نشكرك في البداية على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله لكم التوفيق في الدنيا والآخرة.

أعتزم الالتحاق بالحوزة العلمية للدراسة الدينية، وأود أن أستفيد من توجيهاتكم في هذا المجال كونكم خضتم غمار هذه التجربة لسنوات عديدة:

- ما هي أهم الأمور التي ينبغي على طالب العلم أن يضعها نصب عينيه وهو يضع قدمه في هذا الطريق؟

من أهم الأمور التي يجب على طالب العلم أن يضعها نصب عينيه:

1/ نية القربة إلى الله تعالى، حيث يعتبر طلب العلم وسيلة لتحقيق رضا الله تعالى، ويجب أن يبقى هذا العنوان حاضراً أمام طالب العلم طوال حياته.

ففي الحديث:من طلب العلم لله لم يصب منه باباً إلاّ ازداد في نفسه ذلاً، وفي الناس تواضعاً، ولله خوفاً، وفي الدين اجتهاداً، وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه. ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس، والحظوة عند السلطان، لم يصب منه باباً إلاّ ازداد في نفسه عظمة وعلى الناس استطالة، وبالله اغتراراً، ومن الدين جفاء. فذلك الذي لاينتفع بالعلم).

2/ العمل بالعلم

بحيث يطبق طالب العلم ما تعلمه على نفسه قبل أن يرشد الآخرين.

ففي الحديث: (أشرف العلم ما ظهر في الجوارح والأركان), (إذا رمتم الانتفاع بالعلم فاعملوا به وأكثروا الفكر في معانيه تعه القلوب).

3/ الاستعداد لخدمة الناس ونفعهم

فـ(زكاة العلم تعليمه، وشكر العالم على علمه عمله به وبذله لمستحقه).

- ما هي أهم الأمراض الروحية والأخلاقية التي ينبغي على طالب العلم الحذر منها؟

الأمراض الروحية والأخلاقية التي ينبغي على طالب العلم أن يحذر منها:

1/ الإعجاب بالنفس.
2/ الاستطالة على الناس.
3/ الجدال والمراء، والدخول في النزاعات.

- في بداية طلب العلم يكون الإنسان عادةً ذا حماسٍ وقاد، ولكن بعد فترة قد يبتلى بالكسل والضجر، فما هي نصيحتكم في هذا المجال.

مما ينبغي التأكيد عليه لاستمرار حالة الجد والنشاط:

1/ التعبئة الروحية الدائمة عبر استحضار نية الانطلاقة الأولى وهي التقرب إلى الله تعالى والاستجابة لدعوته سبحانه إلى طلب اعلم وهداية الناس والسير في طريق الأنبياء والمصلحين.

2/ تعويد النفس على الجد والنظام والإنجاز، بحيث يكون النشاط سمة متأصلة تتعود عليها النفس فلا ترتاح إلا بالإنجاز اليومي.

3/ التعاون مع الآخرين، بحيث يشد كل واحد من عضد الآخر، ويستمد منه القوة والنشاط، ويتكون جو يساعد على العمل ويمتلئ بالحيوية والتفاعل.

ـ ما هو التخصص الذي يحتاجه مجتمعنا الإسلامي والخليجي بشكل أخص؟  أم انهُ ينبغي على الطالب أن يشمر ساعد الجد لينهض بمستواه العلمي في الجوانب المتعددة؟

في بداية الدراسة الحوزوية لابد من تحصيل قدر كاف من المقدمات الضرورية، ثم تأتي مرحلة التخصص التي نشجع عليها وندعو لها.

أما عن حاجات مجتمعنا اليوم فهي متعددة، ويمكن لطالب العلم أن يختار ما يتناسب مع استعداداته وميوله، ونشير هنا إلى تخصص مهم يحمل في مضمونه قضايا حيوية معاشة، يمكن أن نطلق على هذا التخصص (الإصلاح الاجتماعي).

ـ ما رأيكم هل الخطابة تؤثر على الدراسة، وما هي أهم النصائح التي تقدمها لي في هذا مجال الخطابة الحسينية؟

للخطابة أهمية بالغة في صقل الشخصية العلمية لطالب العلم، فبها تترسخ المعلومات وتنتظم في قوالب ومسارات تحقق أهدافها الاجتماعية والإصلاحية، ولذا ينبغي على الخطيب أن يحرص على وضوح الهدف العام في خطابه وهو الإصلاح،بعيداً عن الكسب المادي، ووضوح الهدف الخاص في كل محاضرة حتى لا يتشتت المستمع، بل ينطلق من المحاضرة إلى السلوك العملي.

- بخصوص التأليف وأنا أرى هذا الكم المعرفي والإجتماعي من المؤلفات على موقعكم المبارك، ما هي نصيحتك لي في مجال التأليف؟

يمكن للمتابع لحركة التأليف أن يلاحظ أنها تسير في مسارين:

مسار تقليدي مكرر، ومسار متجدد يلاحظ الحاجات الاجتماعية.

ومن الضروري أن يتنبه المؤلف إلى هذه المسألة ويراعيها حتى يكون نتاجه ذا فائدة وليس مجرد تأليف مكرر.

ونصيحتي لك أن تبدأ الكتابة مع بداية مشوارك العلمي لأن الكتابة فن يحتاج إلى مران وممارسة.

- ما هي نصيحتكم الأخيرة لي؟

أوصيك بالتقوى ومحاسبة النفس والابتعاد عن أجواء الخلافات التي ربما تثار بين فترة وأخرى بين الفئات المختلفة في الرأي أو التوجه السياسي.

كما أدعوك لقراءة كتابنا (علماء الدين.. قراءة في الأدوار والمهام)، وهو موجود في موقعنا على الرابط التالي:

http://www.saffar.org/?act=books&action=view&id=16

هذا وأسأل الله لك التوفيق والسداد.