مراجعة الخطاب الإسلامي
الشيخ حسن الصفار لـ«الشرق الأوسط»: الخطاب الإسلامي يحتاج لطرح رؤى حياتية ليتصدر موقعه الريادي
في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط الصادرة اليوم السبت 21 / 2 / 1423هـ الموافق 4 مايو 2002م، العدد: 8558، تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار عن ضرورة مراجعة الخطاب الإسلامي وقال : ... من نقاط الضعف في خطابنا الإسلامي المعاصر مع الآخرين وجود أصوات متشنجة، كأنما تنبعث من حقد وكراهية للآخرين ، وتتحدث من موقع الفرض والتعالي، وهذا مخالف لسمات الخطاب الدعوي الذي يصفه الله تعالى بقوله: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
من ناحية أخرى ينبغي أن نعرض الإسلام من خلال تقديم معالجات للمشاكل التي تعاني منها البشرية، ومن خلال طرح برامج ورؤى تقدمية في مجالات الحياة المختلفة، فذلك هو الذي يستقطب إنسان العصر ويجعل الإسلام في موقعه الريادي، باعتباره يقدم شيئاً جديداً ومفيداً للإنسانية.
اكد الشيخ حسن الصفار احد الشخصيات العلمية السعودية في المنطقة الشرقية اهمية ان يكون الخطاب الاسلامي عاكسا طبيعة المفاهيم والقيم الاسلامية التي تنطلق من التأكيد على كرامة الانسان وتقر له بحريته في الاختيار ، وتملأ نفس المسلم بالحب والاحترام لابناء جنسه من البشر. واوضح في اجابته على اسئلة لـ«الشرق الاوسط» بأنه حين يتخاطب المسلم مع الاخرين عليه ان يكون حريصا على مراعاة مشاعرهم واحترام انسانيتهم وذلك ما نفهمه من قوله تعالى «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن». وقال ان من لا يجيد افضل اساليب الطرح والعرض ويتحدث مع الآخرين بانفعال وتشنج عليه ان يصمت ويسكت لانه غير مؤهل للتخاطب مع الاخرين. فليلتزم بالنهي والمنع القرآني ﴿ولا تجادلوا﴾.
ألا ترون ان الخطاب الاسلامي الجديد بعد احداث سبتمبر في اميركا يستدعي التركيز على مقومات التضامن الاسلامي وذلك بالكشف عن القواسم المشتركة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وتباين توجهاتهم الفكرية؟ فما هي برأيكم ابرز مقومات هذا الخطاب الجديد لمواجهة هذه التحديات؟
ـ الخطاب الاسلامي يجب أن يعكس طبيعة المفاهيم والقيم الاسلامية، التي تنطلق من التأكيد على كرامة الانسان، وتقر له بحريته في الاختيار، وتملأ نفس المسلم بالحب والاحترام لابناء جنسه من البشر، فحينما يتخاطب المسلم مع الآخرين، عليه أن يكون حريصاً على مراعاة مشاعرهم، واحترام انسانيتهم، وذلك هو ما نفهمه من قوله تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. إن من لا يجيد أفضل اساليب الطرح والعرض، ويتحدث مع الآخرين بانفعال وتشنج عليه أن يصمت ويسكت، لأنه غير مؤهل للتخاطب مع الآخرين، فليلتزم بالنهي والمنع القرآني: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا﴾.
وإن من نقاط الضعف في خطابنا الاسلامي المعاصر مع الآخرين وجود اصوات متشنجة، كأنما تنبعث من حقد وكراهية للآخرين، وتتحدث من موقع الفرض والتعالي، وهذا مخالف لسمات الخطاب الدعوي الذي يصفه الله تعالى بقوله: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
من ناحية أخرى ينبغي أن نعرض الاسلام من خلال تقديم معالجات للمشاكل التي تعاني منها البشرية، ومن خلال طرح برامج ورؤى تقدمية في مجالات الحياة المختلفة، فذلك هو الذي يستقطب إنسان العصر، ويجعل الاسلام في موقعه الريادي، باعتباره يقدم شيئاً جديداً ومفيداً للانسانية.
الاجتهاد باب أصيل من أبواب التيسير في الفكر الاسلامي، فما هي الضوابط التي يجب مراعاتها بالنسبة للمجتهدين خاصة في قضايا الامة الاسلامية وذلك في معالجة الاشكاليات الفقهية والمستجدات المعاصرة؟
ـ ما تتعرض له الامة الاسلامية من اعتداءات ومؤامرات من قبل الاعداء والمستكبرين امر واضح، لكن مجرد التنديد بما يجري، والتحريض والتعبئة ضد الاعداء، لا يكفي لمعالجة الوضع.
يجب الانتباه الى أن ما تعيشه الامة من ضعف عام وتخلف شامل هو الذي يغري الآخرين بالاعتداء عليها، وهو الذي يثير اطماع الطامعين في الاستحواذ على خيراتها وثرواتها. لذلك لابد من التوجه الى التنمية والبناء، بدفع أبناء الامة نحو كسب العلم والمعرفة، واقتحام ميادين التقدم التقني والتكنولوجي، وتفجير قدرات الابداع والتطوير وتعبئة الأمة باتجاه التنمية السياسية، بحيث يتحمل كل مواطن مسؤوليته تجاه وطنه، بتحقيق المشاركة السياسية، والتمتع بالحقوق المشروعة، وإرساء مفاهيم السلم الاجتماعي بقبول التعددية واحترام الرأي الآخر، ورفع مستوى الفاعلية والانتاج. ففي بلاد المسلمين خيرات وثروات وموارد اقتصادية هائلة وفرص للعمل والنمو لكن الانسان محدود الفاعلية قليل الانتاجية في الغالب، وتكبّله كثير من العادات والقوانين المعوقة المثبطة.
إن الخطاب الاسلامي مطالب بالتوجه الى الانسان المسلم لدفعه نحو فاعلية أكثر، وبالتوجه الى داخل الامة لدفعها نحو مناهج التنمية وبرامج البناء، وليس فقط التحريض ضد الاعداء والتحفز لمواجهتهم واجترار حالة الغبن والظلامة.
إن أُمماً أخرى تعرضت للعدوان والظلم، ووقعت تحت هيمنة المستعمرين والمستكبرين، واصابتها الهزائم والنكسات، لكنها تجاوزت كل ذلك ببناء قدراتها وتنمية طاقات شعوبها، حتى اصبحت في مصاف الدول الكبرى. وهذا ما نلحظه لدى اليابانيين الذين تعرضوا لهزيمة نكراء في الحرب العالمية الثانية، وفرض عليهم الاستسلام بشروط مذلة، لكنهم لم ينشغلوا بالبكاء على ظلامتهم، ولم يستهلكوا طاقتهم بالتعبئة والتحريض العاطفي ضد العدو، بل اتجهوا للبناء والتنمية وهم الآن في مواقعهم المتقدمة الواضحة.. وكذلك الحال بالنسبة لالمانيا. واعداؤنا اليهود اليوم حجة علينا، فقد كانوا يعيشون منبوذين مهمشين في مختلف أنحاء العالم، لكنهم الآن يمتلكون وسائل قوة وتأثير عالمي بارز مكنتهم من ممارسة عدوانهم البشع على العرب والمسلمين.
غياب المرجعية الفكرية عند كثير من المسلمين، على اختلاف مذاهبهم احدث هوة كبيرة بينهم، فكيف يمكن الاتفاق على مرجعية مؤسسة للاجتهاد الجماعي وتوحد في الخطاب؟
ـ يفترض في الخطاب الاسلامي الا يكون الا وحدوياً، لأن الوحدة قيمة اساسية ومبدأ ثابت في الاسلام، وهي في الصدارة والمقدمة من قيم الاسلام ومبادئه، ومن أهم الثغرات ونقاط الضعف في واقع الامة الاسلامية انحراف بعض الخطابات الاسلامية عن محور الوحدة، واعتمادها لغة التفريق والتمزيق بعناوين مذهبية او سياسية او حزبية.
إننا بحاجة الى ميثاق شرف إسلامي نلتزم به في خطابنا وخاصة في هذا الظرف الخطير حيث تواجه الامة هذه التحديات الكبيرة ويرتكز هذا الميثاق على ما يلي:
1 ـ التأكيد على الوحدة كقيمة اساسية من قيم الاسلام وليس مجرد صفة اخلاقية كمالية، وأن لهذه القيمة حاكمية على سائر القيم والمفاهيم، فلا يصح ابداً تمزيق وحدة الامة من أجل التمسك بهذه الفكرة او تلك، او الالتزام بهذه المسألة الشرعية أو غيرها، بل يجب اعتبار الوحدة اساساً ومحوراً لا يجوز المساس به او اضاعته.
2 ـ التركيز على إصول إلايمان وثوابت الدين التي يجمع عليها المسلمون واعتبارها القاسم المشترك، والاطار الاسلامي العام، وهي توحيد الله تعالى ونبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والايمان بالآخرة ومرجعية الكتاب والسنة، والالتزام باركان الدين كالصلاة والصيام والحج والزكاة، اما التفاصيل والمسائل الفرعية في العقيدة والشريعة فلا ينبغي أن يترتب على الاختلاف فيها أثر يضر بوحدة الامة وتماسكها. وأكبر دليل على ذلك أن هذه الاختلافات كانت موجودة في العهود الاولى من تاريخ الامة لكنها لم تؤثر على الحالة الوحدوية العامة للامة، كما هي الحال الآن.
3 ـ الالتزام باخلاقيات الاسلام التي تدعو الى احترام الرأي الآخر واعتماد منهجية الحوار والجدال بالتي هي أحسن، ومراعاة الحقوق العامة لأخوة الدين والوطن، فالاختلاف في الرأي لا يجيز التعدي على حقوق الآخرين، ولا يخدش من حقوق المواطنة.
وينبغي الابتعاد عن اسلوب التكفير والتبديع والتفسيق وعن التنابز بالالقاب التزاماً بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾.
4 ـ توجيه اهتمامات أبناء الامة لمعركة البناء والتنمية ولمواجهة الاخطار والتحديات التي تحيط بالامة، فذلك هو ما ينفع الامة في حاضرها ومستقبلها بدلاً من اجترار الخلافات التاريخية، والانشغال بالمسائل النظرية.
كثرت في الاونة الاخيرة دعوات الحوار بين الاديان اضافة لحوار الحضارات، كيف ترون اهمية ذلك؟ ثم اليس من المجدي ان يتعمق الحوار الاسلامي ـ الاسلامي اولا؟
ـ الجهود التي يبذلها العلماء المصلحون في هذا المجال هي محل تقدير واحترام، ومن اواخرها الاجتماع الذي عقد في عمان ـ الاردن، بداية نوفمبر (تشرين الثاني) 2001م، لاجتماع خبراء لمناقشة استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية، الذي نظمته المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو)، والمعهد العالمي للفكر الاسلامي، واللجنة الوطنية الاردنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع جامعة اليرموك. ومن وجهة نظري فإن عنوان التقريب بين المذاهب الإسلامية ليس دقيقاً.
أولاً: لأن المذاهب الإسلامية هي متقاربة في أصولها وفي خطوطها العامة، حيث تتفق جميعاً على مرجعية الكتاب والسنة، وتؤمن بأصول مشتركة هي التوحيد والنبوة والمعاد، وتجمع على أركان الإسلام وفرائضه الأساسية، كالصلاة والصيام والحج والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله.
والاختلاف بين المذاهب إنما هو في بعض التفاصيل والفروع، ضمن نسبة محدودة لا يعني التباعد. لكن المشكلة تكمن في ما حدث للامة في عصور تخلفها، من التركيز على نقاط الخلاف المحدودة، وتجاهل مساحات الاتفاق الواسعة.
يقول الدكتور حسين علي محفوظ، وهو عالم باحث من العراق: اطلعت على كتب الفقه وقرأت مسائل الخلاف وهي (4152) مسألة، من مجموع مسائل الفقه الكثيرة، التي تبلغ في بعض كتبه (160000) مسألة، فلم أر مسألة في مذهب، ولم أجد رأياً عند طائفة، إلا قال به جمع من الفقهاء، أو قال بعض جماعة منهم، أو هو المروي عن قوم. ولقد حققت ما انفردت به بعض المذاهب، وما يظن انفرادها به فوجدته (253) مسألة فقط من مسائل الخلاف بين المذاهب لا من مجموع مسائل الفقه.
وإذا قرأنا كتب الفقه والأحكام وجدناها على منوال واحد تقريباً، بلغة فقهية مشتركة، متقاربة في الألفاظ والاشتقاقات. فالمذاهب قريبة من بعضها ولا تحتاج إلى تقريب.
ثانياً: قد يثير هذا العنوان مخاوف وهواجس البعض بأن التقريب بين المذاهب يعني التنازلات المتبادلة بينها، والتخلّي عن بعض الآراء والقناعات، حتى تلتقي المذاهب عند نقطة وسط.
وقد أعلن البعض تحفظه على فكرة التقريب بين المذاهب انطلاقاً من هذا الهاجس.
ولا يبدو أن المطلوب من أحد أن يتنازل عن شيء من قناعاته الدينية المبدئية، في مسألة عقدية أو فقهية ضمن صفقة مساومة أو مجاملة. وبالتالي فإن المذاهب ستبقى على توجهاتها وآرائها واجتهاداتها.. فماذا يعني التقريب بينها؟ الأصح أن يكون العنوان هو التقريب بين اتباع المذاهب، والذين باعد بينهم ضعف الوعي بالدين، وأخلاقيات التعصب والتطرف، ووجود قوى مغرضة منتفعة من الخلاف، وتآمر الأعداء لتمزيق الأمة.
