أتمنى أن تفيدني برأيكم عن هذا الموضوع وهل من واجبي النصح لهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يتحدث القرآن في آيات عديدة عن الجن بصورة عامة وعن الشيطان بصورة خاصة، ومن خلا هذه الآيات وغيرها يمكن للإنسان أن يرسم تصوراً واضحاً يغنيه عن التصورات الخاطئة التي يتداولها الناس.
يقول تعالى في سورة النحل:
﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾
﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
﴿إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ﴾
ويقول تعالى في سورة الحجر:
﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
﴿إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾
﴿قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾
﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾
فالآيات واضحة في أن الشيطان وهو أكثر من نصب العداء من الجن لبني آدم ليس له سلطة وقدرة تمكنه من إيذاء الناس، إلا من استسلم له وتولاه.
يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل: إِنّ الإِنسان حر الإِرادة، وإِنّ إِبليس وجنوده لا يقوون على أن يجبروا إِنساناً واحداً على السير في طريق الفساد والضلال، لكنّه الإِنسان هو الذي يلبي دعوتهم ويفتح قلبه أمامهم ويأذن لهم في الدخول فيه!
ثم يضيف: إنّ الوساوس الشيطانية وإن كانت لا تخلو من أثر في تضليل وانحراف الإِنسان، إِلاّ أنّ القرار الفعلي للانصياع للوساوس أو رفضها يرجع بالكامل إِلى الإِنسان، ولا يستطيع الشيطان وجنوده مهما بلغوا من مكر أن يدخلوا قلب إِنسان صاحب إِرادة موجهة صوب الإِيمان المخلص.
ومن كل ما تقدم نؤكد على عدة مسائل مهمة:
1/ ضرورة الاعتقاد بتحرر الإنسان من قيود الجن والشياطين وغيرهم، وذلك بالإيمان بالله والتوكل عليه سبحانه تعالى.
2/ عدم جواز الذبح دون تسمية إرضاء للجن أو خوفاً من ضررهم.
3/ عدم قدرة الجن من إيذاء الإنسان جسدياً.
4/ أهمية نشر الثقافة الصحيحة والابتعاد عن المشعوذين والدجالين.
وفقك الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.