«بسم الله الرحمن الرحيم»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هذه الآية المباركة تتحدث عن ضرور استشعار فضل الوالدين ووجوب الإحسان إليهما، وتذكر بالعناء الذي تتحمله الأم أثناء الحمل والولادة حتى تكون الصورة حاضرة أمام الإنسان (الابن) أثناء تعامله وتصرفه.
يتحدث آية الله الشيخ ناصر مكارم في تفسيره الأمثل عن هذا المقطع من الآية ﴿... حملته كرها ووضعته كرها﴾ فيقول: إنّ حالة الأُم تختلف منذ الأيّام الأولى لإنعقاد النطفة، فتتوالى عليها الصعوبات، وهناك حالة تسمى حالة (الوحام) هي أصعب الحالات التي تواجهها الأُم، ويقول الأطباء عنها: إنّها تنشأ نتيجة قلّة المواد التي تحدث في جسم الأُم نتيجة إيثارها ولدها على نفسها.
وكلما تكامل نمو الجنين امتص مواداً أكثر من عصارة روح الأُم وجسدها، تترك أثرها على عظامها وأعصابها، فيسلبها أحياناً نومها وغذاءها وراحتها وهدوءها، أمّا في آخر فترة الحمل فيصعب عليها حتى المشي والجلوس والقيام، إلاّ أنّها تتحمل كلّ هذه المصاعب بصبر ورحابة صدر وعشق للوليد الذي سيفتح عينيه على الدنيا عمّا قريب، ويبتسم بوجه أُمّه.
وتحل فترة وضع الحمل، وهي من أعسر لحظات حياة الأُم، حتى أنّ الأُم أحياناً تبذل نفسها وحياتها من أجل سلامة الوليد...
وفقكم الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.