ثورة الحسين وثروة المعرفة
إن أهمية أي حدث من الأحداث إنما تتحدد وفقاً لحجم آثار ذلك الحدث ومستوى التفاعلات التي يخلقها في الحياة الاجتماعية. فالآثار الأكبر تكسب الحدث أهمية أعظم.
وتتفاوت الأحداث في مدى تأثيراتها من حيث المساحات الزمانية والمكانية والاجتماعية، فالمدى الأوسع للتأثير يعطي حجماً أكبر للحدث المؤثر .
ولا تقتصر هذه المعادلة على الجانب الدنيوي بل إنها فاعلة حتى في المجال الديني وعالم الثواب والعقاب في الآخرة، لما ورد في الحديث عن رسول الله أنه قال: «من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا » [1]
ومثله ما روي عن الإمام محمد الباقر أنه قال : « من سن سنة عدل فاتُّبع كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة جور فاتُّبع كان له مثل وزر من عمل به من غير أن ينقص من أوزارهم شيء » [2]
انطلاقاً من هذه الحقيقة فإن ثورة الإمام الحسين تنفرد في عالم الأحداث والثورات بما أفرزته من آثار كبيرة، وانعكاسات واسعة، تجعلها في صدارة الأحداث الأهم في تاريخ الأمة الإسلامية بل والتاريخ البشري بشكل عام .
لقد تجاوزت تفاعلات ثورة الحسين حدود المكان، وحواجز الزمان، واختلاف الشعوب والأقوام، ولا تزال تموجاتها متلاحقة متتابعة في مختلف بقاع الأرض، وعلى مساحة بشرية كبيرة متنوعة في أعراقها وقومياتها، رغم مرور أربعة عشر قرناً من التاريخ .
لم تكن قضية الإمام الحسين صراعاً على سلطة أو ملك، ولا مواجهة تستهدف عائلة أو شخصاً في موقع الحكم، إذاً لانتهت بانتهاء طرفي الصراع والمواجهة، كما هو حال سائر النزاعات السياسية والمصلحية .
بل كانت قضية رسالة ومبدأ، ثار الحسين للدفاع عنها، ونهض للتبشير بها، حيث رأى أمة جده تنسلخ من رسالة الإسلام، وتسودها أجواء مخالفة لقيمه ومفاهيمه، وتحكمها فئة مخالفة لهديه وتشريعاته .
فانطلق صادعاً بالحق، داعياً إليه، مبيناً معالمه، وكانت سيرته ومواقفه ، التي توجها بالشهادة في سبيل الله، أفضل أنموذج وشاهد يقدمه للأمة والتاريخ على صدق نهجه، وسلامة خطه .
كان الإمام الحسين حريصاً على توعية الأمة بدينها وبواقعها السياسي، وكان يهمه تبيين حقائق الإسلام وشرائعه، لينطلق الناس منها في حياتهم ومواقفهم، لذلك حفل سجل النهضة الحسينية بالكثير من الخطب والرسائل والكلمات والمحادثات، والشعارات وأراجيز الشعر ومقاطعه.
إنها ثورة فكرية ثقافية قبل أن تكون سياسية عسكرية، تريد العودة بالأمة إلى أصول الرسالة، ومبادئ الدين، وأنظمة الشريعة وقوانينها .
لذلك أنتجت حركة فكرية ثقافية واسعة تطال مختلف جوانب المعرفة والحياة .
أعادت طرح موقعية أهل البيت عليهم السلام في الأمة، بعد فترة من التجاهل والتنكر لحقهم ولدورهم، رغم تأكيد القرآن الكريم على طهارتهم ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [3] وعلى مودتهم كأجر للرسالة ﴿ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيـْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمـَوَدَّةَ فِي الْقـُرْبَى﴾ [4] وعلى رغم الأحاديث والوصايا المتكررة من رسول الله في حق أهل بيته، كالحديث الصحيح الذي أورده مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : (قام رسول الله يوماً فينا خطيباً، بماء يدعى خُمّاً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر ثم قال:« أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله، ورغبَّ فيه. ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي »)[5]
وقد بلغ التجاهل والتنكر لأهل البيت عليهم السلام ذروته حينما آل الأمر لبني أمية فخططوا لمحو ذكرهم، وتشويه سمعتهم وصورتهم أمام الرأي العام، بتشجيع وضع الأحاديث، وخلق التهم والافتراءات، والإشادة بغير أهل البيت لصرف الأنظار عنهم .
لكن هول المأساة التي حصلت في كربلاء أحدثت صدمة عنيفة، لعقول ومشاعر أبناء الأمة الإسلامية، ولفتت أنظارهم واهتمامهم وعواطفهم صوب أهل البيت عليهم السلام، من هنا يمكن القول أن خط أهل البيت ومذهبهم إنما تبلوّر وتميّز من خلال واقعة كربلاء، والتأثير الذي تركته في وجدان الأمة وأفكارها .
أعادت ثورة الإمام الحسين فتح ملف الخلافة والحكم، والمواصفات التي يجب أن تتوفر في قيادة الأمة، والمنهج الذي يجب أن تسير عليه، وموقف الأمة من انحراف الحكم عن شريعة الله وقيم الدين .
فالحسين الذي تربى في أحضان جده رسول الله ، ونهل من نمير علمه وأدبه، وهو سبطه وحبيبه، وقد قال في حقه بمرأى ومسمع من الأصحاب ما أورده ابن ماجة في سننه عن يعلى بن مرة، أنه قال: « حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط » وفي الزوائد: إسناده حسن رجاله ثقات، وأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن .[6]
الحسين هذا،لا يمكن أن يقدم على حركة بهذا الحجم من المستوى والتأثير، إلا أن يكون له منطلق شرعي سليم، ورؤيا مبدئية واضحة . وقد شكل ذلك دافعاً لطلائع الأمة ونخبها الواعية، بأن تتجاوز الأجواء التي صنعها الأمويون، لكي تقبل الأمة بحكمهم كأمر واقع، وتخضع لهم كولاة للأمر، وأن تتم مراجعة رأي الإسلام ورؤيته في الخلافة والحكم على ضوء الكتاب والسنة .
قدمت حركة الإمام الحسين منظومة مناقبية جديدة، تنبثق من روح المسئولية والالتزام الأخلاقي، في مقابل سيطرة الروح الأنانية والمصلحية والانتهازية، وتتجلى هذه المقابلة والمواجهة في أخلاقيات المعسكرين: أنصار الإمام الحسين، الذين رفضوا الاغراءات والمساومات، ووقفوا وقفة عز وفداء، دفاعاً عن الدين والمصلحة العامة، وفي الطرف الآخر: الجيش الأموي، الذين دفعتهم المطامع والمصالح لارتكاب أفظع الجرائم والآثام، وكانوا يتسابقون إلى المناصب والغنائم على حساب ضمائرهم ومبادئهم وأمتهم .
هذا التأثير الفكري الثقافي الكبير الذي تركته ثورة الإمام الحسين في أوساط الأمة، خلق موجاً هائلاً، وحركة معرفية ضخمة،لا تزال تتواصل وتنمو وتتراكم، ضمن مختلف أبعاد المعرفة .
مما وفر للإسلام والأمة ثروة معرفية كبيرة، لها مؤسساتها الخاصة، وتمويلها الأهلي الذاتي، ومدارسها المتخصصة، ومواسمها الدائمة والمتكررة، وتقاليدها وأعرافها .
فالحسينية أو المأتم هي في الحقيقة مؤسسة ثقافية اجتماعية، وخطباء المنبر الحسيني هم شريحة متفرغة للتوجيه والتثقيف الاجتماعي، والأوقاف الضخمة باسم الإمام الحسين ، هي مصدر ثابت لتمويل هذا النشاط المعرفي المتجدد .
أما في الحقل الأدبي فحدّث عن الإنتاج والإبداع فيه ولا حرج، حيث فجّرت واقعة كربلاء بمآسيها المفجعة وبطولاتها الملهمة، قرائح الشعراء، ومواهب الأدباء، منذ الأيام الأولى للواقعة، وتواصلت على مدى الأجيال، وبمختلف الألسنة واللغات، وضمن شتى ألوان الأدب وأشكاله من نثر أو شعر.
كما تشتمل هذه الثروة المعرفية على رصيد ضخم من الكتابات والبحوث التاريخية التي اهتمت بنقل أحداث السيرة الحسينية، وما يرتبط بها من تراجم الأشخاص، وتحديد الأمكنة والبقاع، وتصوير القضايا والأوضاع.
وفي المجال العقائدي والديني تضمنت المعارف الحسينية الكثير من المفاهيم والرؤى، التي حوتها الأحاديث والروايات ونصوص الزيارات الواردة لمشاهد وأضرحة شهداء كربلاء.
