|
|
تأتي فريضة الصلاة في مقدّمة البرامج والفاعليات الروحية التي اهتمّ الإسلام بها أيّما اهتمام، يقف فيها الإنسان أمام خالقه خمس مرّات في اليوم والليلة، شرّع له فيها ـ دون بقية الفرائض ـ أن تؤدَّى فرادى وبصورة جماعية، ولعل لذلك العديد من الفوائد الروحية والاجتماعية والثقافية، وهي نقطة قلّما أفردت لها دراسات وبحوث مستقلّة، كانت هذه الدراسة من تلكم الدراسات القليلة التي اعتنت ببيان هذه النقطة، حيث سلّط سماحة الشيخ حسن الصفّار ـ في الفصل الأول منها ـ الضوء على ما في هذه الشعيرة من فوائد وقيم اجتماعية ترسّخها صلاة الجماعة، استفادها من أحكامها الفقهية الخاصّة، وذلك تحت عنوان: (أعظم شعائر الدين)، داعيًا في نهاية هذا الفصل إلى تجاوز العصبيات الاجتماعية والفئوية وإلى تمثّل هذه القيم التي تدعو إليها صلاة الجماعة. ليتناول ـ ثانيًا ـ مسألة (حضور المسجد والمشاركة الاجتماعية للمرأة)، عرض فيه لما تعانيه بعض المجتمعات المحلّية من قَصْر حضور الصلاة في المساجد على الرجال دون النساء بدعاوى دينية محافظة، وهي مسألة دعا فيها سماحته إلى تجاوز هذه الحالة السلبية إلى حضور أكثر فاعلية للمرأة في المجتمع، سواءً على مستوى المسجد أو في بقية المستويات الأخرى.
وفي الفصل الأخير تناول الشيخ صلاة الجماعة كفريضة إسلامية تدعو إلى الوحدة والتآلف على المستوى المذهبي، حيث أشار فيه إلى ما في هذه الشعيرة من دعوة صريحة إلى إلغاء الحالة الطائفية والمذهبية داخل المجتمع الإسلامي، وذلك من خلال ما نستوضحه من الفتاوى الفقهية لدى كلا الفريقين من جواز الالتحاق بجماعة المصلين إلى أي مذهب إسلامي انتموا.
صدرت الفصول الثلاثة لهذا الكتاب في كتب مستقلّة، وذلك تحت العناوين التالية:
• من أعظم شعائر الدين .. صلاة الجماعة.
• حضور المسجد والمشاركة الاجتماعية للمرأة.
• صلاة الجماعة مظهر الوحدة والتآلف.