بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مما لا شك فيه أن الوالدة تمتلك عاطفة عميقة، وحناناً رقيقاً، ورحمة بالغة، تغدق بها على أبنائها، فقد أودع الله تعالى في قلبها رحمة ورأفة تجعلها تتحمل الصعاب والمشاق من أجل راحة أبنائها.
إلا أن أساليب التعامل مع الأبناء تختلف من أم لأخرى، وذلك لعوامل نفسية وثقافية وتربوية..
فما تمر به الأم من أحداث ومواقف في حياتها تؤثر في نفسها بصورة أو بأخرى، وما تحمله من مستوى ثقافي يكون خلفية لسلوكها واختيار عباراتها..
لذلك عليك أن تعذري والدتك إن وجدت بعض الاختلاف في التعامل، وتتذكري معاناتها في تربيتك لتطيب نفسك وتتحملي هذا الأمر.
من جهة أخرى عليك أن تبالغي في الإحسان لوالدتك وتشعريها بالاهتمام، فلعل ذلك ينبهها ويجعلها تعدل في التعامل بينكم.
ومن أمثلة ذلك: السلام عليها بحنو، وتقبيلها، وتلبية طلباتها، والمبادرة إلى خدمتها.
وعلى فرض عدم استجابتها أو تنبهها للمسألة فعليك أن تبقي ملتزمة بالبر والإحسان لها، فذلك مما يجب على الأبناء مهما صدر من الآباء فالأحاديث الشريفة تؤكد على بر الوالدين مهما صدر منهما من خطأ، عن النبي : أفضَلُ العَمَلِ الصَّلاةُ عَلي ميقاتِها، ثُمَّ بِرُّ الوالِدَينِ، ثُمَّ أن يَسلَمَ النّاسُ مِن لِسانِكَ.
وعن الإمام الباقر : ثلاثٌ لم يَجعلِ اللّه ُ عزّ وجلّ لأحدٍ فيهنّ رُخْصةً: أداءُ الأمانةِ إلَي البَرِّ والفاجرِ، والوفاءُ بالعَهدِ للبَرِّ والفاجرِ، وبِرُّ الوالِدَينِ بَرَّينِ كانا أو فاجِرَينِ.
ومما تجدر الإشارة إليه أهمية تنمية العلاقة مع الإخوة حتى لو وجد تفريق في التعامل من قبل الوالدين.
فعليك أن تتجاوزي هذا الاختبار بنجاح، وتكوني بذلك محل رحمة الله، جديرة بالأجر والمثوبة.
لأن الإنسان في الحياة مبتلى بأنواع الاختبارات، وعليه أن يتجاوزها بنجاح.
وفقك الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.