وسؤالي كيف لي أن أفكر بالاقتراب من الطرف المقابل والطرف المقابل غير مُعترف بي وبديني وذلك ما يجعلني أفكر أن الطرف المقابل لن يعترف بي حتى أتنازل عن أموري التي لا يراها صحيحة تبعا لمعتقداته؟
«بسم الله الرحمن الرحيم»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بداية أشكرك على اهتمامك بهذا الموضوع المركزي في حياة الأمة، فهو بحاجة إلى تبلور ثقافة سليمة تأخذ بعين الاعتبار مختلف جوانب المعادلة الاجتماعية و الأفكار الدينية.
تقف الأطراف المختلفة من مسألة التقارب والتعايش مواقف متباينة، وكل شخص داخل هذه الأطراف يحمل في نفسه درجة متفاوتة عن غيره، وبالتالي فإن العمل على صعيد التقريب والتقارب يعطي نتائجه بدرجات متفاوتة حسب الجهة والشخص المتلقي.
إن الشواهد العملية أثبتت جدوى السعي في هذا المضمار، مما يستدعي توسيع نطاق العمل والتحرك، مع العلم المسبق بأن بعض الجهات لن تتجاوب مع هذا التوجه.
من جهة أخرى فإن إغفال هذا الموضوع أو عدم السعي لإنجاحه يزيد من درجة حدة الخلاف، ويوسع دائرة الشقاق، وينشر ثقافة اليأس من التغيير، ويترتب على ذلك نتائج خطيرة على صعيد الوطن الواحد، والأمة بأجمعها.
بالطبع إن السعي للتقارب والتعايش لا يعني ـ أبداً ـ التنازل عن الثوابت والمعتقدات الرئيسة عند أي مذهب.
وفقكم الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.