أدمنت مشاهدة الأفلام
ع. - 04/06/2011م
أنا فتاة أدمنت تقريبا الأفلام المحرمة وقد حاولت تركها.. تركتها شهر شهرين ثلاثة ثم أعود، وهكذا، واي صورة تغريني اذهب وأشاهد الأفلام.
وضعت بجانب النت علبة كبريت ارتدعت فترة قصيرة أسبوعين وأكثر قليلا، وعدت اليوم!! ماذا افعل؟!
أريد أن أربي نفسي وأردعها بحيث لا أعود إطلاقا لهذا الفعل القبيح أنا الآن أفكر في كي نفسي بواسطة الكبريت حتى أرتدع.
اليوم لم استطع ان أجاهد نفسي الأمارة بالسوء.. أنا محبطة لهذا، ماذا أصنع؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ما يصدر عن الإنسان من سلوك ـ خير كان أو شر ـ  له أسباب ومقدمات، هذه المقدمات تتشكل من الثقافة والتربية والبيئة المحيطة.

وفي المراحل الأولى من عمر الإنسان يكون الوالدان هما المسؤولان عن العناية بهذه الأمور الثلاثة، أما بعد مرحلة البلوغ فالإنسان مسؤول عن تربية نفسه وإصلاحها، وتهيئة الأجواء الصالحة واختيارها، والاستزادة من الثقافة السليمة التي تدفعه للخير والصلاح.

فقوة الإرادة وتنمية الصفات الخيرة لا تأتي اعتباطاً، بل تحتاج إلى تعمد وسعي جاد لتحصيلها وتأكيدها في النفس ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، كما أن العادات والسلوكيات اليومية تؤثر على القلب وتطبعه بطابع معين، يقول الله تعالى ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ.

فالأعمال السيئة تكون حجاباً يمنع القلب من التأثر بالموعظة وتسمه بسمة القسوة.

من هنا فإن على الإنسان أن يراقب تصرفاته ويزنها بميزان الصلاح والتقوى، ويهيئ لنفسه الأجواء المساعدة على العمل الصالح، حتى يصل إلى مرحلة يكره فيها مجرد التفكير في المعصية فضلا عن ارتكابها.

إن الأشخاص الذين يربون أنفسهم على الجد والاجتهاد ويتقربون إلى الله تعالى بالدعاء والعبادة ينفرون من المعصية، ويرون فيها الانحطاط الذي لا يتناسب مع شرف القرب من الله تعالى.

وإذ نحيي فيك اهتمامك بتربية نفسك وسعيك للتخلص من بعض العادات السيئة، نذكرك ببعض الأمور:

أولاً: الاقتناع بالقدرة على التغيير

ثقي تماماً أنك قادرة على التغيير ومواجهة إغواء الشيطان وحبائله، فالله سبحانه وتعالى منح الإنسان القدرة على المواجهة، لكن الكثير من الناس يبقونها في حالة كمون.

ثانياً: تهيئة أجواء الصلاح

تعمدي أن تصنعي لك أجواء تشجعك على الخير، وتنفرك من الشر، ولا تنتظري التغيير مع الأيام دون أن تقومي بعمل ما.

فعليك أن تختاري صديقاتك بعناية، وتتعودي حضور البرامج الجادة ومجالس الذكر النافعة.

ثالثاً: تنظيم الوقت واستثماره

عليك أن تنظمي وقتك وتستثمريه في النافع المفيد لك ولمجتمعك، فإذا التزمت بذلك ستشعرين بتغيير في حياتك ونمو في شخصيتك يبعدك عن الأخطاء.

رابعاً: التقرب إلى الله بالعبادة والدعاء

وفي ذلك يقول الإمام علي: (إن الله جعل الذكر جلاء للقلوب: تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة).
 
خامساً : التأثير على النفس بالمواعظ البالغة

وذلك من خلال قراءة الأحاديث التي تتحدث عن آثار المعصية وعقابها، والاستماع للمحاضرات التربوية.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار