للزمان والمكان خصوصية واضحة في تعاليم الإسلام، حيث يستفاد من النصوص الإسلامية أن لبعض الأزمنة خصوصية معينة، كما أن لبعض الأمكنة خصوصيتها ومكانتها الإسلامية الواردة في نصوص وتشريعات الإسلام الحنيف.
ومن ذلك ما توليه النصوص الإسلامية من اهتمام خاص بشهر رمضان المبارك، وعيدَي الفطر والأضحى، ويوم عاشوراء وليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وغيرها من الشهور والأيّام، وكذلك ما توليه من اهتمام بمكّة المكرّمة، والمدينة المنوّرة، وكربلاء المقدّسة، وغيرها من الأمكنة.
وقد اهتمّ سماحة الشيخ حسن الصفّار بدراسة النصوص الواردة بخصوص يوم الجمعة، إذ رأى أنه من أكثر الأيام التي ورد بحقّها هذا الكمّ الهائل من النصوص الشرعية، فاستحقّ بجدارة أن يطلق عليه أنه «سيّد الأيام»، وأنه ـ فيما يحتويه من برامج وأعمال عبادية واجتماعية وفردية ـ يمثّل جانبًا مهمًّا من شخصية الفرد المسلم.
ولعل أهم البرامج العبادية الاجتماعية التي أكدّها الإسلام في هذا اليوم هو إقامة صلاة الجمعة، وقد أفرد لها سماحته جزءًا مهمًّا من الكتاب، حيث درسها من خلال الرؤية الإمامية بالموازنة بينها وبين بقية المذاهب الإسلامية الأخرى، وهي تعدّ من الدراسات الرائدة في هذا المجال، ذلك أن صلاة الجمعة ـ بسبب ما عاشته المجتمعات الشيعية من انعزال وعَزْل من قبل السلطات والحكومات الإسلامية ـ لم يُعنى بها داخل البيئة الإمامية إلا في حدود ضيقة، وهي نقطة أشار إليها سماحته في مقدّمة الكتاب.
وقد جاءت عناوين الكتاب مرتّبة على الشكل التالي:
• الجمعة سيّد الأيام.
• الجمعة .. ملامح الصورة الاجتماعية.
• صلاة الجمعة.
• أحكام صلاة الجمعة.
• الجمعة الاستثمار الروحي.
• الجمعة والتواصل الاجتماعي.
• النظافة والجمال قيمة دينية.
الطبعة الأولى: دار أطياف للنشر والتوزيع، القطيف، 1430ﻫ ـ 2009م.