بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مقدمة
أهمية المعرفة
العلم والمعرفة نور يضيء للإنسان طريقه، ويعرفه الحقائق، ومن خلال ذلك يمكنه أن يضع الأمور في نصابها، ويحسن التصرف مع الأشخاص والمواقف.
فلو اطلع الإنسان على ما قررته الشريعة في حق الوالدين وما أعطتهما من منزلة ومكانة لوجد شيئاً عجيباً، ومن باب المقدمة نعرض لبعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة حتى تتضح الصورة.
يقول الله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾، ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا﴾.
فالقرآن الكريم يقرر أن حق الوالدين يأتي في الدرجة الثانية بعد حق الله والعبادة، وهي منزلة رفيعة للوالدين.
أما الروايات فهي كثيرة جداً:
1/ عن النبي : (أفضَلُ العَمَلِ الصَّلاةُ عَلى ميقاتِها، ثُمَّ بِرُّ الوالِدَينِ).
2/ (النظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة).
3/ (وقبلة الوالدين عبادة).
4/ عن الإمام الصادق : «ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين».
5/ عن الإمام الرضا : «بر الوالدين واجب وإن كانا مشركين».
6/ عن الإمام زين العابدين : «أما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لايحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد، لتكون لها، فإنك لاتطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه».
(وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك، وأنك فرعه، وأنك لولاه لم تكن, فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوة إلا بالله..).
وهكذا تتضح مكانة الوالدين في الإسلام ومنزلتهما التي ينبغي على الأبناء رعايتها.
فعليك أن تراجع نفسك وتقرأ هذه الآيات والأحاديث بتمعن حتى تتأثر بها، ومن ثم تذهب لوالديك وتعتذر منهما، وتطلب منهما الصفح، فمهما يصدر من الوالدين من تصرف يبقى حقهما في الحب والتقدير والاحترام، ومن خلال ذلك ينال الإنسان رضا الله تعالى، لأن برهما من أفضل الطرق المحققة لرحمة الله في الدنيا والآخرة.
وفقك الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.