هل تقبل توبتي؟
علي محمد - العراق - 18/08/2009م
يسأل احد الاخوة ممن يطلب التوبة إلى الله انه كان ممن يعمل المحرمات والذنوب الكبيرة.
كان ممن يزنون ويعمل اللواط ويلاط به ويشاهد الأفلام الإباحية وينظر للنساء ويستمع للغناء.
مع ذلك كان من المصلين والصائمين ومؤدي الخمس ولكن كانت تأتي عليه أيام يترك الصلاة أي انه لا يصلي اليوم مثلا ويعود غدا ليصلي.

ما حكم أعماله وصلاته للسنين الماضية؟

لو انه رجع وتاب توبة نصوحة فهل له مثلا إذا أصبح إمام جامع أن يصلي جماعه بالمصلين؟
مع العلم انه غير مشهور بالذنوب المذكورة.
والآن وبعد كل هذا أراد ذلك الشخص إن يتوب فهل من توبة له
وهل يجب عليه التوبة بينه وبين الله فقط أم انه يذهب لحاكم شرعي ليقبل توبته على اعتبار إن الآية تقول {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً}
وعلى اعتبار أن المراجع هم الآن الامتداد للرسول (ص) فما الواجب عليه فعله للرجوع إلى ربه بعد كل هذه الأعمال؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر، ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طـه.

فالآيات الشريفة واضحة في قبول التوبة وسعة رحمة الله سبحانه وتعالى، فكل من تاب وأخلص التوبة تاب الله عليه وغفر له.

وهنا مسائل:

المسألة الأولى: يجب قضاء الصلوات الفائتة، فمن شروط قبول التوبة أداء الفرائض.

المسألة الثانية: أداء حقوق الآخرين، ومن ذلك، دفع الخمس.

المسألة الثالثة: لإمامة الجماعة شروط ومواصفات، فإذا توفرت هذه الشروط صحت إمامة الجماعة، ولا تضر بذلك الذنوب السابقة.

المسألة الرابعة: التوبة بين العبد وربه، فلا يحتاج التائب إلى الإقرار بالذنب عند عالم أو غيره، بل لا ينبغي للإنسان أن يكشف عن ذنوبه لأحد.

وأما الآية الشريفة ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً فهي خاصة بالرسول لا ينتقل حكمها إلى غيره.

وفقكم الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار