من أهداف الحرب الأمريكية
بعد إقامة صلاة الجماعة في مسجد الشيخ علي المرهون –حفظه الله- تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار اليوم الجمعة الموافق 18 محرم الحرام 1424هـ حول الاستهدافات الأمريكية من وراء حربها الشعواء ضد العراق، وأكد سماحته أن الهدف الأساس من وراء هذه الحرب الشرسة هو إصابة نفوس المسلمين بالإحباط واليأس، وإشعارهم بلزوم الخضوع للهيمنة الأمريكية.وأشار سماحته إلى أن مختلف الوسائل لم تنجح لردع أمريكا ومنعها عن عزمها ومخططها للحرب فقد راهن البعض على المؤسسات والهيئات الدولية كمجلس الأمن بأنه في مقدورهم ردع أمريكا عن القيام بهذه الحرب، ولكن أمريكا ضربت قرارات مجلس الأمن بعرض الحائط ونفذت مخططاتها.
وراهن البعض على انشقاق المعسكر الغربي، وقد حصل ذلك الانشقاق على أعلى مستوى، ولم يثن ذلك أمريكا عن مواصلة أهدافها.
وراهن البعض على الرأي العالمي الرافض للحرب، ولكن أمريكا لم يردعها ذلك عن عنجهيتها.
وراهن البعض على الضغط على العراق لتقديم التنازلات لأمريكا حتى لا تقع الحرب، وبالفعل قدم العراق التنازل تلو الآخر، ولكن كل ذلك لم يثن أمريكا عن مواصلة طريق الحرب الذي خططت له منذ زمن.
ومن خلال ذلك كله تريد أمريكا أن تقول للعالم أجمع إنه لا بد للجميع أن يخضع للإدارة الأمريكية ولا ملجأ للجميع سوى ذلك.
وأكد سماحة الشيخ أن أمريكا عزمت على هذا المشروع العنفي عندما رأت ارتفاع معنويات الإسلاميين في نموٍ مستمر، وأنهم حققوا نجاحات كبيرة جداً حتى في أمريكا. فوجدت أمريكا نفسها أمام تيارٍ ينمو بسرعة فأرادت أن تشل هذا التيار بأي شكلٍ من الأشكال. ولم تجد أمامها سوى استراتيجية القوة والسلاح إذ أنها الأقوى في هذا الجانب.
وأشار سماحة الشيخ أن قيادات الأمة المتمثلة في المراجع العظام قد سجلوا تحفظهم من انزلاق بعض الجهات الإسلامية في مطب العنف، وفي طليعة أؤلائك العلماء المرجع الراحل الإمام الشيرازي (قد سره) فقد حذر في العديد من كتبه من خطر الانزلاق في فخ العنف.
وقال سماحة الشيخ أن أمريكا قد استغلت أحداث 11 سبتمبر لصالح هذا المخطط البشع، وأنها تريد من وراء هذه الحرب أن تضرب الأمة الإسلامية بضربةٍ لا تقوم لها بعدها قائمة.
كما أكد سماحة الشيخ أن أمريكا لا تهدف من وراء حربها على العراق الشعار الذي رفعوه وهو (الحرية للعراق)، وإلا لماذا دعموا صدام الذي كاد نظامه أن يسقط أعقاب حرب الخليج الثانية، إنهم لم يريدوا لهذا النظام الطاغي السقوط في تلك الفترة لسببين:
الأول: كانوا يهدفون من وجود صدام استهلاك أكبر قدر ممكن من ثروات المنطقة، ولتركيز وجودهم في المنطقة،.
الثاني: سقوط النظام العراقي في تلك الفترة يعني أن الشعب قد انتصر سيدير أموره بنفسه، وهذا ما لا تريده أمريكا، إنها تريد أن تتحكم في مستقبل العراق من خلال بديل تصنعه.
وأضاف سماحة الشيخ أن أمريكا تستهدف من وراء حربها على العراق فرض هيمنتها على العالم الإسلامي، ولتُسيطر على خيرات الأمة، وتفسح المجال للصهاينة لإخماد حركة الشعب الفلسطيني وشل إرادته.
وبعد هذا العرض للاستهدافات الأمريكية للحرب على العراق أكد سماحة الشيخ أنه يجب أن تكون ثقة الأمة بالله كبيرة، وأن تتضرع لله تعالى بالدعاء حتى يكون الفرج والنصر بإذنه تعالى، كما يقول جل ثناؤه: ﴿سيجعل الله بعد عسرٍ يُسراً﴾.
وأكد سماحة الشيخ أن هذه الحرب ستهز مكانة أمريكا على المستوى العالمي، لأن مشاعر السخط في تزايد مستمر حتى في الأوساط الأمريكية.
وتساءل سماحة الشيخ: كيف يمكن أن تكون نتائج هذه الحرب لصالح المؤمنين؟
وفي إجابته قال:
أولاً- اهتزاز صورة أمريكا عالمياً يُعتبر نقطة إيجابية.
ثانياً- سقوط النظام العراقي سيفتح بوابة كبيرة للمؤمنين وللمسلمين وللأحرار في المنطقة بشكلٍ عام وفي العراق بشكلٍ خاص.
وأشار سماحة الشيخ أنه ينبغي على أبناء الشعب العراقي هناك أن يتحلوا بالنضج والوعي وأن يستثمروا الفرصة لصالحهم.
وقال سماحته إنه ينبغي للمؤمنين أن لا يُقصروا في الدعاء لرفع هذا العدوان بأسرع وقتٍ ممكن.
وأبدى سماحة الشيخ تخوفه من طيش النظام العراقي إذ أنه قد يستهدف المقدسات الإسلامية في العراق في حال قرب سقوطه، لأنه لا رادع لهذا الطاغية. كما أبدى تخوفه من حصول أي أذى للعلماء والمراجع العظام في العراق.
وفي نهاية الكلمة رفع سماحة الشيخ يده والحضور بالدعاء إلى الله بأن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة، وأن يحمي البلاد الإسلامية، ويحمي العراق والمقدسات والعلماء من أيدي الظالمين.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ ,آله الطاهرين.