عندما نستعرض الحركة النبوية الإلهية لعلّنا نلتفت إلى جانب جدير بالاهتمام، وهو أن معظم الأنبياء ينتمون إلى سلالة واحدة، فالنبي إبراهيم والد للنبي إسماعيل والنبي إسحاق، وإسحاق والد للنبي يعقوب، ويعقوب والد للنبي يوسف ـ عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام، وهكذا. وهذه الشجرة النبوية الكريمة قد امتدّ بها الزمان إلى أن ظهر فيها رسولنا الكريم محمد ، الذي بشّر ودعا إلى الدين الخاتم والرسالة الإسلامية الخالدة.

كما أن الله سبحانه قد اصطفى من هذه السلالة الطيبة من يكملون المسيرة المحمّدية، وهم من عُرِفوا ـ تاريخيًّا ـ بين المسلمين ﺑ (أهل البيت)، وهو اللقب الذي أطلقه عليهم القرآن الكريم في آية التطهير من سورة الأحزاب، وورد على لسان النبي فيما يُعرف بحديث الثقلين وغيره من الأحاديث.

وهؤلاء الأئمة هم من اتبعهم الشيعة من المسلمين، تطبيقًا لما يروونه عن رسول الله من نَصٍّ صريح في أنهم الخلفاء من بعده، وكذلك لما تحلّى به هؤلاء القادة من صفات ومواقف مبدئية لا يماثلهم فيها أحد من أئمة المسلمين، وهي المواقف والمبادئ والقيم التي حاول أن يدرس بعضًا منها سماحة الشيخ حسن الصفّار ـ حفظه الله ـ في دراسته هذه، إذ يمهّد للحديث عن مواقفهم التاريخية ببحث المسائل التالية:

1. مكانة أهل البيت .
2. الإمامة بين النص والشورى.
3. أهل البيت وخيارات المواجهة.
4. الأئمة وحكومات عصورهم.

ثم ينتقل بعد ذلك بدراسة حول بعض الأئمة، وذلك ضمن العناوين التالية:

1. الإمام الكاظم خلق ومنهجية.
2. الإمام الرضا واستثمار الانفتاح.
3. صور من حياة الإمام الجواد .
4. من توجيهات الإمام الحسن العسكري.