ومما يعطي لهذه الثروة المعرفية أهمية فريدة من نوعها، تجاوب الجمهور الشعبي معها، حيث يتفاعل جمهور عريض واسع من أبناء الأمة، المحبين لأهل البيت عليهم السلام، مع مناسبات ومواسم الذكرى الحسينية، كعاشوراء والعشرين من صفر، وسائر أوقات الزيارات المندوبة، حسب ما ورد في آثار أهل البيت عليهم السلام .
هذا التفاعل الجماهيري الهائل، الذي يحصل باندفاع ذاتي، ومن قبل كل الشرائح الاجتماعية: الرجال والنساء، والكبار والصغار، والأثرياء والفقراء، والمثقفون والعاديون.. لا تكاد تجد شبيهاً له في أي برنامج اجتماعي ثقافي، لدى أي أمة من الأمم. مما يكسب المعارف الحسينية حركية مميزة، وتفاعلاً إنسانياً شاملاً، وليس كسائر المعارف والعلوم التي قد يتم التعاطي معها ضمن نخبة أو طبقة معينة.
هذه الثروة المعرفية الضخمة، التي هي نتاج لثورة الحسين، وصدى لحركته المباركة، تحتاج إلى اهتمام واستثمار لتأخذ موقعها المناسب في عالم المعرفة والثقافة الإنسانية، خاصة ونحن نعيش الآن في عصر الاتصالات والثورة المعلوماتية.
إن المعارف الحسينية بحاجة إلى تنظيم يجمع شتاتها المتناثر على مساحات الأزمنة والأمكنة واللغات والأقوام، وإلى برمجة لتصنيف المفردات والمضامين.
كما هي بحاجة إلى تحقيق علمي عميق، يبرز كل جانب منها في إطار موضوعي مناسب، ويتناول أبعادها المتنوعة بالتحليل والتمحيص.
وتلك مهمة خطيرة شاقة لا يغامر بالتفكير فيها والإقدام عليها كل أحد.. بل تحتاج إلى همة قعساء، ورأي ناضج، وخبرة علمية واسعة..
وفي حوزاتنا العلمية رعاها الله علماء أفذاذ، وعقول نيّرة، تعشق العلم والمعرفة، وتتقن التمحيص والتحقيق، إلا أنها تحصر اهتمامها في الغالب ضمن حدود البحوث الأصولية والفقهية، تفريعاً لمسائلها، واستقراءً لأدلتها، ومناقشة للآراء المطروحة والمفترضة فيها.. كل ذلك بعمق علمي، ودقة متناهية. تثير الدهشة والإعجاب.
لكن ما يبعث على التساؤل هو تزاحم هذه العقول الجبارة وإقبالها على حقل علمي واحد هو الفقه وأصوله، والعزوف عن بقية حقول العلم والمعرفة الإسلامية والإنسانية، مما جعل إنتاج حوزاتنا العلمية في تلك المجالات محدوداً.
وحينما تخطى بعض أقطاب الحوزة العلمية مجالي الفقه والأصول، ومارس اجتهاده وإبداعه في الحقول المعرفية الأخرى، قدم للأمة والعلم إنتاجاً مميزاً سد فراغاً خطيراً، كما هو الحال في توجه العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي لتفسير القرآن، حيث يعتبر كتابه (الميزان في تفسير القرآن) من أروع التفاسير وأعمقها..
والعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني الذي توجه لبحث موضوع الإمامة فألف موسوعته الخالدة ( الغدير في الكتاب والسنة والأدب ) والعلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني، الذي اهتم بتراث أتباع أهل البيت وتراجم أعلامهم، فأصدر موسوعتيه المهمتين ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) و ( طبقات أعلام الشيعة ) والإبداع العلمي الذي قدمه الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر في ( فلسفتنا ) و ( اقتصادنا ) و ( الأسس المنطقية للإستقراء )..
لقد كان علماؤنا السابقون يعيشون أفقاً واسعاً، واهتماماتهم العلمية كانت شاملة، لذلك خلفوا لنا تراثاً علمياً في مختلف مجالات المعرفة، وكان الفقه والأصول من مجالات اهتماماتهم، لكن لا على سبيل الانكفاء ضمنه، والانحصار في دائرته، كما يتضح ذلك لمن يقرأ آثار الشيخ المفيد، والسيد المرتضى، والشريف الرضي، والشيخ الطوسي، والعلامة المجلسي وغيرهم .
