بر الوالدين
ف. ح. - jتاروت - 28/02/2009م
أشعر دائماً بعدم محبة والداي, فهما دائماً يتشاجران ويهملان البيت, بسبب اهتمامهما بقضايا خارج المنزل, وأنا أخاف أن أكتب من العاقين بسبب ما أشعر به من الحقد عليهما بسبب تقصيرهما المروع, فما العمل؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

مقدمة:

يتأثر السلوك الإنساني بأسلوب التربية ونوعية الثقافة وطبيعة البيئة التي يعيش فيها الإنسان، ومع مرور الزمن تتأكد السلوكيات فتصبح طباعاً متجذرة وكأنها جزء من الذات، ولهذا فإن تغيير الصفات والطباع يكون في مرحلة الشباب أسهل منه في مرحلة الرجولة والشيخوخة.

فعندما نجد من آبائنا الكبار من يحمل طباعاً يصعب عليه التخلص منها نشفق عليه، وندعو له بالتوفيق كي يعدل من سلوكه.

التعامل مع الوالدين:

ينطلق الإنسان المؤمن في حركته وسلوكه بتوجيه القرآن الكريم، وأحاديث الرسول الأكرم وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين، لأنها النجاح في الدنيا والنجاة في الآخرة.

ونستعرض هنا الآيات والروايات التي تنظم العلاقة مع الوالدين:

يقول الله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا، ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا.

أما الروايات فهي كثيرة جداً:

(النظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة)، (وقبلة الوالدين عبادة).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين».

الإمام الرضا (عليه السلام): «بر الوالدين واجب وإن كانا مشركين».

الإمام زين العابدين (عليه السلام): «أما حق امك فأن تعلم أنها حملتك حيث لايحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد، لتكون لها، فإنك لاتطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه».

ومن خلال هذه الآيات والروايات يتعرف الإنسان على مسؤوليته تجاه والديه، حتى وإن صدر منهما تصرفات خاطئة.

عليك أن تحسني لهما قدر إمكانك، وتشفقي عليهما، وتسألي الله لهما التوفيق لخير الدنيا والآخرة.

ومن أهم الأمور التي يجب أن تتنبهي لها صفاء قلبك تجاههما، فوجود بعض الأخطاء عند الوالدين لا يجب أن يكدر القلب أو يصيبه بالكراهية المذمومة.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار