ماذا يعرف العالم عن أهل البيت (عليهم السلام)؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين
يجب أن نتساءل أولاً: ماذا يعني أهل البيت (عليهم السلام) للعالم المعاصر؟ وهل في حياتهم وتراثهم ما يشكل إضافة جديدة لمعارف البشر، أو يقدم خدمة مفيدة لقضايا الإنسانية اليوم؟
إن كل باحث منصف في حياة أهل البيت وتراثهم، يمكنه القول بجزم ويقين: أن أهل البيت يشكلون قيمة معنوية ومعرفية كبرى للمجتمع البشري في مختلف العصور.
فهم مصدر إلهام فكري معرفي، بما تميّزت به شخصياتهم من قوة إدراك وصفاء ذهن، ومن إطلاع دقيق على معالم الدين وشرائعه، حيث اصطفاهم الله تعالى لحمل دينه ورسالته.
إن تراث أهل البيت المعرفي لا ينحصر في القضايا الدينية التي تهم المجتمعات الإسلامية خاصة، بل لهم عطاء علمي يثري معارف البشرية في مختلف المجالات، كعلوم الطبيعة، والعلوم الإنسانية، كما أن سيرتهم الكريمة، وتعليماتهم الهادية، تقدّم أفضل دعم للقيم الإنسانية النبيلة التي تتطلع إليها المجتمعات البشرية، كاحترام حقوق الإنسان، والتزام العدل، ورعاية السلم الاجتماعي، وضمان الحريات.
وإذا كان الرأي العلمي والموقف الأخلاقي يفرضان احترامهما على ساحة المجتمع الإنساني، بغض النظر عن التصنيف العرقي والديني، فإن أهل البيت (عليهم السلام) يتبوأوون المواقع المتقدمة على هذين الصعيدين بكل جدارة واقتدار.
هذا على المستوى العالمي، أما على مستوى الأمة الإسلامية، فإن أهل البيت يشكلون قيمة دينية لا يتجاهلها أحد من المسلمين، حيث أمر الله تعالى بمودتهم ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾[1] ، ونص الوحي الإلهي على طهارتهم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾[2] وأوصى رسول الله برعايتهم ««أذكركم الله في أهل بيتي»»[3] ، وقرن الصلاة عليهم بالصلاة عليه في تشهد الصلاة.
ولأهل البيت (عليهم السلام) موقعيتهم العلمية البارزة، على مستوى الفكر والتشريع الإسلامي، حيث تتلمذ عليهم وروى عنهم كبار أئمة المذاهب وعلماء الأمة. وبالتالي فإنهم يعنون للأمة قيمة دينية وعلمية كبرى.
وفي خصوص الدائرة الشيعية فإن أهل البيت (عليهم السلام) هم المرجعية الدينية المعتمدة بعد رسول الله ، إليهم ينشّدون، وبهم يتمسكون، وعنهم يأخذون معالم الدين، وآراؤهم لديهم حجة شرعية لأزمة.
انطلاقاً من هذه القيمة التي يمثلها أهل البيت (عليهم السلام) على المستوى الإنساني العام، وعلى الصعيد الإسلامي الخاص، وفي الدائرة الشيعية الأخص، فإن في سيرة أهل البيت وتراثهم ما يعني الشيء الكثير للمجتمعات البشرية المعاصرة.
التعرف على أهل البيت
إن استفادة العالم من أهل البيت (عليهم السلام)، ترتبط بمدى توفر فرص التعرف على سيرتهم وتراثهم، لقد عاش أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في أوساط الناس حوالي 250 سنة، قدموا خلالها عطاهم العلمي، وتجربتهم الاجتماعية، لكن هذا العطاء وتلك التجربة لا تمتلك حضوراً مناسباً في ساحة المعرفة العالمية. حيث لا تزال شخصيات أهل البيت مجهولة في الأوساط العلمية، ولا يزال تراثهم محدود التداول والانتشار.
ففي الجامعات العالمية المعروفة بتخصصاتها المختلفة، وفي معاهد الأبحاث والدراسات المشهورة، لا تجد حضوراً لأسمائهم، ولا تناولاً لآرائهم وأفكارهم، ولا اهتماماً بدراسة حياتهم وتجربتهم.
وعلى مستوى الثقافة والإعلام العالمي لا تجد ذكراً لأئمة أهل البيت، ولا حديثاً عن نظرياتهم، ولا استشهاداً بسيرهم ومواقفهم.
وحين أصدر الباحث الأمريكي (مايكل هارت) كتابه عن أكثر الأشخاص تأثيراً في التاريخ، والذي تضمن قائمة من مائة شخصية دينية وعلمية وسياسية، كان على رأسها رسول الإسلام محمد ، فإن هذا الباحث لم يثبت ضمن قائمته أي شخصية من أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ولا يقتصر هذا الغياب لذكر أئمة أهل البيت على الساحة العالمية، فحتى ضمن الدائرة الإسلامية العامة ليس لأهل البيت حضور يتناسب مع مكانتهم وموقعيتهم الدينية والعلمية، فبينما تدرس مذاهب بعض من تتلمذوا على أيديهم، لا تعترف أغلب الجامعات الإسلامية والمعاهد الدينية بمذهب أهل البيت، ولا تقر دراسته كسائر المذاهب الإسلامية.
أما وسائل الإعلام في البلاد الإسلامية والعربية فنادراً ما تتحدث عن أحد من أئمة أهل البيت، أو تستذكر تاريخ حياته.
ومع ما تتميز به المجتمعات الشيعية من اهتمام بالغ بشأن أهل البيت (عليهم السلام)، انطلاقاً من الولاء الديني والانتماء المذهبي، إلا أن هذا الاهتمام غالباً ما يتركز في المظاهر العاطفية، وضمن برامج وأساليب تقليدية متوارثة.
إحياء الأمم لشخصياتها
عندما نتساءل عن أسباب هذا الغياب أو التغييب لذكر أهل البيت، ولحضور شخصياتهم ومعارفهم على الساحة العالمية والإسلامية، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان، خاصة في أوساط المحبين لأهل البيت (عليهم السلام)، هو وجود أسباب سياسية تاريخية، تعود لموقف السلطات الحاكمة في عصور الأئمة (عليهم السلام)، والتي كانت ترى في ظهور مكانة أهل البيت وانتشار معارفهم خطراً على نفوذها ومصالحها، وما ترتب على تلك المرحلة السابقة من حصول الانقسامات المذهبية والتوجهات التعصبية.
لكن هذا العامل السياسي يقدم جزءاًً من التفسير والتحليل، أما الجزء الآخر والذي أراه أكثر أهمية، فيتمثل في جانب القصور والتقصير في إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)، من قبل الموالين لهم والمهتمين بشأنهم.
فالجهود التي بذلت في دراسة حياة أهل البيت (عليهم السلام)، ونشر تراثهم ومعارفهم، تعتبر ضئيلة محدودة، قياساً إلى عظمة أهل البيت، وثراء عطائهم، ومقارنة بما تؤديه الأمم والمجتمعات الناهضة تجاه شخصياتها ورموزها.
إن الشاعر المسرحي الإنجليزي وليم شكسبير (1564-1616م) والذي أنتج في حياته 37 مسرحية إلى جانب مجموعة من القصائد، تنشر عنه في كل سنة أكثر من 5475 بحثاً ومقالة [4] ، كما يتواصل إصدار الطبعات الجديدة من مسرحياته من قبل أعرق الجامعات البريطانية، حيث بدأت منذ مطلع الثمانينيات جامعتا كمبردج وأكسفورد في إصدار طبعات جديدة لأعمال شكسبير، تظهر آخر ما توصلت إليه الدراسات النصيّة التي يدعمها استخدام الحاسوب.[5]
وفي عام 1930م تأسست في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية مكتبة فولجر الخاصة بشكسبير، وتضم أهم مجموعة من الكتب عن شكسبير، وأهم مجموعة من الكتب عن الحضارة البريطانية بين عامي 1485 و1715م. وفي المكتبة أكثر من 225000مجلد، أسسها هنري كلاي فولجر وهو رئيس سابق لشركة ستاندارد أويل بنيويورك، ترك ثروته وقفاً على إنشاء المكتبة، والتي يفد إليها دارسون من معظم أرجاء العالم.[6]
أما الشاعر الإنجليزي الآخر اللورد بايرون (1788-1824م) فقد ظهر عنه لحد الآن أكثر من 300 كتاب في سيرة حياته وعلاقاته الخاصة، منها كتاب سلي مارجانت الذي صدر في الخمسينيات بثلاثة مجلدات، وقد ولد اللورد بايرون في لندن وتوفي في اليونان، وكانت حياته العائلية والسلوكية مضطربة جداً، حيث لم تدم علاقته مع زوجته أكثر من سنة واحدة، وارتبط بعلاقة غير شرعية مع أخته غير الشقيقة (أوغستاليف) إلى جانب علاقات أخرى منحرفة.[7]
ونجد في هذا السياق مدى الاهتمام الذي نالته شخصية الأديب اللبناني المسيحي أمين الريحاني (1876-1940م) حيث يشير قسم الأرشيف والوثائق في متحف الريحاني في الفريكة ـ لبنان، إلى أن سبعة وستين كتاباً وضع عن الريحاني، وأكثر من 6750 مقالاً أو مرجعاً نشر عنه، وأكثر من ألف ومائة كتاب خصص عنه فصلاً أو جزءاً من فصل، وهذه المراجع نشرت في أربع وأربعين دولة، وفي ست وعشرين لغة، وذلك حتى نهاية العام 1995م أي بعد نيف ونصف قرن من رحيله.[8]
في مقابل حجم الاهتمام بهذه النماذج من الشخصيات في مجتمعاتها، والذي لا يمثل أرقاماً قياسية، فهناك شخصيات أخرى قد يكون حظها أكبر من الاهتمام والعناية، لكن لو قارنا ذلك بمستوى الكتابات والبحوث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، مع فارق الموقعية والمكانة التي نعتقدها لهم، ومع سعة المساحة الزمنية للكتابة عنهم، لرأينا بوضوح عمق حالة القصور والتقصير في إحياء أمر أهل البيت، والتعريف بحياتهم وتراثهم.
ما كتب عن أهل البيت
لقد أنجز الباحث العراقي الشيخ عبد الجبار الرفاعي، موسوعة استقصى فيها عناوين المؤلفات والبحوث التي كتبت عن أهل البيت (عليهم السلام)، عبر أربعة عشر قرناً، (بيلوغرافيا) تحت عنوان (معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت) طبعت في اثني عشر مجلداً. وكشفت عن الأرقام التالية بالنسبة لعدد الكتب والمقالات عن كل واحد منهم:
عن فاطمة الزهراء (عليها السلام): 546
عن الإمام علي : 4956
عن الإمام الحسن بن علي : 205
عن الإمام الحسين بن علي : 3215
عن الإمام السجاد : 399
عن الإمام الباقر : 69
عن الإمام الصادق : 331
عن الإمام الكاظم : 211
عن الإمام الرضا : 651
عن الإمام الجواد : 62
عن الإمام الهادي : 79
عن الإمام العسكري : 66
عن الإمام المهدي : 1145
إنها أرقام متواضعة خاصة بالنسبة لبعض الأئمة، كالإمام محمد الباقر ، والذي عرف عنه التضلع في العلم وعمق المعرفة، حتى لقب بالباقر، لأنه بقر العلم بقراً، أي شقه وعرف مكنوناته، والذي أرسى قواعد مدرسة أهل البيت العقدية والفقهية، لكن ما أحصاه هذا المعجم حول حياته وتراثه لم يتجاوز 69 كتاباً ومقالة. وكذلك الحال بالنسبة للإمام محمد الجواد 62 والإمام الهادي 79 والإمام العسكري 66.
هذا من ناحية الكم أما من ناحية المستوى والنوعية فإن قسماً كبيراً من هذه الكتابات لا تتصف بالعمق العلمي، والتحليل الجاد، لسيرة أهل البيت وآرائهم ومواقفهم، بل يغلب عليها السرد التاريخي أو الطرح العاطفي بذكر الفضائل والمصائب.
إن جوانب أساسية كثيرة من سيرة أهل البيت وتراثهم لا تزال مجهولة، ولم تسلط عليها الأضواء الكافية من البحث والتحقيق، لقد اهتم فقهاء الشيعة بدراسة وتمحيص ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) فيما يرتبط بالمسألة الفقهية، أما سائر الجوانب فلم تحظى بالاهتمام المطلوب.
لقد كتب بعض علماء الشيعة الأقدمين في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وتاريخ حياتهم كالشيخ المفيد (336-413هـ) في كتابه (الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد)، والشيخ الصدوق (306-381هـ) في (عيون أخبار الرضا )، لكن الاهتمام بهذا الجانب لم يتواصل من قبل كبار العلماء في العصور اللاحقة إلا نادراً كالجهد الموسوعي الذي قام به الشيخ المجلسي (1037-1111هـ) في (بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار).
وقلّ أن تجد دراسة تاريخية ضمن قواعد البحث العلمي عن حياة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والظروف الاجتماعية التي عاصروها، مع ما لذلك من أهمية بالغة لمعرفة آرائهم ومواقفهم، والتي لا يمكن فهمها بالشكل الصحيح إلا ضمن سياقها الاجتماعي، ومعرفة الملابسات والظروف المحيطة.
أما تراث أهل البيت وعطاؤهم المعرفي، فرغم الجهود المشكورة التي قام بها العلماء السابقون في جمع ما ورد عنهم من أحاديث وروايات، إلا أنها بحاجة بعد تمحيص أسنادها إلى دراسة وتحليل، من قبل أصحاب التخصصات المختلفة، وعلى ضوء التجارب العلمية المتقدمة في كل اختصاص، لنتعرف على ما قدمه أهل البيت (عليهم السلام) للبشرية من آراء وأفكار في مختلف المجالات والميادين.
إن تعرّف العالم المعاصر على أهل البيت يستلزم تقديم سيرتهم وتراثهم بلغات العالم الحيّة، اللغات الرسمية لحقول العلوم والتكنولوجية والمعرفة العالمية، كالإنكليزية والفرنسية والألمانية واليابانية وغيرها.
وهنا يظهر العجز الشديد والقصور الواضح، فما هو متوفر من الكتابات عن حياتهم وتراثهم ينحصر في اللغة العربية والفارسية.
وقد أشار المحقق الشيخ جعفر السبحاني إلى بعض هذه الجوانب من القصور والتقصير في عرض سيرة أهل البيت وتراثهم، نقتطف من كلامه الفقرة التالية:
«يجب أن نؤكد بأنّ حياة الأئمة والأولياء الإلهيين شأنها شأن عالم الطبيعة، فيها جوانب عديدة مهما اكتشفت وكتب عنها، فستظل هناك جوانب مجهولة تحتاج لمن يكتشفها ويميط لثام الغموض عنها.
وفضلاً عن ذلك انّ أكثر ما كتب حول الأئمة فهو ينحصر في تجميع فضائلهم ومناقبهم ومعجزاتهم وبالتالي في نقل أحداث حياتهم بصورة جافة بعيدة كل البعد عن التحليل، ثم إنّ الكتب التحليلية التي يمكن أن تلبّي رغبات الباحثين والمحقّقين المعاصرين قليلة جداً، وانّ بعضاً منها لا يتمتع من ناحية طريقة كتابتها وبيانها بالمستوى المطلوب. هذا ومن المؤكد انّه قد أُلّف وكتب عن بعض الأئمة مثل أمير المؤمنين وسيد الشهداء الحسين بن علي باللغة العربية ـ وربما الفارسية ـ بما فيه الكفاية، غير انّ هناك فراغاً كبيراً للكتب التحليلية العميقة والجامعة فيما يتعلق ببقية الأئمة وحياتهم ويجب ـ للأسف ـ الاعتراف بهذه الحقيقة المرة، وهي انّه ليس الناس العاديون هم الذين يجهلون حياة الإمام الجواد أو الإمام الهادي أو الإمام العسكري (عليهم السلام) السياسية والأخلاقية والعلمية فقط، بل انّ أغلب الخطباء والكتّاب يفتقدون المعرفة الكافية بهم أيضاً.
وثانياً: انّ نوع الحياة التي كانوا يعيشونها، وكيفية مواقفهم السياسية ـ الاجتماعية يكون واضحاً أكثر عندما نلم بظروفهم الاجتماعية والسياسية والثقافية الخاصة التي يعيشون فيها، وذلك انّنا نعرف بأنّ الأئمة الأطهار كانوا يقيمون طريقة حياتهم الاجتماعية، ومواقفهم السياسية، وطبيعة نضالهم، على أساس من المحاسبات الدقيقة للظروف والأوضاع السائدة في عصرهم، وتقييم الإمكانات والمقتضيات والموانع، وتناسباً مع نوع المواجهة مع أعداء الإسلام. وعليه ما دمنا لم نتعرف على الأوضاع والظروف الخاصة التي كانوا يعيشون فيها آنذاك، فلن يكون لسيرة الأئمة وحياتهم أي مفهوم ومعنى دقيق وواقعي».[9]
إن احتفاءنا بمناسبات ذكريات أهل البيت (عليهم السلام) يجب أن تبعثنا لتحمل المسؤولية تجاه إحياء ذكرهم وأمرهم على مستوى العالم، إرضاء لله تعالى، وخدمة للبشرية، وتنفيذاً لتوجيهات أهل البيت (عليهم السلام)، فقد ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا : ««أحيوا أمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا. قلت: كيف يحي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا»».[10]
ثبتنا الله على ولاية النبي وأل بيته، ووفقنا للإقتداء بهم، والسير على طريقهم، وحشرنا يوم القيامة في زمرتهم، ورزقنا شفاعتهم، إنه أرحم الراحمين.