شيخ حسن الصفار تقبل ما سأقوله الآن وآسف لإحراجك معي ...
توفي أبي قبل أن أدخل المدرسة ولم أجد أحد يعلمني أمور ديني وكنت كثير الخجل ولم أعرف الصلاة جيداً إلى أن وصلت إلى عمر 12 سنة ولم يكن أحد يرشدني أو يعلمني بطريقة سليمة إلى أن وصل عمري إلى الخامسة عشر وبدأت المشاكل الدينية والنفسية وبدأت عندي المشكلة العظمى والكبرى التي قلبت حياتي وهدمت كياني وهي ممارسة خروج المني المتعمد عن طريق الاحتكاك!!
يا سيدي أعرف أني مخطئ كثيراً أني أخاف من نار جهنم غداً انصحني أنا قررت الإقلاع نهائياً عن هذا الفعل وأنبت نفسي لمرات عديدة وإني نادم ومتحسف على ما فعلت ...
كيف أتوب كيف أعآود الصلاة مرة أخرى وسمعت خبراً كسر قلبي أن من أخرج المني متعمداً لا تقبل صلاته لمدة أربعين يوماً.
قل لي هل يقبل دعائي عند توبتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (53) سورة الزمر، ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (82) سورة طـه.
لا شك أن ما أقدمت عليه ذنب تجب التوبة منه، والله بسعة رحمته ومغفرته يغفر لمن أخلص التوبة، وعزم بصدق النية على الرجوع إلى الصلاح والتقوى، فعليك بكثرة الاستغفار والدعاء والأعمال الصالحة.
ولابد أن نشير إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي ضرورة بناء الشخصية على الإيمان القوي، وهذا هو معنى التوبة الحقيقية.
عليك أن تراجع حساباتك.. كيف تقضي الوقت؟، وما هي مجالات اهتمامك؟، وما هي نوعية الثقافة التي تتلقاها؟
ونحن إذ نحيي فيك اهتمامك بتربية نفسك وسعيك للتخلص من بعض العادات السيئة، نذكرك ببعض الأمور:
أولاً: الاقتناع بالقدرة على التغيير
ثق تماماً أنك قادر على التغيير ومواجهة إغواء الشيطان وحبائله، فالله سبحانه وتعالى منحك القدرة على مواجهة مختلف أنواع الابتلاء بالإيمان وقوة الإرادة.
ثانياً: تهيئة أجواء الصلاح
تعمد أن تصنع لك أجواء تشجعك على الخير، وتنفرك من الشر، ولا تنتظر التغيير مع الأيام دون أن تقوم بعمل ما.
فعليك أن تختار أصدقاءك بعناية، وتتعود القيام بالأعمال الجادة التي تشعرك بقوة شخصيتك.
ثالثاً: تنظيم الوقت واستثماره
عليك أن تنظم وقتك وتستثمره في النافع المفيد لك ولمجتمعك، فإذا التزمت بذلك ستشعر بتغيير في حياتك ونمو في شخصيتك يبعدك عن الأخطاء.
رابعاً: التقرب إلى الله بالعبادة والدعاء
وفي ذلك يقول الإمام علي: (إن الله جعل الذكر جلاء للقلوب: تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة).
وفقك الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.