|
|
التجزئة السياسية القائمة في العالم الإسلامي اليوم لها جذر تاريخي، وذلك حين تمرد معاوية بن أبي سفيان على الخلافة الشرعية المتمثلة في الإمام علي، وتلاحق بعد ذلك مع نشوء الدول داخل الكيان الإسلامي الكبير، فنشأت الدولة البويهية والسلجوقية والفاطمية والحمدانية... إلخ، وقد كانت في الأصل إمارات تابعة للدولة المركزية، ثم انفصلت عنها..
وحينما ظهرت الدولة العثمانية على مستوى الوطن الإسلامي، تطلع إليها المسلمون لتجميع شملهم من جديد.. إلا أن الأوروبيين بدءوا ينسجون المؤامرات ويخططون لإضعاف هذا الكيان والإطاحة به.
ولما كانت عوامل التخلف والفساد قد نخرت في ذلك الكيان، فقد تجرأت القوى الأوروبية على اقتطاع أوصال منه، فدخلت فرنسا الجزائرَ ثم تونس ثم المغرب واقتسمتها مع أسبانيا، ودخلت إيطاليا ليبيا، ودخلت بريطانيا إلى عدن وعمان ومصر والسودان والكويت.
ومن ثم جاءت اتفاقيات سايكس بيكو، وساندريمون، واتفاقيات باريس لتجعل ذلك التقسيم قانونًا.
ولكن لا بد من تجاوز حالة التجزئة، بأن يكون ولاء المسلمين للإسلام قبل أي شيء آخر، ونشر ثقافة الوحدة ومعالجة مظاهر وأسباب التجزئة، وطرح صيغ جادة وعملية للتعارف.
حول هذه النقاط وغيرها كانت تدور فكرة الكتاب، وقد رتّبها المؤلف على الشكل التالي:
- التجزئة السياسية.
- كيف حدثت التجزئة؟
- كيف نتجاوز التجزئة؟