى القطيف سنة (1397 ه) منشغلاً بإمامة الجماعة و إلقاء المحاضرات و الإصلاح الاجتماعي.
وشيخنا الصفار له إسهامات فعّالة و ناشطة في تشييد المؤسسات الدينية و الثقافية و الاجتماعية في مختلف البلدان و الدول و يُعدّ الآن من رموز و قيادات الحركة الإسلامية و أحد العلماء و المفكرين الإسلاميين.
وللمترجم له عدد كبير من المؤلفات المطبوعة و المخطوطة نذكر منها: ا- ولكل أمة رسول صلي الله عليه آله و سلم/ ترجم إلي اللغة السواحلية. 2 - الصوم مدرسة الإيمان. 3 - الحسين و مسؤولية الثورة/ ترجم إلي اللغة الفارسية. 4 - رؤي الحياة في نهج البلاغة/ ترجم إلي اللغة الفارسية. 5 - المرأة مسؤولية و موقف/ ترجم إلي اللغة الإنكليزية . 6- المرأة العظيمة و غيرها.
ولا يزال الشيخ الصفار يمارس دوره الثقافي و الاجتماعي علي مختلف الأصعدة.