ولكأنما عنى الإمام علي بن أبي طالب هذه الحالة بقوله في إحدى خطبه: «وإنما أنتم إخوان على دين الله، ما فرّق بينكم إلا خبث السرائر، وسوء الضمائر، فلا توازَرُون ولا تَناصحُون، ولا تباذَلُون ولا توادُّون». ويبدو أن هذا هو المقصود بالتأكيد، أي التقريب بين أتباع المذاهب، لكن العنوان لا يعبّر عنه بدقة ووضوح. وبصراحة فإن وجود حاجة لمثل هذه الجهود يكشف عن مدى عمق التخلف الذي تعيشه الأمة، والاّ فلماذا يكون تعدد المذاهب مشكلة؟ ولماذا يسبب تباعداً ونزاعاً نسعى لتجاوزه؟ متى نحترم حقوق الانسان في ما بيننا حتى يعترف كل منا للآخر بحريته الدينية والفكرية؟ ومتى نعي مفهوم المواطنة حتى يتساوى المواطنون في حقوقهم وواجباتهم دون النظر الى مذاهبهم وتوجهاتهم؟ فسواء تقاربنا في مذاهبنا او لم نتقارب، وسواء اتفقنا على هذه المسألة العقدية والفقهية او لم نتفق، لماذا يكون لذلك تأثير على علاقتنا وارتباطنا وتعايشنا ونحن أبناء وطن واحد وننتمي الى دين واحد؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان نطرحه على أنفسنا بإلحاح.
كيف تنظرون لدور السعودية في تعزيز حوار الحضارات؟
ـ جميل جداً الاهتمام بحوار الحضارات، ويجب تعميق هذا التوجه، فذلك منسجم مع دعوة القرآن الكريم ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ وكان رائعاً المبادرة التي اطلقها الرئيس الايراني محمد خاتمي بالطلب من الامم المتحدة اعتبار السنة الماضية مكرسة لحوار الحضارات وموافقتها على ذلك. كما ان الندوة التي عقدت في الرياض خلال الشهر الماضي وفي مكتبة الملك عبد العزيز لمناقشة موضوع حوار الحضارات كانت هامة وثرية بالابحاث والافكار.
حينما يكون الحوار نابعاً من قناعة الانسان باحترام الرأي الآخر وأهمية الاطلاع عليه، وايصال وجهة نظره كما يراها للآخرين، وتلّمس القواسم المشتركة من أجل بلورة الافكار، ومعالجة ثغراتها، وإثراء الحياة من تنوعها، فإن هذه القناعة تتحول الى منهجية لدى الانسان في التعاطي مع الآخر، سواء كان قريباً او بعيداً، داخل محيطه او خارجه، لكن مايؤسف له أن البعض يتعامل مع مسألة الحوار ليس كقناعة ومنهجية، وإنما كاستجابة لظروف معينة، وتفاعل مع مقتضيات وقتية.. وهنا يصبح الحوار انتقائياً ضمن دائرة دون أخرى، وباتجاه الخارج مثلاً وليس الداخل.
إن الامة الاسلامية بحاجة ماسّة الى تنشيط وتفعيل حالة الحوار الداخلي بين الحكومات والشعوب، منعاً للاحتقان الذي يؤدي الى الانفجارات، ووقاية من اللجوء الى القوة والعنف.. والى الحوار بين قيادات المذاهب الدينية ليتعرفوا على توجهات بعضهم البعض بشكل مباشر وليس من خلال كتابات مغرضة او نقولات قديمة، ولتدرك كل جهة مقدار التطور في فكر الجهة الآخرى وتقومها، من واقع فكرها المعاصر لا على أساس أفكار وتوجهات سابقة. وايضاً للتعرف على خلفيات ومبررات وادلة هذه التوجهات والاراء عند كل مذهب. كل ذلك من اجل أن نتجاوز فتاوى التكفير والتبديع والتهم المتبادلة بين المذهب الاسلامية. ونحتاج الى الحوار بين المدارس الفكرية والتيارات السياسية لنصل الى صيغة تمكننا من التعايش والاهتمام بالبناء والتنمية في اوطاننا بدلاً من الاسترسال في هدم قوانا وهدر امكاناتنا وتضييع جهودنا في النزاع والاحتراب الداخلي.