انه لا يمكن الاستهانة بعلمي الفقه والأصول، ولا التقليل من شأن الجهود الجبارة التي بذلها العلماء المحققون في بحث مسائل هذين العلمين وبلورتها، لكن الانحصار فيهما حرم الأمة والعلم من إسهام العلماء المجتهدين في تطوير سائر حقول المعرفة والفكر، سوى توجه بعض من أشرنا إليهم من العلماء المجددين .
وعلى خطى العلماء الموسوعيين الرواد، تأتي مبادرة العلامة الشيخ محمد صادق الكرباسي، في التصدي لهذه المهمة الخطيرة الشاغرة: تنظيم وتحقيق المعارف الحسينية، حيث ألهمه الله العزم، ومنحه التوفيق، لاتخاذ قرار إصدار دائرة المعارف الحسينية، وكان ذلك القرار يعني أن يهب حياته ووجوده، وأن يجند وقته وطاقته، للقيام بهذه المهمة العظيمة، وحقاً إنه قرار عظيم وجريء، ويشكل إنجازه فتحاً كبيراً في عالم المعرفة، وخدمة جليلة لمقام سيد الشهداء الحسين بن علي .
إن الرقم الذي وصلت إليه مجلدات (دائرة المعارف الحسينية ) حسب مخططها يزيد على الخمسمائة مجلداَ،وقد يصل إلى سبعمائة مجلداَ، وهي بهذا تضرب الرقم القياسي في تاريخ الموسوعات من الشرق والغرب، فاكبر موسوعة تتحدث عنها المصادر في تاريخ العالم هي موسوعة ( الدراسة العامة للآثار الأدبية ) التي أصدرها في الصين ( مادوانلين ) عام 1273 م وبلغت 348 مجلداً.
وإذا ما تجاوزنا الكم إلى الكيف، فإن ما صدر من مجلدات (دائرة المعارف الحسينية ) يحكي عن علم غزير، وقدرة تحقيقية هائلة، واطلاع معرفي واسع، ومقدمة كل باب أو فصل تشكل منهجية إبداعية في بحث ذلك الموضوع، كما أن جزالة التعبير والأسلوب، تعكس مستوى متقدماً من الأدب الرزين، والمعالجة الموضوعية، لأبحاث بعضها شائك حساس.
هذه المبادرة العظيمة، والإنجاز الرائع، الذي يسعى الشيخ الكرباسي لتحقيقه، والذي استبشر الوسط العلمي والأدبي ببعض ثماره اليانعة، ممثلة في المجلدات القليلة المطبوعة، إن ذلك يحّمل الواعين من أبناء الأمة، ومحبي الإمام الحسين ، مسئولية المعاضدة والدعم، إن تراث كربلاء والمعارف الحسينية متناثرة في مختلف البقاع والأصقاع، ولدى مختلف المجتمعات والشعوب، وبعضها ذهب أدراج الرياح، والبعض الآخر معرض للضياع والإهمال، وما دام قد قيّض الله تعالى لهذا التراث المعرفي الضخم، من يتصدى للمّ شمله وجمع شتاته، وتنظيم فنونه وأبوابه، وعرضه للعالم بشكل حضاري لائق، فعلينا جميعاً كل في موقعه وحسب قدرته، أن نأخذ موقف المعاضدة والدعم.
والجدير بالذكر أن هناك أوقافاً كثيرة باسم الإمام الحسين في مختلف البلدان والمناطق، ولها دخل مالي كبير، ومن المناسب جداً أن يصرف شيء من وارد تلك الأوقاف في هذا المشروع الحسيني الحضاري، بل لعله من أفضل المصارف .
كما يتسابق الكثيرون من محبي الإمام الحسين إلى البذل والعطاء في خدمة الشعائر الحسينية، من إقامة العزاء، والإطعام، والزيارة، وهي برامج هامة ينبغي المحافظة عليها
ذو التشجيع باتجاهها، لكن ينبغي بالإضافة إليها أن نوجه أنظار هؤلاء المحبين، إلى أن قضية الإمام الحسين، تحتاج في هذا العصر، إلى طرح علمي حضاري، وهذا المشـروع (دائرة المعارف الحسينية) يأتي ضمن هذا السياق، فيجب أن يتوجه المحبون العاشقون للحسين نحو هذا المشروع بالبذل والعطاء، استمراراً لهذه المسيرة الحسينية المباركة عبر أجيال التاريخ، وحتى نسلم الأمانة لأبنائنا وأجيالنا القادمة بالشكل اللائق والمناسب .