المرأة والمعرفة الدينية
هل المؤسسة الدينية العلمية مؤسسة ذكورية لا مكان فيها للمرأة؟
وهل أن حركة الاجتهاد والفقاهة محصورة في الرجال محظورة على النساء؟
ولماذا لا نجد للمرأة المسلمة المعاصرة دوراً في الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية وساحة النشاط الفكري الإسلامي؟
تفرض هذه الأسئلة نفسها من عدة منطلقات:
أولاً: إن المرأة مخاطبة بالدين كالرجل تماماً، فالدين يخاطب الإنسان بقسميه الذكر والأنثى على حد سواء، وهو ليس للذكر أولاً وللأنثى ثانياً، ولا أن المرأة مخاطبة عبر الرجل وبالتبع له، بل هي مكلفة مباشرة من قبل الله تعالى ومحاسبة أمامه يوم القيامة كما هو الرجل.
وحينما يأتي في القرآن نداء للناس، أو لبني آدم، أو للعباد، أو للإنسان، فإنه موجه بالطبع للذكور والإناث، كقولـه تعالى:﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾[1] وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾[2] وقوله تعالى ﴿يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أنفسهم لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾[3] وقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ﴾[4]
إن هذه الآيات وأمثالها نداءات من قبل الله تعالى للرجل والمرأة، وكذلك فالتكاليف والأحكام الشرعية موجهة لهما معاً.
وباعتبارها مخاطبةً ومكلفةً فهي معنية بتلقي الخطاب وفهمه، وبمعرفة التكليف وتبينّه. ومن الطريف هنا أن ننقل الحديث المروي عن أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) أنها سمعت النبي يقول على المنبر: «يا أيها الناس ! وكانت الجارية تمشطها، فقالت للجارية: استأخري عني - أي أمهليني حتى أسمع - فقالت الجارية: إنما دعا الرجال ولم يدع النساء، فأجابتها أم سلمة: إني من الناس»[5]
إضافة كميّة ونوعية:
ثانياً: مشاركة المرأة في الحركة العلمية، والنشاط الفكري والشرعي الإسلامي، يعني مضاعفة الجهود التي تبذل في هذا الميدان، فالمرأة نصف المجتمع، وتمتلك الطاقة والكفاءة، فإذا ما وجهت قدراتها وإمكانياتها الذهنية والفكرية، في خدمة البحث العلمي الديني، أضافت إليه رصيداً كبيراً، وإثراءً عظيماً.
بينما انكفاؤها عن هذا الميدان يعني خسارة ونقصاً.
وقد تكون عدم مشاركة المرأة في ميدان العلوم الدينية خسارة نوعية في بعض الأحيان، لأن مشاركتها لا تضيف رصيداً كمياً في الجهود العلمية المبذولة فقط، بل قد تقوم المرأة بدور مميز، وخاصة في تنقيح الأحكام والموضوعات المرتبطة بشؤون المرأة، والقضايا المختصة بها، فالفقيه في ممارسته لاستنباط الحكم الشرعي ليس جهاز حاسوب آلي، ينجز مهامه بعيداً عن أي تأثير، بل هو بشر تنعكس الأجواء المحيطة به، والمشاعر والتصورات التي يحملها على رأيه ورؤيته، بشكل أو بآخر، وخاصة في مجال تنقيح الموضوعات الخارجية. فإذا امتلكت المرأة قدرة الاجتهاد والاستنباط، وتصدت لبحث القضايا والأحكام المرتبطة بها، ضمن الضوابط المقررة، فقد يكون تشخيصها أعمق وأدق في تلك الموضوعات..
صراع بين الحضارات:
ثالثاً: في هذا العصر وحيث أصبح موضوع المرأة معركة صراع بين الحضارات والتوجهات، ووظفت الحضارة المادية وسائل الإعلام والمعلومات المتطورة، للتبشير برؤيتها وثقافتها، ولترويج أنماط السلوك الاجتماعية المنبثقة عنها، فإن من الضروري جداً أن تتسلح المرأة المسلمة برؤية الإسلام، وأن تتحصن بمفاهيمه ومناهجه، حتى لا تقع فريسة لتأثيرات الأفكار والبرامج الوافدة، خاصة وأنها تستهدف المرأة بدرجة أساسية، وأيضاً لتكون المرأة المسلمة هي خط الدفاع عن تعاليم الإسلام، والمبشّرة بمفاهيمه وقيمه الأخلاقية الاجتماعية، على مستوى العالم.
