روح التجديد
لماذا ترتفع وتيرة التجديد والتطوير وتمشي سريعة في بعض المجتمعات، بينما تكون منخفضة بطيئة أو شبه معدومة في مجتمعات أخرى؟
قد يقول البعض: إن السبب في ذلك توفر الإمكانات هنا، وافتقادها أو قلتها هناك، فالمجتمع الذي يمتلك الإمكانات والثروات، يمكن أن تنطلق فيه مسيرة التطوير، أما المجتمعات الفقيرة فقدرها أن تعيش راكدة جامدة.
وقد يرى آخرون أن للمسألة علاقة بجذور المجتمع وتاريخه، فإذا كان ينتمي لماضٍ حضاري، وتاريخ عريق، فإن ذلك سيدفعه للتغيير والتقدم، أما إذا كان مجتمعاً حديث التكوّن، أو كان ماضيه خاملاً، فإنه سيشكل امتداداً لتاريخه السابق.
وقد يذهب طرف ثالث إلى تأثير واقع المجتمع على إمكانية حركته، من حيث حرية المجتمع واستقلاله، أو وقوعه تحت هيمنة معادية، أو قوة مناوئة، تشل إرادته وتمنع تقدمه.
هذه الآراء وأمثالها وإن كانت تتضمن شيئاً من الحقيقة، وتعكس جانباً من الصورة، لكنها لا تكشف لنا سر المفارقة وجوهر الإشكال، فتاريخ الحضارات والأمم المعاصرة، يحدثنا عن مجتمعات قليلة الثراء، حققت معاجز التقدم كاليابانيين. ومجتمعات ناشئة أصبحت في القمة كالأمريكيين، ومجتمعات محاصرة مهزومة، تجاوزت واقعها، وبنت قوتها من جديد، كألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
بينما نجد أمماً أخرى تمتلك الثراء والعمق التاريخي، والظروف الخارجية المناسبة، إلا أنها تعيش حضيض التخلف والجمود.
يذكر (باول كندي) في كتابه (التحضير للقرن الواحد والعشرين): أن كوريا وغانا كانا يعيشان مستوىً اقتصادياً متقارباً عام 1960م، وكان دخل الفرد في البلدين بحدود 230 دولاراً في السنة، وبعد ثلاثين عاماً (سنة 1990م) تضاعف دخل الفرد في كوريا إلى اثني عشر ضعفاً، ليصبح 2760 دولاراً، بينما بقي دخـل الفـرد الغاني على حـاله 230 دولاراً !!
كما أن اليابان ومصر بدآ نهضتهما الحديثة في سنة واحدة، وكانت اليابان تعيش ظروفاً صعبة قاسية، في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وإصابتها بالقنابل الذرية، ولكن كم هو الفارق الآن بين تقدم اليابان ومصر؟
فالنهضة والتجديد روحٌ وحالةٌ داخلية، قبل أن تكون ظروفاً وإمكانات خارجية، فإذا ما سرت هذه الروح في جسد أمة، بعثت فيه الحركة والنشاط، وانطلق يبحث عن الإمكانات، ويصنع التاريخ، ويواجه التحديات. وإذا افتقدت أمة هذه الروح، تحولت حياتها إلى موت، وإمكاناتها إلى فقر وحرمان، وتكالب عليها الأعداء من كل جهة وجانب.
لذلك يركز القرآن الكريم على أهمية تغيير النفس، ويعتبره الشرط الوحيد لتغيير الواقع الخارجي، فالانطلاق يبدأ من داخل نفس الإنسان والأمة، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾[سورة الرعد الآية11].
ومهما امتلك المجتمع من كفاءات وقدرات، وتوفر له من إمكانات وثروات، فإنه بدون روح النهضة والتجديد لا يحقق لنفسه شيئاً، بل يبدد إمكاناته هدراً، وتذهب ثرواته هباءً، ويعيش جموداً يقترب به من حياة البهائم، كما يقول تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ﴾[سورة الأعراف الآية179].
