والآن رجعت إلى ربي وتبت وتركت هذه الأشياء ولكن إلى الآن أحس أني لازلت مذنبة وأن الله لن يغفر لي مهما عملت من استغفار وقراءة أدعيه وقرآن ومناجات ربي بالليل كل هذه الأعمال التي أعملها ولكني أحس أن ربي لن يغفر لي وأني مذنبة أريد أن ترشدني للصواب أريد عمل ينقذني من هذا الذنب الذي ارتكبته أريد ان أطمئن بأن الله يغفر لي.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بداية نهنئك على قرار التوبة والتوجه إلى الله عز وجل وطي صفحة الماضي، ونسأل الله لك الموفقية والخير والصلاح.
عن معاوية ابن وهب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة.
فقلت: وكيف يستر عليه؟
قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ويوحي إلى جوارحه:اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب.
فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.
هذه صورة من صور رحمة الله بعباده.
يقول الله تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.
فالله تعالى برحمته وتفضله على عباده يبدل السيئات إلى حسنات إذا تحققت التوبة الخالصة وأتبعت بالعمل الصالح.
فالآيات والروايات تؤكد على رحمة الله تعالى وتدعو الإنسان إلى المبادرة بالتوبة وترك اليأس والقنوط ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.
وقال الإمام علي لرجل أصيب باليأس بسبب ذنوبه: "أيا هذا، يأسك من رحمة اللّه أعظم من ذنوبك".
فعليك أن تستثمري حالة الندم لديك وتحوليها إلى طاقة إيجابية تدفعك للعمل والنشاط والتحرك في جميع وجوه الخير.
وهنا أوصيك بأمور مهمة:
1/ بناء شخصيتك بالجد والاجتهاد والنظام، بحيث تضعين لك أهدافاً محددة تسعين لتحقيقها وتلتزمين ببرنامج لتطوير قدراتك ومواهبك.
2/ التثقيف الذاتي عبر القراءة والاطلاع والاستماع للمحاضرات المفيدة.
3/ بر الوالدين والاهتمام بالعائلة وخدمتهم.
4/ المشاركة الاجتماعية بما يناسبك، بحيث تسهمين في توعية الفتيات عبر المنتديات، وتنشرين الثقافة والوعي في المجتمع.
وختاماً أقول لك: كوني قوية ولا خضعي لأي ضغوط قد تحدث لك في المستقبل، واقطعي أي صلة لك بالماضي.
وفقك الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.