إن مؤتمرات كبرى عالمية تعقد حول موضوع المرأة، كمؤتمر (نيروبي) عام 1975م، ومؤتمر (بكين) عام 1995م، ضمن سياق إبراز النموذج الغربي للمرأة، وتعميمه لكل المجتمعات البشرية، وهناك سيل لا ينقطع من البرامج الإعلامية والثقافية، عبر الأفلام والمجلات، والمؤسسات الاجتماعية الضخمة، التي تدفع بهذا الاتجاه.
فإذا ما كانت المرأة محدودة المعرفة والوعي الديني، أو لم تكن مفاهيم الإسلام واضحة وراسخة في ذهنها وفكرها، فإنها لن تصمد أمام هذه الثقافة الغربية الزاحفة.
إن تفقه المرأة في الدين، وإلمامها بمعارفه، وتعمقها في فهم أحكامه ومناهجه، هو الذي يؤهلها للقيام بدور الدعوة إلى الإسلام، والتبشير بنموذجه للمرأة على الصعيد العالمي.
المرأة والتنافس العلمي:
بالعلم تميّز الإنسان على غيره من المخلوقات، ونال الجدارة من الله سبحانه بأن يكون خليفته في الأرض﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[6] ولما تساءلت الملائكة عن مدى صلاحية الإنسان للقيام بهذا الدور، وهو ينطوي على غرائز وشهوات قد تقوده إلى الإفساد في الأرض؟ أجابهم الخالق القدير بإظهار ما منحه تعالى للإنسان من قدرة على التعلم، وكفاءة في كسب المعرفة، يقول تعالى:﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ. قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ﴾[7] .
هكذا أصبح العلم ميزة للإنسان، وصفة نال بها الجدارة للخلافة في الأرض، وكلما زاد علمه زاد تميّزه، واتسعت قدراته لتسخير قوى الطبيعة، واستثمار طاقات الكون والحياة.
وكما تميّز الإنسان على غيره بالعلم، فإن أفراد الإنسان يتمايزون فيما بينهم ويتفاضلون بالعلم أيضاً: ﴿يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[8] ، ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون﴾[9] .
وروي عن رسول الله أنه قال: «أكثر الناس قيمة أكثرهم علماً، وأقل الناس قيمة أقلهم علماً»[10] .
فباب العلم مفتوح للراغبين فيه، وساحته ميدان سباق للمتنافسين على مقاماته. وكل إنسان مؤهل للولوج إلى هذا الميدان، بما منحه الله تعالى من نعمة إدراك وتعقل، دونما فرق بين شقيه الذكر والأنثى.
فالمرأة كالرجل، توازيه في إنسانيته، وتشاركه في القيام بدور الخلافة، وتحمل مسؤولية عمارة الأرض، وقد منحها الله تعالى كالرجل نعمة العقل، وقدرة الإدراك والمعرفة، ولا تختلف عنه في كونها تملك استعداداً وقابلية تامة لإدراك الحقائق والمفاهيم، وتملك القدرة على العلم والتعلم، والسير في هذا الطريق إلى أقصى غاياته.
بل إن دماغ النساء يحتوي على خلايا الدماغ المسماة العصبونات، بنسبة تزيد بحوالي10% عن دماغ الرجال، بالرغم من أن الرجال بصفة عامة أكبر حجماً من النساء، وأدمغتهم كذلك أكبر حجماً[11] .