إنهم غافلون عما منحهم اللَّه تعالى من نعم، وأهمها نعمة العقل والتفكير ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ وحتى جوارحهم وحواسهم لا يستفيدون منها الاستفادة المطلوبة ﴿وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ فلن تتطور حياتهم إذاً، بل تكون كحياة الأنعام راكدة جامدة، بانصرافهم عن هدي اللَّه تعالى، ﴿أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ﴾ وإذا كانت الأنعام معذورة لأنها غريزة بلا عقل، فما عذر الإنسان؟ إذاً ﴿بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ وأسوء حالاً من البهائم.
وفي آية أخرى يؤكد الباري عز وجل على أهمية داخل الإنسان، وما تنطوي عليه أعماق نفسه بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾[سورة الأنفال الآية23] فإذا كانت النفوس لا تنطوي على خير، ولا تحمل رغبة ولا إرادة للتطور والتغيير، فلن تنفعها أية محاولة أو فرصة خارجية.
سمات وصفات الإبداع
إن روح التجديد والتطور، تعني امتلاك صفات وسمات، تملأ حياة الإنسان بالحيوية والنشاط، وتدفعه للإبداع والإنجاز، وتجعله يتخطى العقبات والحواجز، وسنبحث أهم تلك السمات.
1 ـ التطلع والطموح
الواقع الذي يعيشه الإنسان إذا كان سيئاً متخلفاً، فإنه لا يشكل حتمية ثابتة، ولا قدراً مفروضاً، بل هو نتاج أسباب وعوامل قابلة للتغير والتبدل، وفي طليعتها كسب الإنسان نفسه، فهو يتحمل بالدرجة الأساس مسؤولية الواقع الذي يعيشه. يقول تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾[سورة الشورى الآية30].
وبذلك فالفرصة متاحة للإنسان لكي يتخلص من ذلك الواقع السيئ، حينما يرفض الاستسلام له ويتطلع لتجاوزه، والتاريخ حافل بالتغيرات الاجتماعية، فكم من مجتمع مستضعف أصبح قوياً، وكم من حضارة سادت ثم بادت، وإرادة اللَّه تعالى مع كل مجتمع يسعى للنهوض ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ﴾[سورة القصص الآية5].
وإذا كان الواقع المعيش حسناً جيداً، فإن على الإنسان أن لا يعتبر واقعه نهاية وسقفاً، ولا يستولي عليه الغرور والإعجاب، فيتوقف عن التقدم، وإذا لم يتقدم فإنه يتخلف، يقول الإمام علي : «من جهل اغتر بنفسه وكان يومه شرًّا من أمسه»[1] ، «من اغتر بحاله قصر عن احتياله»[2] ، «الإعجاب يمنع الازدياد»[3] .
إن التطلع إلى الأفضل، والطموح إلى الأحسن، هو الشرارة الأولى التي تنقدح بها حركة التجديد والتغيير، بينما الخمول والرضا بالواقع والاستسلام له، أو الغرور والإعجاب بما تحقق، يجعل الإنسان يراوح في مكانه، ولا يحافظ عليه بالتالي بل يتراجع عنه.
إن المؤسسات الناجحة هي التي تقوّم أداءها بشكل منتظم، وتخطط لرفع المستوى، وزيادة الفاعلية والإنتاج.
وتعاليم الإسلام توجهنا إلى التطلع والطموح الدائم، في مختلف المجالات، ففي دعاء مكارم الأخلاق، للإمام زين العابدين علي بن الحسين تذكير للإنسان بالتفكير في التقدم، على صعيد الإيمان والمعرفة والعمل، ويأتي هذا التوجيه على شكل دعاء وطلب، يلتمسه الإنسان من ربه، ليتجذر في أعماق نفسه، ويتحول إلى برنامج في حياته، يقول الدعاء: «وبلّغ يإيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانتهِ بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال». وفقرات الدعاء تعني أن أي مستوى من الإيمان أو اليقين أو النية الحسنة والعمل الصالح، لا يشكل نهاية ولا حدًّا أخيراً، وإنما يبقى أفق الكمال والتقدم مفتوحاً أمام الإنسان، لتحقيق الأحسن والأكمل والأفضل.
2 ـ الثقة بالنفس
حينما يرى الإنسان إنجازات الآخرين وإبداعاتهم، فيجب أن يدفعه ذلك للثقة بنفسه، والتوجه إلى تفجير قدراته وطاقاته، فهو إنسان مثلهم، يمتلك ما يمتلكون من عقل وإرادة، وكما استخدموا عقولهم، ومارسوا إرادتهم، فأبدعوا وأنجزوا، فعليه أن يفعل مثل ذلك لكي يبدع وينتج. هذا هو المنهج الصحيح. لكن بعض الناس على العكس من ذلك ينبهرون بإنجازات غيرهم، إلى حدّ فقد الثقة بأنفسهم، وتجميد عقولهم وطاقاتهم، بحيث لا يرون أنفسهم قادرين على المجاراة والمماثلة، فضلاً عن التفوق والتقدم. وبهذا تتوقف الحركة، ويتعذر التطوير والتجديد.
وتارة يكون الانبهار بالسلف، كجيل سابق، أو شخصيات تاريخية، تُضفي عليها هالة من التقديس والتعظيم، فتكون سقفاً لفكر من بعدها، وحدًّا في الإنجاز لا يمكن تخطيه وتجاوزه. فيتم الوقوف عند مستوى فهم السلف، وطريقة حياتهم، أو تعظيم شخصية كان لها شأن، ودور تاريخي مميز، لا يجرأ أحد على نقدها، أو مخالفة آرائها ونظرياتها.
إن غير المعصوم مهما كانت كفاءته وقدرته، فهو بشر محدود بزمانه وظرفه، واجتهاده لا يمنع من بعده من الاجتهاد، ورأيه يحتمل فيه الخطأ والصواب.
إن أسلاف الأمة الصالحين ينبغي تقديرهم، والاستفادة من آرائهم وتجاربهم، لكن لا ينبغي الوقوف عند حدود فهمهم، فقد حبانا اللَّه تعالى عقولاً كما حباهم، وخاطبنا بوحيه كما خاطبهم، ولعل بعض آرائهم أو أساليب تعاملهم، كانت من وحي ظروفهم، كما أن تطور الحياة وتراكم التجارب، قد تفتح لنا آفاقاً أو تكشف لنا أموراً، لم تكن متاحة لهم.
والشخصيات القيادية في مجالات العلم أو العمل، مهما كان مستوى علمها، أو حجم عملها، فإن أحداً منها لا يشكل نهاية للعلم، ولا سقفاً للعمل، و «كم ترك الأول للآخر» كما يقول شاعر عربي، ويقول شاعر آخر:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
وأصدق من ذلك قول اللَّه تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[سورة يوسف الآية76].
وكمثال على دور تقديس الشخصيات، والانبهار بها إلى حدِّ التوقف والجمود، نشير إلى ما ذكره العلماء في ترجمة الشيخ الطوسي محمد بن الحسن رحمه اللَّه (384هـ ـ 460هـ) إنه لعظم مكانته العلمية، في نفوس تلامذته ومن بعدهم فقد «مضت على الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيِّن على أحد منهم، أن يعدو نظريات شيخ الطائفة ـ الطوسي ـ في الفتاوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويكتفون بها، ويعدون التأليف في قبالها، وإصدار الفتاوى مع وجودها، تجاسراً على الشيخ وإهانة له، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس ـ محمد بن أحمد بن إدريس الحلي توفي 598هـ ـ فكان يسميهم بالمقلدة، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه، وفتح باب الرد على نظرياته»[4] ولولا شجاعة الشيخ ابن إدريس، وتحليه بالثقة بالنفس، ورفضه لحالة الانبهار والاستلاب أمام شخصية الشيخ الطوسي، لأوشك أن يغلق باب الاجتهاد في الوسط الديني العلمي.
3 ـ انطلاق العقل
هناك علاقة وثيقة بين حركة التطوير وحرية التفكير، فإذا قمع الناس عقولهم رهبة أو رغبة، وسادتهم أجواء الكبت والإرهاب الفكري، بحيث يحجر الإنسان على عقله الانطلاق خارج المألوف، أو أن المجتمع يرفض الآراء المتطورة الجديدة، ولا يعطيها فرصة الطرح والمناقشة والتجربة، فحينئذٍ تتعطل مسيرة التجديد ولا يحصل تطور أو تغيير.
إن حرية الفكر والرأي حق أساس من أهم حقوق الإنسان، بها يشعر الإنسان بإنسانيته، ويستثمر أعظم نعمة وهبها اللَّه تعالى له، وهي نعمة العقل، وعبرها يتمكن من تسخير الكون، وإعمار الحياة، حيث أراد اللَّه تعالى منه ذلك.
وقد اهتم الإسلام بحماية هذه الحرية وضمانها، وترشيد أدائها، حتى لا تقع تحت تأثير الأهواء والشهوات، فآيات كثيرة في القرآن الكريم، تدعو الإنسان بإلحاح لاستخدام عقله، وتفعيل تفكيره، في مختلف الجوانب والمجالات، ففي سياق الحديث عن الكون والحياة وفي قضايا المجتمع والدين، يتكرر قولـه تعالى: ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾[سورة يوسف الآية109] و ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾[سورة البقرة الآية73] و ﴿أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ﴾[سورة الأنعام الآية50].
وإذا كان الدين يأمر بالتفكير وإعمال العقل، فلا يمكن أبداً أن يرضى بمصادرة حرية الرأي، أو إرهاب الفكر، نعم هناك ضوابط لحماية هذه الحرية من عبث العابثين وإفساد المغرضين.
4 ـ الشجاعة والجرأة
قد يكتشف الإنسان خطأ فكرة من أفكاره، أو نقطة ضعف في بعض سلوكياته وممارساته، وقد يتعرف منهجاً أفضل، وأسلوباً أحسن، لشأنٍ من شؤون حياته، لكن تخونه الشجاعة والجرأة، وتأسره العادة التي ألفها، أو تأخذه العزة بالإثم ـ على حدِّ تعبير القرآن الكريم ـ وهنا يفوّت على نفسه فرصة التطوير والتجديد، واختيار الأصح والأفضل.
صحيح أن للعادات ضغطها ونفوذها في حياة الإنسان، كما يقول الإمام علي : «للعادة على كل إنسان سلطان»[5] و «أصعب السياسات نقل العادات»[6] .
لكن قوة الإرادة تستطيع أن تواجه سلطان العادة، والإنسان الواعي هو الذي ينتزع قراره من ضغوط العادات ونفـوذها، يقول الإمام علي : «غالبوا أنفسكم على ترك العادات وجاهدوا أهواءكم تملكوها»[7] ، «ذللوا أنفسكم بترك العادات وقودوها إلى أفضل الطاعات»[8] .
وعلى الصعيد الاجتماعي، فإن بعض المجتمعات تتحلى بمرونة كافية، وتمتلك شجاعة وجرأة، لتغيير بعض عاداتها وأعرافها، حينما يتضح لها ما هو أفضل منها، لكن مجتمعات أخرى تتشبث بما ألفت وتعودت، وإن كان ذلك على حساب مبادئها ومصالحها.
وكمثال على ذلك بعض العادات المتداولة في مناسبات الزواج والعزاء، التي تستلزم الكثير من التكاليف والنفقات، وتسبب إرهاقاً وعناءً، ورغم أن أكثر الناس يرونها عبئاً ثقيلاً يتمنون الخلاص منه، وهناك قناعة نظرية بذلك، لكن الشجاعة والجرأة لا تتوفر بالمقدار المطلوب لتغيير هذه العادات، واستبدالها بالأفضل والأسهل.
وأيضاً فقد تعودت بعض مجتمعاتنا الخليجية على نمط معين من الحياة الاستهلاكية، أيام الطفرة الاقتصادية ـ كما يقولون ـ ، ومع أن الأوضاع الاقتصادية قد اختلفت، وأصبحت ضاغطة على حياة الأغلبية من الناس، إلا أن عادات الفترة السابقة لا زالت تراوح مكانها، لصعوبة تغييرها وتجاوزها بشكل عام.
هذه السمات الأربع: التطلع والطموح، والثقة بالنفس، وانطلاق العقل، والشجاعة والجرأة، هي تجليات روح التجديد، التي إذا سرت في حياة المجتمع، قادته إلى التغيير والتطوير، وإذا فقدت لن تنفع الشعارات والتمنيات، ولا تجدي الطروحات والنظريات.