والتفاوت في حجم الدماغ لا يؤثر في مستوى فعاليته، وإلا فدماغ الفيل يزن حوالي 6 كيلوغرامات بينما دماغ الإنسان لا يزن أكثر من 1300 غرام. [12]
وقد نشرت الدكتورة (كيمورا) الباحثة في الأسس العصبية والهرمونية للوظائف الفكرية -الذهنية- لدى الإنسان، وهي أستاذة في علم النفس في جامعة غربي أونتاريو، نشرت بحثاً علمياً حول الفوارق في الدماغ بين الجنسين، أكدت فيه وجود تفاوت متبادل في بعض الجوانب والمهارات، حيث يقابل تفوق كل طرف في جانب، تفوق الطرف الآخر في جانب آخر، وخلصت إلى «إن الفوارق الجوهرية بين الجنسين، تكمن في الطُرُز المختلفة للمهارات الفكرية التي يتمتع بها كل منهما، أكثر مما هو راجع إلى المستوى العام للذكاء (حاصل الذكاء)، فمن المعروف أن هناك تفاوتاً بين الناس في قدراتهم الذهنية: فمنهم من يبرع في الجوانب اللغوية، ومنهم من يجيد الأعمال اليدوية، وهكذا يمكن لشخصين أن يتمتعا بمستوى واحد من الذكاء، مع اختلاف في نمط المهارات التي يجيدها كل منهما».[13]
العلم فريضة على المرأة:
من هنا فإن دعوة الإسلام الإنسان إلى طلب العلم، وحثه البليغ على كسبه، موجهة إلى المرأة، كما هي موجهة إلى الرجل، وليس هناك نص واحد من آيات القرآن الكريم، أو أحاديث السنة الشريفة في هذا السياق مقتصر على الرجل وحده. ولزيادة التأكيد على هذه الحقيقة فإن الحديث الشريف المروي عن رسول الله والذي يعتبر طلب العلم فريضة واجبة وليس أمراً ثانوياً كمالياً حيث يقول: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» هذا الحديث ورد في إحدى صيغه إضافة و(مسلمة) مع أن (كل مسلم) موضوعه الشخص فيشمل الذكر والأنثى، على حد تعبير أبي الحسن الحنفي السّندي في شرحه لسنن ابن ماجة القزويني[14] إلا أن ورود لفظة (ومسلمة) هو لمزيد التأكيد على شمول الأمر للرجال والنساء.
وقد وردت هذه الإضافة (ومسلمة) في الحديث، ضمن مصدرين حديثيين هما (غوالي اللئالي العزيزية) لأبي جمهور الأحسائي، و(مصباح الشريعة) المنسوب للإمام جعفر الصادق كما نقل عنهما الشيخ المجلسي في (بحار الأنوار) [15] أما المصادر الأساسية الأخرى كسنن ابن ماجة والأصول من الكافي للشيخ الكليني فلم ترد فيها هذه الإضافة.
بقي أن نشير إلى أن العلم الذي يكون طلبه مفروضاً شرعاً هو ما تتوقف عليه حياة الإنسان الدنيوية ومصيره الأخروي.
المرأة والعلوم الدينية:
كانت المرأة سبّاقة إلى التعرف على الرسالة، وإلى الاطلاع على الآيات القرآنية الأولى التي نزل بها الوحي على رسول الله ، حيث كانت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أول من اطلع على خبر البعثة النبوية، إذ حينما نزل الوحي للمرة الأولى في غار حراء، وعاد الرسول بعدها إلى بيته، فإنه حدّث زوجته خديجة بما رأى وسمع، فقالت: أبشر يا بن عم وأثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة[16] .
وكما كان علي بن أبي طالب أول ذكَر آمن برسول الله وصلى معه[17] ، فإن خديجة بنت خويلد أول امرأة آمنت به، وصدقت بما جاءه من الله تعالى، فكان علي وخديجة هما السابقان إلى الإسلام، ثم توالى بعدهما إسلام بقية الأصحاب كأبي بكر وزيد بن حارثة.
واهتمت المرأة المسلمة بكسب المعارف الإسلامية، عبر تواجدها في المسجد، واستماعها للخطب النبوية الشريفة، وحضورها في مختلف المناسبات العسكرية والسياسية والاجتماعية، ومشاركتها في معظم الأحداث والقضايا التي واكبت بناء المجتمع الإسلامي الأول، ومسيرة الأمة.
وكمصداق لرغبة المرأة المسلمة في تحصيل علوم الشريعة، فقد تقدمت مجموعة من النساء تطلب من رسول الله درساً خاصاً بهنّ، كما ورد عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قالت النساء للنبي : غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك فوعدهن يوماً لقيهنَّ فيه فوعظهن وأمرهن. [18]
وكان رسول الله يهتم بإيصال حديثه وتوجيهه للنساء، حتى أنه ربما كرر خطبته للنساء بعد أن يخطب الرجال، إذا ظن أنهن لم يسمعن صوته، كما حدّث ابن جُرَيج قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: قام النبي يوم الفطر فصلى، فبدأ بالصلاة، ثم خطب، فلما فرغ نزل فأتى النساء، فذكرّهن، وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه، يلقي فيه النساء الصدقة. قلت لعطاء: أترى حقاً على الإمام ذلك ويذكرهن؟ قال: إنه لحق عليهم، وما لهم لا يفعلونه؟[19]
فتربّت المرأة المسلمة على الاهتمام بدينها، والحرص على معرفته، والتفقه فيه، وما كانت تتردد في الذهاب إلى الرسول وسؤاله عما تحتاجه من الأحكام الشرعية، حتى في المسائل الخاصة بها، والمرتبطة بالقضايا الجنسية، حتى قالت أم المؤمنين عائشة: «نعم النساء نساء الأنصار! لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين».[20]
مصدر للسنة النبوية:
وبذلك أصبحت المرأة مصدراً للأحاديث النبوية الشريفة، ومرجعاً لنشر رواياتها ونصوصها، تماماً كالرجال من الصحابة الراوين لأحاديث السنة الشريفة، وكتب الحديث مليئة بالأحاديث الواردة عن طريق زوجات رسول الله ، وابنته فاطمة الزهراء ، وسائر الصحابيات الراويات.
فهي كالرجل طريق لسنة رسول الله ، ومصدر لمعرفة أحكام التشريع، لذا أجمع علماء المسلمين على الأخذ بروايات النساء، حينما تتوفر في تلك الروايات شروط القبول والصحة. يقول الشيخ المامقاني:
«تقبل رواية الأنثى والخنثى إذا جمعت الشروط المذكورة (الإيمان، البلوغ، العقل، العدالة، الضبط) حرة كانت أو مملوكة. كما صرح بذلك كله الفاضلان وغيرهما، بل نفى العلامة في النهاية الخلاف فيه، وادعى في البداية: إطباق السلف والخلف على الرواية عن المرأة»[21] .
وقال الشوكاني: «لم ينقل عن أحد من العلماء بأنه رد خبر امرأة لكونها امرأة، فكم من سنة تلقتها الأمة بالقبول من امرأة واحدة من الصحابة، وهذا لا ينكره من له أدنى نصيب من علم السنة».[22]
وقد أثبت الإمام الخوئي في موسوعته (معجم رجال الحديث) (باب النساء) أسماء 134 راوية روين الأحاديث عن رسول الله وعن الأئمة من آله. [23]
وقد صدر مؤخراً كتاب بعنوان (عناية النساء بالحديث النبوي) لمؤلفه مشهور بن حسن آل سلمان، ترجم فيه لنحو 354 امرأة كان لهن دور في هذا الإطار.
ففي حدود القرن الأول الهجري وجد عدد كبير من الراويات للأحاديث النبوية - لاسيما في طبقة الصحابيات - فقد بلغ عدد من لهن رواية من الصحابيات في الكتب الستة لأهل السنة 132 امرأة.
ويقول أحد الباحثين: وكان للنساء الراويات -في القرون السابقة- منقبة ومفخرة انفردن بها عن الرواة، هي أنه لم يكن منهن امرأة اتهمت بالكذب، أو الوضع، أو ترك حديثها. بينما وصف المئات من الرجال بهذه الأوصاف. قال الذهبي في أواخر كتابه ميزان الاعتدال: «وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها». وعقد ابن عرّاق الكناني فصلاً سرد فيه أسماء الوضّاعين والكذّابين، فبلغوا المئات، لم توجد فيهم امرأة واحدة. فحسب النساء بذلك فخراً. [24]
وقد بلغ عدد المحدّثات اللاتي اهتممن برواية الحديث النبوي، وعرفن بذلك، في القرن الثامن الهجري فقط 232 امرأة، هذا ما نقلته كتب التراجم ولعلهن أكثر من هذا العدد.
هذا ولم يقف مستوى المرأة في العلوم الدينية عند مستوى حفظ الحديث ونقل الرواية، بل نافست الرجل في الوصول إلى مستوى الفقاهة والاجتهاد، وإبداء الرأي والنظر باستنباط الحكم الشرعي من مصادره المقررة.